يدلي الناخبون في كوريا الجنوبية بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد ينهي حالة الفوضى السياسية التي غرقت فيها البلاد قبل ستة أشهر حين حاول الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وهو ما أدى إلى عزله. منذ ذلك الحين تولى قيادة هذه الديموقراطية الآسيوية مسؤولان بصلاحيات محدودة، في وقت يواجه اقتصادها المعتمد على التصدير صعوبات بسبب الاضطرابات التجارية في الخارج وضعف الطلب في الداخل. ويتصدّر الانتخابات التي تجري في جولة واحدة مرشّح يسار الوسط لي جاي ميونغ الذي أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب أن 49% من المشاركين اعتبروه الأفضل وهو يتقدم على المحافظ كيم مون سو من حزب قوة الشعب الذي حصل على 35% في الاستطلاع. لكن أيا كان الفائز فإنه سيواجه تحديات ضخمة من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع تكلفة المعيشة، إلى معدلات ولادات هي من الأدنى في العالم. وسيتعين عليه أيضا التعامل مع أزمة متنامية بين الولاياتالمتحدة، الضامن الأمني التقليدي لسيول، والصين، أكبر شريك تجاري لها. وقال الناخب بارك دونغ شين (79 عاما) لوكالة فرانس برس إنه سيصوت "لبناء دولة جديدة من جديد". وقال إن إعلان يون الأحكام العرفية "كان من قبيل التصرفات التي جرت في عهد الديكتاتورية في بلادنا". أشار أنه سيصوت للمرشح الذي سيتأكد من أنه سيتعامل "كما يجب" مع الوضع. إقبال على التصويت ومن المتوقع أن تكون نسبة الإقبال على التصويت مرتفعة. وأعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في سيول أنه حتى منتصف النهار، أدلى 62,1% من الناخبين المؤهلين بأصواتهم، بمن فيهم الناخبون المبكرون والمقيمون في الخارج - بزيادة عن 61,3% في نفس الفترة من الانتخابات السابقة. ولا يسمح بأي دعاية انتخابية يوم التصويت. بينما نشر لي على فيسبوك أن التصويت "سيظهر قوة الشعب الكوري"، بعد أشهر من الاضطرابات. وترى كانج جو هيون أستاذة العلوم السياسية في جامعة سوكميونغ النسائية أن " استطلاعات الرأي تظهر أن الانتخابات تعتبر إلى حد كبير استفتاء على الإدارة السابقة". وقالت لفرانس برس "لم تؤثر أزمة الأحكام العرفية والعزل على المعتدلين فحسب، بل أدت أيضا إلى تفتيت القاعدة المحافظة". وغرقت كوريا الجنوبية في فوضى سياسية منذ محاولة يون ليل 3-4 كانون الأول/ديسمبر فرض الأحكام العرفية. ودفعت تلك المحاولة الفاشلة البرلمان إلى عزل الرئيس واتّهامه ب"التمرد"، بينما أصدر القضاء مذكرة توقيف بحقه. ستنشر استطلاعات الرأي التي أجرتها كبرى محطات البث في كوريا الجنوبية حوالي الساعة الثامنة مساء - فور إغلاق صناديق الاقتراع - ومن المتوقع أن تعطي صورة دقيقة إلى حد ما عن الفائز. وفي الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2022، توقعت النتيجة بدقة متناهية. ويسود الهدوء شوارع العاصمة سيول بينما أعلنت الشرطة أعلى مستوى من التأهب ونشرت الآلاف من عناصرها لضمان حسن سير الانتخابات. خاض المرشح الليبرالي لي -الذي نجا من محاولة اغتيال العام الماضي- حملته الانتخابية وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص وألقى خطاباته خلف حاجز زجاجي واق. وقام الرئيس السابق يون وزوجته كيم كيون هيي بالتصويت في مركز اقتراع قرب منزلهما، ولكن لم يرد على اسئلة الصحافيين. احتُجز يون من 15 كانون الثاني/يناير حتى الثامن من مارس حين أفرج عنه بقرار قضائي أبطل مذكرة التوقيف. وفي حال إدانته، يواجه عقوبة قد تصل الى السجن المؤبد أو حتى الإعدام. وبعكس الانتخابات العادية، حيث يتمتع الرئيس المنتخب بفترة انتقالية مدتها شهران، فإن الفائز في الانتخابات التي ستجرى سيتم تنصيبه في اليوم التالي.