قالت صحيفة إسرائيلية، إن مصر نجحت في تهدئة الأوضاع بقطاع غزة؛ خاصة وأن حركة "حماس" وإسرائيل ليس لديهما أي مصلحة في تصعيد الأوضاع، مضيفة: يبدو أن الطلب المصري من الجانبين نجح في تحقيق التهدئة وتخفيف التوتر بينهما. وكانت الإذاعة الإسرائيلية أشارت أمس إلى أن وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شطاينيتس قد اجتمع بمصطفى القوني -القائم بأعمال السفير المصري بتل أبيب- ونقل إليه رسالة شديدة اللهجة على خلفية استمرار الاعتداءات من قطاع غزة على إسرائيل. ونقلت عن شطاينيتس قوله "إذا استمرت هذه الاعتداءات فإن ‘سرائيل ستضطر للرد بقوة اكبر عليها". فيما قال القوني "القاهرة تؤكد وجوب عدم تصعيد الموقف والعمل على استباب الهدوء ميدانيًا"، مضيفا "أن رسالة شتاينيتس ستنقل إلى المسؤولين في الطرف الفلسطيني نظرا لكون القاهرة على اتصال مع جميع الأطراف". من جانبها، لفتت "هاآرتس" إلى أن عدم رغبة حماس في الاشتباك مع إسرائيل جاء أيضا بسبب سلسلة الهجمات التي قامت بها الأخيرة؛ ولم يطلق أي صاروخ من القطاع بعد تلك الهجمات، ما يعتبر مؤشرا على رغبة الحركة الفلسطينية في إنهاء الجولة الحالية. وأشارت إلى أنه بالرغم من التصريحات الهجومية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلا أن حماس وإسرائيل يرون الواقع بنفس العين؛ فحكومة بنيامين نتنياهو لا تضع غزة على رأس أولولياتها الآن، وما يزعجها أكثر هو التصعيد في الضفة الغربية والمفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية وعدم الاستقرار الواضح على حدودها الأخرى، أما بالنسبة ل "حماس" فيبدو أنها لا تريد تصادما وجها لوجه مع مصر التي تسيطر على حركة المرور بمعبر رفح، وتؤكد في كل فرصة للحركة الفلسطينية رغبتها في الحفاظ على الهدوء مع تل أبيب. لكن الصحيفة ذكرت أنه على المدى البعيد فإن مشكلة خطيرة قد تحدق بإسرائيل؛ موضحة أن عملية "عمود سحاب" التي قامت بها الأخيرة في نوفمبر قبل الماضي بدأت بهجوم مفاجئ من قبل إسرائيل، واغتيالها لرئيس أركان حماس أحمد الجعبري، والقضاء على غالبية منظومة الصواريخ متوسطة المدى الخاصة بحماس والجهاد الإسلامي، مشيرة إلى أنه في هذه الفترة امتلكت المنظمات الفلسطينية عدد أقل نسبيا من الصواريخ من طراز فجر الإيراني، لكن الظروف تغير بعد ذلك بشكل جذري، والعلاقات بين حماس وطهران، موردة السلاح الرئيسية للقطاع، تدهورت بعد قطع الحركة الفلسطينية علاقتها بنظام بشار الأسد. وأضافت أن مصر من جانبها قررت إغلاق الأنفاق بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وأجهضت بذلك غالبية عمليات تهريب الأسلحة، ولهذا ولعدم وجود خيار أمامها؛ قررت حماس تصنيع صواريخ ذا مدى مشابه لفجر الإيرانية بنفسها، تصل إلى 80 كيلو متر تقريبا، ولهذا فعلى تل أبيب الوضع في الحسبان أنه في المواجهة المقبلة، إذا ما اندلعت تلك المواجهة، سيكون لدى الحركة الفلسطينية قدرات ملحوظة يمكنها الإضرار بإسرائيل.