التحدى الأكبر أمام المحامى فريد الديب، الذى يتولى الدفاع عن الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، المتهم بقتل المتظاهرين فى أثناء الثورة التى أطاحت بحكمه فى فبراير الماضى، سيكون، حسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، محاولة إثبات أنه لم تصدر أى أوامر باستخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين، وأن الرئيس المخلوع لم يعلم بصورة أو بأخرى، بوقوع أعمال القتل. كانت النيابة العامة قد طالبت فى مرافعتها أوائل الشهر الجارى بتوقيع عقوبة الإعدام شنقا على مبارك، معتبرة أنه حتى لو لم يكن القاتل الفعلى، فلا بد أنه علم من وسائل الإعلام أو من مساعديه بأن المتظاهرين كانوا يتعرضون لإطلاق النار، لكنه لم يأمر بوقف القتل. وتقول الصحيفة البريطانية إن كثيرا من المصريين يخشون من أن تكون المحاكمة مجرد عملية صورية، وتعزو هذا على وجه الخصوص إلى قولها إنه بعد الجلسات الأولى من المحاكمة، منعت هيئة المحكمة الكاميرات من الدخول ونقل وقائع الجلسات. كما أن كثيرين أيضا -والحديث للصحيفة- تساورهم الشكوك بأن أعضاء المجلس العسكرى الذى يحكم البلد الآن، ما زالوا يشعرون بالولاء لزعيمهم السابق، وأنهم ما زالوا يوفرون له الحماية. لكن الصحيفة تشير إلى أنه حتى لو قدمت النيابة -مثلما يعتقد بعض المدافعين عن حقوق الإنسان- مرافعة ضعيفة، فإن آخرين يقولون إنه تم تقديم أدلة تثبت أن مئات الناس قتلوا بالرصاص، وأن الشرطة استخدمت الذخيرة الحية ضد المحتجين العزل، وهو ما سيجعل من الصعوبة بالنسبة إلى المتهمين أن يفلتوا من العقاب. واستعرضت الصحيفة أجزاء من مرافعة المحامى فريد الديب، الذى قالت إنه محام مشهور بدفاعه عن المشاهير والسياسيين وأباطرة الأعمال، وقالت إنه بدأها بالهجوم على النيابة العامة بدلا من تقديم أى حجج راسخة، وانتقد النيابة لفشلها فى تقديم دليل يدين موكله، الذى صوره على أنه «رجل نظيف» ولديه احترام شديد للقانون.