«على طريقة إتقوا شر الحليم إذا غضب» حمر المشير طنطاوى عينيه في تصريحات فريده أمام ضباط الجيش الثاني اليوم –الثلاثاء- في الإسماعيلية وقال ردا على سؤال حول سكوت الجيش على الإتهامات والهجوم على المجلس العسكري بأن «الجيش ساكت لانه لو لم يسكت حيولعها» فى إشارة وتحفيز للجيش للتصادم مع القوى المعارضة للمجلس العسكري والتي تطالب بتسليم الحكم للمدنيين ومحاسبة أعضاء المجلس على أخطائهم منذ سيطروا على الحكم بشكل غير شرعي وحتى الان. طنطاوى ونائبه الفريق سامي عنان وعدد من اعضاء المجلس العسكري حرص على حضور أحد المشروعات التدريبية السنويه للجيش الثاني ليحذر مرة أخرى ودون ملل من المخططات الخارجيه فقال «لن نسمح للجهات الأجنبية بجر القوات المسلحة في اتجاه ما يريدون دون أن يكشفها كالمعتاد ودون أن يتحدث عن المخططات الخاصه بالمجلس». كما برر تمسك العسكر بالحكم أمام ضباطه بان «الجيش» إضطر للعمل في السياسه لحماية مصر مستخدما اسم «الجيش» بدلا من اسم المجلس العسكري في توجه واضح لربط مصير الجيش بمصير المجلس وقادته. وطالبهم المشير بالحفاظ على روحهم المعنوية العالية وأن يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الإنضباط والتفاني في أداء مهامهم. مشيرا أن مصر «تتعرض لمخاطر لا يعلمها الشعب وستعبرها القوات المسلحة»، وواصل محذرا رجال الجيش من محاولات استهداف إسقاط «القوات المسلحه» في استخدام متكرر للقوات المسلحه مرادفا للمجلس العسكري، وأجاب عن تساؤلات يسمعها من رجاله حول اسباب سكوت الجيش؟..وقال «لو ما سكتناش هنولعها». على الجانب الأخر يبدو أن زيارة المشير إلى ليبيا وما حدث خلالها على المستوى الرسمي والشعبى ساهم فى تحفز المشير ضد معارضيه فى مصر حيث أبرز المسئولون الليبيون طلب رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب طلب تسليم أنصار القذافي المتواجدين بالقاهرة إلى الحكومة الليبية الجديدة. وبينما إلتزم الإعلام الرسمي في مصر الصمت بسبب حجب المعلومات نقلت صحيفة الواشنطن بوست عن الكيب قوله «لقد طلبنا من طنطاوي مساعدتنا في القبض على أركان النظام السابق الذين لجئوا إلى مصر، الذين يهددون استقرار ليبيا». مصادر خاصة كشفت للتحرير استياء المشير واعضاء العسكري من ما وصفوة باستقبال غير متوقع على المستوى الشعبي أحرج المشير بسبب رفض شباب الثورة هناك للزيارة وتجمعهم في إحتجاجات داخل الفندق الذي نزل به المشير وايضا خلال انتقاله فى العاصمه طرابلس. وقال المصدر أن رئيس المجلس الانتقالى الليبي قوبل بشكل مختلف فى زيارته لمصر، فبينما كان طنطاوي يسير في ردهة فندق كورينثيا في وسط طرابلس محاطا برجال أمن ليبيين ومصريين رفع بعض المتظاهرين لافتات تطالب القاهرة بتسليم «أزلام القذافي ورموز النظام السابق». وحاول وزير الخارجية الليبيى إقناع المحتجين بمغادرة المبنى، لكن أحدهم صاح فيه قائلا «50 ألف ليبي قتلوا من أجل الحرية». وبعد ان غادر طنطاوي الفندق- سدت مجموعة اخرى من المحتجين الطريق قرب الفندق مانعة حافلة تقل بعض افراد الوفد المصري من مواصلة مسيرتها، وصاح المحتجون قائلين «يا مشير عيب عيب.. ما في قذافي بين ايديك». الكيب اكد انه أثار أثناء اجتماعه مع طنطاوي مسألة تسليم الفارين من مؤيدي القذافي، قائلا للصحفيين «طلبنا منه تسليم المجرمين ... الذين اخطأوا وظلموا وقتلوا واساءوا معاملة الشعب الليبي». وعلى الجانب الأخر اصدر الشباب الليبي بيانا بعنوان «فليسقط حكم العسك» قالوا فيه «لأن مصرنا واحد وثورتنا واحدة وتضحياتنا واحدة ودمائنا واحدة ومطالبنا واحدة وهي إسقاط نظم الاستبداد في أمتنا وإقامة نظم مدنية ديمقراطية، فإننا نقف مع إخوتنا شباب الثورة المصرية ونطالب بإسقاط حكم العسكر وعودة الجيش لثكناته وتسليم السلطة إلى مدنيين». وإنتقد البيان ما أسماه بالهمجية والوحشية والممارسات غير القانونية التي يقوم بها المجلس العسكري المصري ورئيسه الذي تحول من رئيس مؤسسة تحمي الثورة وأهدافها لرئيس مؤسسة تلتف على الثورة وتلتهم أبنائها وتمنع حق التظاهر والإعتصام من شباب حر ثائر. وأعلن البيان عن رفض شباب الثورة الليبية لأي تعامل مع الجانب المصري الرسمي مع أي أطراف ليبية غير رسمية, كما طالبوا ان يسلم النظام المصري أنصار القذافي، ودعا البيان أن يسلك المجلس العسكري مسلك القائمين على الحكم في تونس في تسليم السلطة لمجلس مدني.