يقتل ويصدر عفوا رئاسيا.. يترك رجاله يعبثون ويدعى وجود جماعات إرهابية، تاركا كل حر يتساءل: عفوا.. من يملك العفو عن من؟ وعن أى جرائم يعفو نظام قاتل؟ أمس، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن الرئيس السورى بشار الأسد، أصدر عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التى وقعت من تاريخ 15-3-2011 وحتى 15-1-2012، أى منذ اندلاع الثورة السورية المستمرة منذ 10 أشهر، وذلك دون تحديد طبيعة الجرائم المشمولة بالعفو. كان الأسد قد أصدر خلال العام الماضى عدة مراسيم للعفو عن الجرائم التى ارتكبت فى سوريا، كما أصدر مؤخرا مرسومين تضمنا عفوا عن معتقلين تم احتجازهم على ضوء الأحداث الأخيرة ممن «لم تلطخ أيديهم بالدماء». وتزامنا مع العفو الرئاسى، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن قيام قوات الأمن بإطلاق النار على مدنيين فى وجود بعثة المراقبين بمدينة سراقب بإدلب، كما تعرضت مناطق عديدة بالحسكة لحملة مداهمات، واستمر حصار الزبدانى ومضايا بريف دمشق لليوم الثالث على التوالى بأكثر من 40 دبابة تقصف المدينتين بعنف. على جانب المعارضة، كان المجلس الوطنى السورى قد اتفق مع الجيش السورى الحر على تأسيس مجلس شورى عسكرى ينضم إليه كل عسكرى انشق برتبة رائد فما فوق، على أن تبقى الهيئة التنفيذية لقيادة الجيش الحر دون تغيير بزعامة رياض الأسعد، وجاء هذا الإعلان بعد أيام من انشقاق العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، وهو الأعلى رتبة بين الضباط المنشقين ولجوئه إلى تركيا. وبينما تناقلت وكالات الأنباء تصريحات ل«مستشار أبناء الجالية السورية فى الخارج» فهد المصرى، قال فيها إن هناك مشاورات تجرى بين أعلى الضباط المنشقين للإعلان قريبا من تركيا عن إنشاء المجلس العسكرى السورى الأعلى برئاسة العميد الركن الشيخ، ونفى مالك كردى، نائب قائد الجيش السورى الحر، لصحيفة «الشرق الأوسط» صحة هذا الخبر، مذكرا بأن الجيش السورى له مجلس عسكرى، تم الإعلان عنه فى منتصف شهر نوفمبر الماضى. من ناحية أخرى، تجددت المناشدة الأممية للأسد لوقف العنف، وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، فى مؤتمر صحفى بلبنان قائلا «اليوم أقول ثانية للرئيس السورى الأسد.. توقف عن العنف.. توقف عن قتل شعبك. القمع طريقه مسدود». أما الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فقد دعا المعارضة السورية إلى الاستجابة لدعوات الحوار مع النظام دون توجيه انتقادات قاسية إليها.