قال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكرى، من حق مصر الدفاع عن أمنها القومى ضد أى جماعة تحاول اختراق حدودها لتهريب السلاح أو إدخال إرهابيين، مضيفا يجوز القيام بعمليات خاطفة للقضاء على البؤر التى تهدد الأمن القومى، وكل من يهدد الأمن القومى المصرى يقع فى مسرح الحرب للجيش المصرى. وكشف "بخيت" فى تصريح ل "التحرير" أن قطر دعمت الميليشيات الإرهابية فى ليبيا دعما ماديا وبرعاية غربية، وليبيا تحولت إلى بؤرة لاستقبال المتطرفين من كل دول العالم، مشيرا إلى أنه لا بد من محاكمه نظام البشير فى السودان لدعمه الإرهاب. في السياق ذاته، قال الخبير الاستراتيجي طلعت مسلم، إن "ليبيا أصبحت منطقة جاذبة للإرهاب، وتحولت الجماعات الأصولية لأوراق استخباراتية للضغط على مصر، وهناك أطراف إقليمية مثل قطر تمول هذه الجماعات، كي يحقق حلفاؤها الإخوان مكاسب في مصر، إضافة إلى كون الأراضي الليبية، مصدر مباشر للسلاح المهرب، وبعض هذه القطع انتقل لسيناء في ظل تواطؤ إخواني". وشدّد "مسلم" على التأثير البالغ لما يحدث في ليبيا من تطوّرات وتغيرات على مصر، لاسيّما أنّها الأقرب جغرافيا، مشيرا إلى أنّ من ضمن هذه التأثيرات تأمين المصريين المقيمين في ليبيا، الذين تعرّضوا لمضايقات عدة في الفترة الأخيرة، وكذلك الحدود ما بين مصر وليبيا، التي تعد من أخطر الحدود، مع انتشار السلاح بالجانب الليبي بشكل بالغ، ما يُهدّد الأمن القومي المصري، وسهولة تهريب السلاح إلى داخل مصر، خاصة مع تردّي الأوضاع الأمنية". وحذّر "مسلم" من "خطر كبير لا يلتفت له أحد"، وهو أنّه ونتيجة هذه الأعمال يُمكن وجود لاجئين، ومن الطبيعي أن يلجأوا لمصر كونها الدولة الأقرب، لافتا في السياق ذاته إلى أنّ الحكومة المصرية أصدرت تحذيرات عِدة للمصريين المقيمين في ليبيا، بتوخّي الحذر وعدم التنقّل بشكل كثيف، كذلك حذّرت من السفر إلى ليبيا بالوقت الراهن. ولفت مسلم إلى أنّ القوات المسحة المصرية قادرة وعلى استعداد للتصدّي لأية موجة إرهاب لحماية مصر. من جانبه، قال المدير الأسبق لمركز دراسات القوات المسلحة اللواء علاء عز الدين محمود، إنّ الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي العربي، فهي أكثر الدول تأثيرا في مصر والأوضاع الأمنية بها، مشددا على أهمية العمق الجنوبي في السودان، والعمق الغربي مع ليبيا. وأوضح "عز الدين" أنه منذ سقوط القذافي شهدت ليبيا حالة من الانفلات، وعدم السيطرة على الأوضاع، ما أدى إلى انتشار السلاح بشكل غير مسبوق، وبالتأكيد هذا أمر أثر في مصر، لاسيّما عقب تهريب السلاح إلى داخل الأراضي المصرية. وأشار إلى أنّ مسؤولية تأمين الحدود تقع على عاتق الدولتين، إذ إنّ الجهة الشرقية مسؤولية مصرية، والغربية مسؤولية ليبية، وفي كل الأحوال الجيش المصري قادر على تأمين الحدود. ولفت "عز الدين " إلى أنّه فى حال استمرار الأوضاع على هذا النحو من الاضطراب في ليبيا فسوف تكون له عواقب وخيمة، كما هو واضح من تكوين بيئة صالحة لاحتواء الإرهابيين والجماعات المتطرّفة. وشدد في السياق ذاته على أهمية تأمين كامل للحدود المصرية مع ليبيا، لاسيما أنّ الوضع الأمني يؤثّر في مختلف الأنشطة بالدولة.