قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن تل أبيب لم تجد في جولة الحرب الحالية أي جهة يمكنها التوسط بينها وبين حركة حماس للتوصل إلى تهدئة. وأوضحت أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحكومته ليسا لديهما أي دافع خاص للسير قدما في اتجاه التهدئة بقطاع غزة، لافتة إلى أن رجال المخابرات المصرية نقلوا بالفعل رسائلا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا أنه فعليا لا توجد وساطة مصرية فعالة. ولفتت إلى أن أحد أسباب هذا هو أن القاهرة وتل أبيب لديهما تعارض مصالح فيما يتعلق بالحرب في غزة؛ فإسرائيل كان تريد انهاء جولة الاشتباكات في أقرب وقت ممكن والامتناع عن عملية برية موسعة بالقطاع، إلا أن المصريين لن يذرفوا دمعة إذا ما استمرت حماس في الاشتباك مع تل أبيب لعدة أيام أو أسابيع أخرى. وأضافت أن الحكومة المصرية ترى في حماس الشقيقة الصغرى لجماعة الإخوان المسلمين والتي حظرتها القاهرة، وفي حماس يعلمون ذلك جيدا، ولهذا لا يرون في المصريين وسطاء نزيهين. وتابعت "هآرتس" أنه في عملية عمود سحاب في نوفمبر 2012 أتاحت العلاقات بين إدارة أوباما وحكومة محمد مرسي التوصل إلى اتفاق للتهدئة في غزة برعاية أمريكية ومصرية، مشيرة إلى أن العلاقات السيئة بين واشنطن وبين نظام السيسي تجعل من الصعب وجود مشاركة أمريكية مشابهة فيما يحدث الأن. في تقرير أخر لها ذكرت الصحيفة أن المظاهرات قد تندلع في القاهرة لمطالبة النظام بالتدخل فيما يحدث لغزة؛ موضحة أن الرئيس المصري يعلم هذه الإمكانية جيدا وقرر فتح معبر رفح الحدودي ليسمح للمصابين الفلسطينيين بالحصول على العلاج في مستشفيات العريش، إلا أن هذه البادرة لن تكون كافية إذا طالبت الميادين المصرية بإغلاق السفارة الإسرائيلية وإعادة السفير المصري من تل أبيب. وأشارت إلى أنه فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، والذي يعد دائما اختبارا لمصر، يسيطر السيسي على الممر الحيوي بين القطاع ومصر، بعد قضائه على الأنفاق، كما يمكنه ازالة صفة المنظمة الارهابية من على حركة حماس، في الوقت الذي تجري فيه القاهرة وتل أبيب تنسيقا في مجال الحرب على الإرهاب بشبه جزيرة سيناء، ولذلك فإن السيسي في مفترق طريق مصيري، وعلى تل أبيب وغزة الإنصات إليه. وختمت تقريرها بالقول إنه "على الرغم من إعلان إسرائيل إن العملية العسكرية في غزة ستستمر حسب الضرورة، إلا أن الرئيس المصري قد يكون هو الشخص ذو التأثيرالحاسم في تحديد موعد إنهاء الحرب"، مضيفة أن "الاستماع للسيسي والموافقة على جهوده لإنهاء الأزمة هو أمر أكثر أهمية لتل أبيب أكثر من تدمير العديد من المباني القيادية في غزة". ولفتت إلى أن "بناء الثقة والتوافق مع الرئيس المصري هو عنصر حاسم في الحفاظ على السلام والهدوء بقطاع غزة؛ خاصة أن حماس لن ترحل لأي مكان، والأزمات في قطاع غزةوسيناء قد تعود مجددا".