هل صفع البشر وركلهم وضربهم بالبوكس والتعدى عليهم بالشتائم وسب الدين لآبائهم وأمهاتهم صار أمرا طبيعيا لا حساب عليه ولا معقب هذه الأيام؟ لاحظنا أن الأخبار حملت خلال أسبوع واحد أكثر من جريمة من هذا النوع دون أن نرى جانيا واحدا يتم القبض عليه ويقف أمام النيابة لتحقق معه ثم تحيله إلى المحكمة ليأخذ جزاءه! فى الجناية الأولى قام الثرى فريد خميس ربيب مبارك وولديه بصفع رجل غلبان بعد أن سب دينه ودين أمه فى وجود محافظ الشرقية، بينما كانوا فى انتظار عصام شرف رئيس الوزراء الذى ولا شك علم بالجريمة التى حدثت قبيل وصوله، ومع هذا لم يحرك ساكنا ولم يغضب لكرامة المواطن الشريف، ومثله تصرف السيد المحافظ. بعدها بيومين قام أحد موظفى الأمن بمكتب عصام شرف بضرب سكرتيرة على السلمى نائب رئيس الوزراء بعد أن سب دين اللى خلفوها، وأيضا لم يفعل رئيس الوزراء الحنون أى شىء لتأديب المعتدى، ولم يقدم بلاغا بالجريمة التى وقعت على أرضه وعلى بعد مترين من مكتبه، واكتفى بأن قام بإلغاء ندب موظف الأمن المعتدى والسكرتيرة المعتدى عليها! ما هذا يا عم الحاج شرف؟ هل تسعدك انتهاكات حقوق الإنسان التى تحدث للناس فى وجودك دون أن تأخذ موقفا طبيعيا فتنتصر، لا أقول للمجنى عليهم، ولكن للقانون؟ وثالثة الأثافى هى الجريمة الخطيرة التى ارتكبها شقيق زكريا عزمى عندما شن عدوانا غاشما على وفد الخبراء الذى كان يقوم بعمله الذى كلفته به النيابة لتقدير قيمة فيلا زكريا عزمى ومحتوياتها، عندما اندفع فى وجوههم وسب لهم الدين (جميع المعتدين شفعوا ضرباتهم بسب الدين فى نهار رمضان)، ثم كال اللكمات للسيد الخبير وأخرج مسدسه مهددا، وبعد ذلك استدار للسيدة الخبيرة وخلع بنطلونه محاولا اغتصابها، طبقا لما نشرته الصحف. والحمد لله أن رجاله قد أقنعوه بأن يرتدى ملابسه قبل أن يكمل المهمة! اللذيذ فى الحكاية أن اللجنة التى ذهبت لعمل التقرير عن فيلا عزمى كانت تضم ضابط شرطة لغرض الحماية، وقد شاهد كل ما حدث، لكنه لم يتدخل واكتفى بالدعاء فى سره على المفترى وابن الحرام! يلاحظ أن القاسم المشترك فى الجنايات الثلاث هو أن من قاموا بها هم من رجال المخلوع، وأن المعتدى عليهم هم من أهل مصر المحمية بالحرامية.. فالأول الذى صفع الرجل العجوز على وجهه هو من الذين أثروا بصورة فاحشة بفضل المشلوح وقراراته بتخصيص الأراضى بملايين الأمتار وغض الطرف عن قروض البنوك، والثانى موظف الأمن بمكتب شرف الذى أظهر رجولة وعنترية على امرأة ارتكبت جريمة المرور بجوار مكتب كبير النظار، هو ضابط شرطة سابق أى من جنود حسنى مبارك البواسل، أما الثالث فتكفى الإشارة إلى أنه أخو زكريا عزمى دون الحاجة إلى أن نقوم بتعريفه، فأخوّة زكريا قامت بالواجب وزيادة وقدمته إلى الرأى العام فى الصورة التى لا يتوقعون سواها! فمتى بالله عليكم نرى من يقوم بصفع الناس يقف بين القضبان ليلقى جزاءه؟ وكم ثورة علينا أن نقوم بها حتى يحترمنا السادة الحكام الذين دفعنا بهم إلى سدة الحكم ونحن لا نعلم أنهم أبناء مبارك؟ وكم لتر دم ينبغى أن تروى تراب مصر قبل أن يقنع أصحاب العزبة الجدد بأن صفع إنسان على وجهه هو جريمة تزلزل عرش الرحمن لو كانوا يؤمنون، وأننا لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم، ولسوف ينتصر أحمد الصاوى وناهد عبد اللطيف وعزت عبد العليم وأمل رمضان على الرغم من وجود الرجل الحنون عطوفتوللو كبير النظار شرفنطح أفندى!