العسكر.. سارق الأفراح، ومزهق الأرواح، وهاتك الأعراض، وساكع الشعب المصرى على قفاه. أى نعم، حضرتك من الشعب المصرى؟ لقد سكعت أخى المواطن على قفاك.. مش قلت الجيش والشعب إيد واحدة؟ كلنا هذا الرجل، اللهم إلا مالك مصطفى الذى قال لى بالحرف: لا يا نوارة.. «يسقط يسقط حكم العسكر». قالها فى يوم 11 فبراير (طول عمره ولى الجدع ده)، فأجبت: حرام عليك بقى يا مالك ما تنكدش علينا. وبما إن مالك مصطفى لم يعط للعسكر قفاه كما فعلنا، فقد أصيب فى عينه. ثم بدأ الفرح يتسرب من بين أيدينا نقطة، نقطة، ونحن نأبى أن نصدق، حتى قال لى الصحفى محمد جمال (جيمى هود): باينهم وحشين يا نوارة.. أنا شفت حلم أن أنا وأنت واقفين قدام دبابة بنقول الجيش والشعب إيد واحدة قامت الدبابة داست علينا. فقلت له: إبقى أتغطى كويس. كان ذلك قبل 15 مايو، يوم القطيعة الأبدية بينى وبين «العسكرى»، حين ركع الشباب المصرى على ركبتيه حماية لسفارة إسرائيل. كنت أشعر بمرارة بسبب تغيب الكنيسة المصرية عن الثورة، لكننى قفزت فوق هذه المرارة وقلت: كنيسة قصر الدوبارة قامت بالواجب، وهى الدوبارة إيه والكنيسة المصرية إيه والأزهر إيه والإخوان إيه والسلفيين إيه واللى مالهمش فى حاجة إيه؟ ما كلنا مصريين. استهبلت نفسى، تماما كما استهبل الملايين أنفسهم، ذلك لأننا نريد أن نفرح. نحن شعب عانى المرار والذلة والانكسار، ونريد أن نفرح، نرضى بقليلنا، ونريد أن نفرح، نحب الحياة ولو بكسرة خبز، ولا نهاب الموت، ونريد أن نفرح، فى دنيا بقى فى آخرة، المهم نفرح.. نفرح يا ناس.. هو حرام؟ نتذرع بأى ذريعة، فقط كى نفرح. أما وقد نكد الجميع علينا.. فربنا ما يفرح حد واحنا حزانى. أصبح العداء سافرا مع العسكر، والنذالة بادية من الساسة، وها هو البيع الرسمى الرخيص من المؤسسات الدينية. أيوه يعنى.. لماذا يستقبل البابا القيادات العسكرية التى قتلت خيرة شباب مصر غدرا وغيلة ويرحب بهم ويعلن محبته لهم ويصافحهم؟ ما وجه الاضطرار؟ كنا نقول إنه اضطر إلى ممالأة مبارك، لأنه كان يخاف من سيطرة فصيل إسلامى لا يرى فى الدين والدنيا والآخرة سوى امرأة مسيحية يطاردها ولديه فضول طفولى أن يدخل الكنائس ويعبث فى المكتبة ويقفز على الكنب ويتشعلق فى النجف مراجيح، ولم نسمع من هذا الفصيل أى تحرك، ولو بالقول أو الإشارة، ضد إسرائيل، ولا ضد الحاكم الظالم، بل إنه يحرم الثورة عليه، هو كده ما وراهووش غير النسوان المسيحيات. ونسى البابا والقيادات الكنسية، أن نظام مبارك هو الذى خلق هذا الفصيل وصنعه فى معامل أمن الدولة. هل نسوا أم تناسوا؟ أم أن تمام بعض القساوسة مع نفس ضابط أمن الدولة الذى يعطى التمام لمشايخ عايز أختى؟ يا لهوى.. طلعوا بيشتغلوا مع بعض.. ما باقولك يا مواطن أنت واخد على قفاك من زمان. طب من قديمه بقى.. لماذا كانت الكنيسة تجبر المسيحيين على التنازل عن المحاضر ضد الذين يعتدون عليهم وعلى الكنائس؟ ولماذا كانت توهم المسيحيين أن عليهم الحفاظ على النظام القائم لأن مبارك هو حامى الأقباط من الوحوش الكاسرة التى ستأكلهم وتجرش عظامهم وهم أحياء؟ طيب.. قام الشعب المصرى بثورة عظيمة، لماذا أحجمت الكنيسة المصرية -لأول مرة فى تاريخها الطويل- عن المشاركة فى مثل هذا العمل الوطنى؟ سيذكر التاريخ أن المرة الأولى التى تتخلف فيها الكنيسة المصرية عن الكفاح الوطنى كان فى عهد البابا شنودة. ينفع كده؟ طيب خلاص.. خايفين. نعم، خائفون من الإسلاميين، يخافون من فرض الجزية، ومن السير بجانب الطريق، ومن ارتداء ملابس تميزهم، ولهم الحق كل الحق فى الخوف، ما هو برضه، مشايخ الطرح -أكرر: صناعة أمن الدولة بامتياز- لا يكفون عن التقيؤ بمثل هذه التصريحات، لكن الثورة قامت، ولم يقتل المسيحيين سوى العسكر، ولم يجرؤ شخص، إسلامى ولا سلفى ولا بتنجانى، أن يقول: المسيحيين ولاد الكلب.. فقط قالها العسكر. ولم يستحل أحد دماء الأبرياء الذين لم يكن لهم مطلب سوى مكان للصلاة إلا العسكر. ولم يهدم سور كنيسة سوى العسكر، بل ولم يحضر أحد محمد حسان زعيم خطاب الكراهية ضد المسيحيين إلى المسيحيين ليفرسهم ويدعى عليهم أنهم يسحرون للمسلمين فى أطفيح سوى الروينى الذى قال: كلنا سلفيين. طب إيه بقى؟ نهااار أسود يا جدع.. الكنيسة طلعت بتسكعنا على قفانا راخرة.. طب احنا مش حاسين ليه؟ قفانا نمّل من كتر السكع ولا إيه؟