تبادل إطلاق النيران بين القطاع وتل أبيب أوشك على الانتهاء بعد طلب القاهرة بعنوان «التصعيد على حدود غزة.. حماس تريد التهدئة لكنها تستعد للحرب»، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فى تقرير لها أمس: «إنه رغم أن إسرائيل ونظام حكم حماس غير معنيين بالتصعيد العسكرى، فإنهما فى القطاع مستمران فى تصنيع صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومترًا من شأنها أن تزيد من مدى الإضرار بإسرائيل إذا ما وقعت مصادمة مستقبلية بين الجانبين». وأضافت الصحيفة العبرية أن تبادل إطلاق النيران بين القطاع وإسرائيل يبدو أنه أوشك على الانتهاء، خصوصًا أن الحركة الفلسطينية وتل أبيب ليس لديهما أى مصلحة فى تصعيد الأوضاع، كما يبدو أن الطلب المصرى من الجانبين نجح فى تحقيق التهدئة وتخفيف التوتر بينهما. وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أشارت مؤخرًا إلى أن وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شطاينيتس، قد اجتمع مع مصطفى القونى، القائم بأعمال السفير المصرى لدى تل أبيب، ونقل إليه رسالة شديدة اللهجة على خلفية استمرار الاعتداءات من قطاع غزة على إسرائيل، ونقلت عن شطاينيتس قوله: «إذا استمرت هذه الاعتداءات، فإن إسرائيل ستضطر للرد بقوة أكبر عليها». كما نقلت عن القونى قوله: «القاهرة تؤكد عدم وجوب تصعيد الموقف والعمل على استتباب الهدوء ميدانيًّا»، مضيفا: «أن رسالة شتاينيتس ستُنقل إلى المسؤولين فى الطرف الفلسطينى، نظرًا إلى كون القاهرة على اتصال مع جميع الاطراف». من جانبها لفتت «هآرتس» إلى أن عدم رغبة حماس فى الاشتباك مع تل أبيب جاء أيضا بسبب سلسلة الهجمات التى قامت بها الأخيرة، ولم يطلق أى صاروخ من القطاع بعد تلك الهجمات، مما يعتبر مؤشرًا على رغبة الحركة الفلسطينية فى إنهاء الجولة الحالية. وأشارت إلى أنه على الرغم من التصريحات الهجومية من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فإن حماس وتل أبيب يريان الواقع بنفس العين، فحكومة نتنياهو لا تضع غزة على رأس أولولياتها الآن، وما يزعجها أكثر هو التصعيد فى الضفة الغربية والمفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية وعدم الاستقرار الواضح على حدودها الأخرى، أما بالنسبة إلى حماس فيبدو أنها لا تريد التصادم وجهًا لوجه مع مصر التى تسيطر على حركة المرور بمعبر رفح، وتؤكد فى كل فرصة للحركة الفلسطينية رغبتها فى الحفاظ على الهدوء مع تل أبيب. لكن «هآرتس» ذكرت أنه على المدى البعيد فإن مشكلة خطيرة قد تحدق بإسرائيل، موضحة أن عملية «عمود سحاب» التى قامت بها الأخيرة فى نوفمبر قبل الماضى بدأت بهجوم مفاجئ من قِبل تل أبيب، واغتيالها لرئيس أركان حماس أحمد الجعبرى، والقضاء على غالبية منظومة الصواريخ متوسطة المدى الخاصة بحماس والجهاد الإسلامى، مشيرة إلى أنه فى هذه الفترة امتلكت المنظمات الفلسطينية عددًا أقل نسبيًّا من الصواريخ من طراز «فجر» الإيرانى، لكن الظروف تغيرت بعد ذلك بشكل جذرى، والعلاقات بين حماس وطهران، موردة السلاح الرئيسية للقطاع، تدهورت بعد قطع الحركة الفلسطينية علاقتها بنظام بشار الأسد. وأضافت أن مصر من جانبها قررت إغلاق الأنفاق بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وأجهضت بذلك غالبية عمليات تهريب الأسلحة، ولهذا ولعدم وجود خيار أمامها، قررت حماس تصنيع صواريخ ذات مدى مشابه ل«فجر» الإيرانية بنفسها، تصل إلى 80 كليومترًا تقريبًا، ولهذا فعلى تل أبيب الوضع فى الحسبان أنه فى المواجهة المقبلة، إذا ما اندلعت تلك المواجهة، ستكون لدى الحركة الفلسطينية قدرات ملحوظة تمكنها من الإضرار بتل أبيب.