لم يجد المجلس العسكرى سوى عماد الدين أديب ليجعله وكيلا إعلاميا حصريا له فى ذكرى الثورة، تماما مثلما فعل الرئيس السابق حسنى مبارك قبل سبع سنوات تقريبا. مصطحبا كاميراته، ومسترجعا نفس حماس 2005 حين أجرى حوارا مع الرئيس السابق قبيل إعادة انتخابه فى مسرحية الاستفتاء الهزلية الشهيرة، خطا الإعلامى عماد الدين أديب خطوات واثقة وحركة ثقيلة نسبيا داخل مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بصحبة فريق عمل قناة «c.b.c» الفضائية، وعدد من ضباط ومصورى إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، ليبدأ فى تصوير حلقات وثائقية على غرار حلقاته الشهيرة مع مبارك الذى قال معه (كلمة للتاريخ) قبل الإطاحة به فى يناير الماضى، إلا أن الحلقات هذه المرة تأتى مع بداية عرض برنامجه -أديب- الجديد (بهدوء) الذى يبدأ عرضه فى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير. أديب الذى اتخذ موقفا مضادا للثورة فى أيامها الأولى قبل أن يتخذ لاحقا مقعد المحلل والمنظِّر المحايد، صوَّر بالفعل مع أعضاء المجلس العسكرى عدة حلقات يجيبون فيها عن سؤاله: «كيف حمى الجيش الثورة؟»، مسترجعين من خلالها ذكريات اللحظات الأخيرة فى نظام مبارك، وكيف تصرف المجلس العسكرى من واقع كواليس اجتماعاته واتصالاته مع الدوائر السياسية المختلفة؟. «التحرير» علمت أن «أديب» ما زال يحاول إقناع المشير طنطاوى والفريق سامى عنان بالظهور فى هذه الحلقات، لا سيما مع زيادة حدة الهجوم على المجلس قبل الثورة، إلا أنهما ما زالا يرفضان الظهور حتى كتابة هذه السطور. المعروف أن حلقات عماد الدين أديب مع مبارك قبل نحو سبع سنوات لاقت العديد من الانتقادات، نظرا لقدرة التمثيل التى ظهرت عليه، ليبدو الأمر وكأن الرئيس السابق هو الذى يكشف الحقائق بنفسه ضمن حملته الإعلامية قبيل ترشحه للرئاسة، والتى قادها آنذاك عماد الدين أديب ولميس الحديدى. وتتواكب حلقات أديب مع المجلس العسكرى مع دعوات الخروج الآمن للمجلس العسكرى قبل تسليمه المزعوم للسلطة إلى رئيس مدنى منتخب.