عم حسن قضي 34 عام بوزارة التموين ..عاصر 9 وزراء و10 رؤساء حكومات ناجي شتله أكتر وزير تموين كان بيجي بدري ..و أبوشادي أكتر وزير بيجي متأخر في السادسة والنصف صباحاً، بملابسه البسيطة وملامحه التي بدت عليها خطوط الزمن، يذهب يوماً إلي مقر عمله في شارع القصر العينى، حيث تقع وزارة التموين والتجارة والداخلية.. إنه حسن سيد جمعه، الذي يعمل ساعياً بمكتب الوزير. عم حسن يعمل في وزارة التموين منذ ما يقرب من ال 34 عام، حيث عاصر 9 وزراء تموين منهم أربعة وزراء خلال ثلاث أعوام فقط، كما عاصر 10 رؤساء وزراء، من بينهم 6 جاؤوا بعد الثورة. حضور عم حسن إلي العمل مبكراً ليس امتثالاً لقرار الوزير ولكنه طابعه منذ أن جاء للعمل بالوزارة، قائلاً : رفضت منذ سنوات عديدة الحضور بسيارة العاملين في الوزارة لانها تتحرك متأخرة"، حيث يخرج عم حسن من بيته في الخامسة والنصف صباحاً ليصل إلي وزارة التموين في السادسة والنصف. " الدكتور ناجى شتله أكتر وزير كان بييجي بدري، سابعة الصبح تقريباً ، والدكتور محمد أبوشادي الوزير السابق هو أكتر وزير كان بيجي متأخر"، هذا ما يقوله عم حسن طبقا لما شاهده طوال فترة عملهعم ، مضيفاً أن الدكتور خالد حنفي وزير نشيط يأتي مبكراً، ولكنه حالياً يبكر أكثر في المجئ حيث يأتي يومياً من السابعة إلا ربع صباحاً. حسن وجد يري أن قرار الوزير ببدء العمل من السابعة صباحاً أفاد المواطنين في قضاء حوائجهم مبكراً، مضيفاً أنه: "في السابق كان المواطنين يحضرون قبل المواطفيين، أما الآن فالوضح مختلف"، وإن كان عم حسن يري أن القرار لابد أن يشمل جميع القطاعات حتي تكتمل منظومة العمل. "أفضل رئيس وزراء جاء بعد الثورة الدكتور كمال الجنزورى"، هكذا يقيم عم حسن رؤساء الوزراء الذين عاصرهم، حيث يري في الجنزوري رجل الدولة الفاهم للعمل الحكومي جيداً، قائلاً:" كان وزير تخطيط ناجح وشاطر، واتظلم أيام مبارك .. الجنزورى بيعرف يشغل الوزراء كويس"، أما فيما فيما يتعلق بمحلب فكان رده:" محلب منقدرش نحكم عليه لانه لسه ماقعدش كتير، بس هو راجل مش بيقعد في مكتبه فخلى الوزراء كلهم مش بيقعدوا فى مكتابهم". عم حسن، ذو ال 54 سنه، لم ينسي تاريخ بداية عمله بالوزارة، الذي كان في السادس من ديسمبر عام 1980، حيث وفر له جاره ومدير شئون العاملين بالوزارة وقتها الاستاذ صبري الجزار _رحمه الله_ فرصة عمل له في الوزارة في عهد الدكتور أحمد نوح وزير التموين وقتها، لعمل في البداية في الدور العاشر في إدارة التخطيط والمتابعة، ثم ينتقل إلي مكتب الوزير في الدور الثاني في عهد الدكتور حسن خضر. "الوزير قليل دلوقتي لما تلاقيه قاعد في مكتبه، لانه عارف أنه جاي في مهمة وماشي علي طول، علي عكس الأول مكنش بيتحرك، لانه ضامن قاعد في منصبه لا كان فيه ثورة ولا مظاهرات ولا الكلام ده.. بس الثورة غيرت الحالة دلوقتي ممكن الوزير يقعد كام شهر بس "، هكذا كان رأى عم حسن في سبب تغيير الوزراء المستمرة، قائلاً :" تغيير الوزراء كتير غلط، لان لو شلته هجيب واحد تاني يبوظ الى كان بيعمله ومش هنعرف نكمل مشروع وخطة واحدة". عم حسن لديه ثلاث أبناء شيماء متزوجة ومنال فرحها بعد عيد رمضان، ومحمد يبلغ من العمر 18 عام، ولا يخشي من التغيرات الوزارية المتعاقبة، قائلاً:" مش بخاف ان يجي تغيير وزارى يغيرنى فطالما انا شغال هيشلنى ليه". بيحرص شديد يتابع عم حسن كل تشكيل أو تغيير وزاري، ليعرف وزير التموين القادم، ولا يتوقف الأمر عنده علي مجرد معرفة الاسم بل أنه لم يفوت أداء اليمين للوزراء قائلا:" علشان أشوف شكل الوزير الجديد"، ويظل يقرأ سيرته الذاتية المنشورة علي الجرائد كى يكون انطابعه الخاص عن الوزير الجديد :" لازم اعرف مين هو وهيبقي كويس ولا لا"، عم حسن المتابع جيداً للسياسية والقارئ الدؤب للصحف بكل أنواعها كون رأيه في الحكومة الجديدة للمهندس إبراهيم محلب، حيث اعترض وبشدة علي تغيير وزير السياحة هشام زعزوع : غلط كبير أنهم يشيلوا وزير السياحة دا ، لانه افضل وزير سياحة مسك، حتي أيام الاخوان". خبرته الطويلة في اروقة وزارة التموين واقترابه من وزراء عدة، جعلته علي علم بطقوس اليوم الأول لكل وزير، فتلك المعلومات يعرفها عن ظهر قلب :" اليوم الأول للوزير بعد أداء اليمن يحضر اجتماع مجلس الوزراء، وربما اجتماع لرئيس الجمهورية، ثم يأتي للوزارة لندخل نبارك له، ويأخذ جولة داخل الوزارة للتعرف علي كل العاملين وكل الادرات بها، تلك الطقوس التي تتغير كلياً عندما يعلم الوزير برحيله كما ابلغنا حسن :" الوزير وهو ماشي محدش بيشوفه، ومش بيسلم علي حد، إما يجي في هدوء يلم حاجته، أو مايجيش وحاجته هى الى تروح له". الوزراء التسعة الذين مروا علي حسن كونوا في ذاكرته الكثير من الانطباعات، فأكتر وزير تأثير برحيله هو الدكتور علي مصلحي، قائلاً :" أنه رفع من حوافز العمال بالوزارة حيث كانوا يتقاضون رواتب ضعيفة"، أما "الوزير الوحيد الى كان من الممكن اتكلم معه عادى الدكتور حسن خضر"، والوزير الأسوأ هو الوزير الإخواني باسم عوده، قائلاً:" الوحيد الى جه قلل الحصص التمونية باسم عوده، قلل حصة الناس من 6 زجاجات زيت إلي 4 علشان يوفرها للإخوان، وكمان خد قرار تنزيل المواليد على بطاقة التموين من غير ما يعرف ازاغى ينفذ ده، و مكنش نقدر نتكلم معه، ولا نوصله لان كان فيه ناس معينه هي الى قريبة منه"، أما وزير التوين الحالي خالد حنفي فيصفه حسن بأنه الأكثر هدوءاً.