منهج «التربية الوطنية» للشهادة الثانوية يقضي على مفاهيم الأخونة.. واختفاء تام لمصطلحات الانقلاب والشرعية هدى شعراوي ونبوية موسى وملك حفني ناصف ودرية شرف الدين يظهرن في فصل «المواطنة» «دراسات 6 ابتدائي» يؤكد أن ثورة 25 يناير قامت ضد نظام مبارك، وثورة 30 يونية ل«تصحيح المسار» قضت مناهج العام الدراسي الجديد على المفاهيم الإخوانية التى بثها قادة جماعة الإخوان الإرهابية في الكتب الدراسية وخاصة كتاب التربية الوطنية للعام الماضي، والذى أمر الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، بفرمه لاشتماله على مصطلحات إخوانية جمة، كالشرعية والانقلاب العسكري، وغيرها. ووضعت وزارة التعليم بصمتها على المناهج الجديدة، بتعديل كثير من محتوياتها، جاء على رأسها كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوي، حيث جاء الكتاب الجديد مختلفًا في الشكل والمضمون، وحمل عنوان «المواطنة وحقوق الإنسان»، وأشار الكتاب في الفصل الأول منه إلى أن الدولة المدنية هي دولة المواطنة وسيادة القانون التي يتمتع فيها الفرد بحقوقه ويؤدي واجباته ولا يكون فيها تمييز بين المواطنين، بسبب الدين أو اللغة أو الجنس أو اللون أو العرق. وقدّم الكتاب عرضًا لمفهوم الديمقراطية باعتبارها حكم الشعب، بحيث يكون الشعب هو مركز السلطات، وأكد في فصله الثالث أهمية دور المرأة في صنع التاريخ المصري، عارضًا رموز نسائية من التاريخ المصري القديم والحديث؛ وأشار إلى ملكات مصر الفرعونية مثل الملكة سبك نفرو وحتشبسوت والملكة تي. وفي العصر الحديث، أشار إلى هدى شعراوي، نبوية موسي، ملك حفني ناصف، درية شرف الدين، حكمت أبو زيد، إضافة إلى سيذا نبراوي. كما تم تعديل الدروس الخاصة بثورة 25 يناير فتم حذف الإضافات التي وضعتها جماعة الإخوان الإرهابية، والتي كانت تهدف إلى تقديم ثورة يناير من وجهة نظرهم، وتحولت تلك الدروس إلى الحديث عن الثورات المصرية بشكل عام منذ عهد الفراعنة وحتى 30 يونية، وشمل التعديل الإشارة إلى أن مصر شهدت في الأعوام الأخيرة ثورتين الأولى 25 يناير ووصل بعدها الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم ثم انحرف مسار ثورة يناير عن الطريق الصحيح، فثار الشعب في 30 يونيو لتعديل مسار الثورة. شملت المناهج الجديدة الكتب الدراسية الخاصة بالصف الثاني الثانوي العام والتي تم تغييرها بالكامل واستحدث هذا العام، كتاب التاريخ والذي جاء تحت عنوان «مصر والحضارة الاسلامية» شارك في تأليفه دكتور علي أحمد الجمل عميد كلية التربية بجامعة عين شمس. جاء الكتاب في أربع وحدات شملت الحديث عن الحضارة العربية وظهور الإسلام ثم الفتوحات الإسلامية وتلتها في الوحدة الثالثة، مصر والدول المستقلة؛ واختتم الكتاب بالحديث عن الحضارة الإسلامية وإسهاماتها. ولأول مرة يتبع محتوى مادة التاريخ بشكل تفاعلي المنهج التفسيري في ربط أحداث ووقائع التاريخ القديم لتفسير الأحداث التي تجري في الواقع الحالي ليتمكن الطالب من تفسير وتحليل الأحداث الجارية في ضوء مجريات التاريخ القديم، وركز الكتاب على استخدام الخرائط التوضيحية والجداول والرسومات لتوضيح الأفكار والمعلومات التاريخية متحصلة بذلك من أسلوب السرد التاريخي المجرد، وأكد الكتاب أن فتح مصر وإفريقيا كان ضرورة حتمية تقتضيها طبيعة الدعوة الإسلامية. الدكتور محمود أبو النصر أما التطوير الذى طرأ على كتاب جغرافيا لنفس المرحلة، وإلى حمل اسم «الجغرافيا التنمية»، شمل «نماذج عالمية وتطبيقات عربية» تأليف دكتور فارعة حسن محمد أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، دكتور مجدي عبدالحميد السرسي أستاذ الجغرافيا الاقتصادية بجامعة عين شمس، دكتور حسام جاد الرب أستاذ الجغرافيا البشرية المساعد بجامعة أسيوط، دكتور أثناء أحمد جمعة خبير المناهج بمركز تطوير المناهج، دكتور وصفي حكيم لويز، ميرفت عبد النبي سيد خبراء بمركز تطوير المناهج. تضمن الكتاب أربع وحدات، الأولى مدخل إلى جغرافيا التنمية وتناول المفاهيم المتعلقة بالتنمية والتي تتردد كثيرًا في وسائل الاعلام, فيما تحدثت الوحدة الثانية عن جغرافيا التنمية وموارد البيئة، وجاءت الوحدة الثالثة عن جغرافيا التنمية الاقتصادية، والوحدة الرابعة عن جغرافيا التنمية البشرية. وكانت أبرز الدروس التي تضمنها المنهج «الدرس الثاني من الوحدة الأولى» الذي تحدث عن وجود أزمة مياه عزبة في الوطن العربي، وأشار الكتاب إلى أن مساحة الأراضي العربية تبلغ 9.6% من مساحة العالم في حين أن نصيب الوطن العربي من المياه المتجددة ما يزيد عن 5. % على مستوى العالم، حيث يقدر نصيب الفرد من موارد المياه العذبة نحو 737 مترًا مكعبًا سنويًّا وهو أقل من معدل الفقر المائي العالمي الذي يساوي 1000 متر مكعب سنويًّا. الكتاب أشار إلى أن الدول العربية تستهلك النسبة الأكبر من حصتها في المياه ما يمثل ضغوطًا عالية سنويًّا، وتضمن الكتاب ما تتعرض إليه مياه الوطن العربي من تلوث. الكتاب قدّم عدة طرق ليتعلم الطالب كيفية إدارة المياه بالشكل الأمثل، طالب الكتاب بضرورة فرض تسعيرة معينة على المياه التي تستخدم في الأغراض المختلفة على أن تحدد أسعار المياه بناءً على الاستهلاك وفق نظام الشرائح وتكاليف الخدمة ونوعية المياه وأسعار السوق. ولأول مرة تشير الكتب الدراسية إلى أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بقضايا المياه بالإضافة إلى إطلاق حملات إعلامية لتوعية المزارعين بأهمية اتباع أساليب الري الحديثة، كما قدم الكتاب نموذج نهر النيل كنموذج تطبيقي للموارد المائية. نهر النيل وفي مصادر الطاقة، أشار الكتاب إلى أهمية وجود مصادر جديدة للطاقة منها الطاقة الشمسية، لافتًا إلى محطة الكريمات الانتاج الطاقة الشمسية باعتبارها أهم محطات توليد الطاقة الجديدة في مصر. وعرض الكتاب التجربة البرازيلية في استخدام قصب السكر لإنتاج وقود الإيثانول كوقود حيوي لتوفير الطاقة، كما أكد الكتاب أن تحقيق التنمية الاقتصادية يتطلب الاعتماد على مشاريع تنموية بدلًا من الاعتماد على القروض والمعونات الخارجية، وشدد على ضرورة تطوير التعليم والبحث العلمي وربطهما بالتنمية الاقتصادية وحث الباحثين على دفع عجلة الاقتصاد، مسترشدًا بالتجارب الألمانية والكورية والبرازيلية. وشملت المناهج الجديدة التي تم تغييرها بعض التعديلات في كتب الرياضيات للصفين الأول والثاني والثالث الابتدائي، حيث تم إعداد سلسلة لتدرس هذا العام إلا أنه تم تأجيلها للعام الدراسي القادم لإجراء بعض التعديلات عليها. كما تم تغيير منهج اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى، إضافة إلى كتب الصف الثانى الثانوى بالكامل، كما أعد المركز سلسلة للغة الإسبانية واللغة الفرنسية لنفس المرحلة، ولأول مرة تكون سلسلة هذه اللغات صادرة عن الوزارة بعد أن كانت حكرًا على بعض دور النشر. وتضمن كتاب الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائي، والذي تم تعديله هذا العام، وكان الكتاب يتضمن دروسا تمجد في مبارك باعتباره قائد الضربة الجوية والسبب الرئيسي في انتصارات أكتوبر، حيث نصت التعديلات أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان قائدا للضربة الجوية، في حين كان انتصار حرب أكتوبر عام 1973 نتيجة لجهود الجيش المصري ككل، وأشار الكتاب في التعديلات إلى أن ثورة 25 يناير قامت ضد نظام مبارك، وأن الرئيس المعزول محمد مرسي كان رئيسا منتخبا، وقامت ضده ثورة 30 يونيه لتعديل مسار ثورة 25 يناير.