أيام قليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك، تلك المناسبة التي تشهد العديد من مظاهر الاحتفال، من بينها ذبح الأضاحي، الذي يبدأ بعد انتهاء صلاة العيد، وسط حالة من الفرحة بين المواطنين، الذين يتسابقون لتبادل التهنئة فيما بينهما. ما يميز عيد الأضحى، هو المشاهد الربانية للمسلمين أثناء أداء فريضة الحج، وسط التكبيرات والدعاء بأن يغفر المولى عز وجل الذنوب، وأن يتقبل الفريضة. أيضا مشاهد صعود المسلمين أعلى جبل الرحمة «عرفات»، تبعث بحالة من التجلي في الروحانيات، وسط حالة من الفرحة والتكبير. وينتهي يوم الثالث عشر من ذي الحجة. يعدّ هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة إبراهيم عليه السلام عندما رأى رؤيا أمره فيها الله بالتضحية بابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلا عن ابنه، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام «خروف، أو بقرة، أو جمل» وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيتهم، ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى. تبلغ مدة عيد الأضحى شرعاً أربعة أيام على عكس عيد الفطر الذي مدته يوم واحد؛ فقد روى أن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ ولَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا «فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى"»، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ"»، فمن هذا الحديث نستنتج أن العيد يومان يوم للفطر ويوم للأضحى، لكن يلحق بالأضحى أيام التشريق الثلاثة، فيصبح مدته أربعة أيام، ولهذا فإن جمهور العلماء يمنعون صيام هذه الأيام تطوعا أو قضاء أو نذرا، ويرون بطلان الصوم لو وقع في هذه الأيام. احتفال المسلمين بالعيد يمكن اغتنام العيد للقيام بالأعمال الآتية: «الحمد والشكر لله يكون احتفال المسلمين بالعيد من خلال شكر الله تعالى»، ويكون ذلك من خلال الالتزام بالعبادات، والحفاظ على أدائها بأوقاتها، والمداومة على المساجد، وذكر الله، وقراءة القرآن، والالتزام بالأعمال الصالحة، وخاصة في يوم العيد الذي ينشغل فيه الكثير عن العبادة، وبذلك يعد يوم يوماً فاصلاً، وهو بمثابة نقطة تحول تؤثر على السير في الطريق إلى الله تعالى. التهنئة في العيد يعد العيد مناسبة مباركة يجمع الله بها شمل المسلمين، ويوحد قلوبهم؛ إذ يتقابل الجميع مع بعضهم البعض في مصلى العيد، وفي الأسواق والطرقات، ويتصافحون لنيل رضا الله، وتكون التهنئة بالعيد من خلال عبارة: (تقبل الله منا ومنكم). الاغتسال قبل صلاة العيد الاغتسال قبل صلاة العيد وذلك اقتداءً بالحديث الآتي: «سألَ رجلٌ عليًّا رضي اللهُ عنهُ عن الغُسْلِ قال اغْتَسِلْ كلَّ يومٍ إن شئتَ فقال لا الغُسْلُ الذي هو الغُسْلُ قال يومَ الجمعةِ ويومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ ويومَ الفطرِ». ارتداء الملابس الجديدة ارتداء الملابس الجديدة حيث يكون الاحتفال بالعيد من خلال ارتداء الثياب الجديدة، والتطيّب بالعطر، وذلك اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. التكبير والتوسعة في الطعام والشراب التكبير والتوسعة في الطعام والشراب إذ يبدأ التكبير في عيد الأضحى من صبيحة يوم عرفة، ويستمر حتى آخر أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ، ويمكن أن يأكل المسلم أطيب الأطعمة والمشروبات، سواء أكان هذا في البيت، أو عن طريق الذهاب إلى مطعم . ذبح الأضاحي مع أفراد العائلة ومن المظاهر الأخرى للاحتفال بعيد الأضحى المبارك ذبح الأضاحي مع أفراد العائلة، وأداء صلاة العيد. مظاهر أخرى للاحتفال بعيد الأضحى المبارك من بين نظاهر الاحتلافا بعيد الأضحى: «بر الوالدين وصلة الرحم. زيارة الأحبة، والجيران، والأصدقاء، ومشاركة اليتامى، والفقراء بهجة وفرح العيد، الإصلاح بين المتخاصمين والإكثار من ذكر الله تعالى». اقرأ أيضا: فضل صيام يوم عرفة وأفضل العبادات في العشر الأوائل من ذي الحجة اللهو المباح في عيد الأضحى يمكن الاحتفال بعيد الأضحى من خلال الذهاب في رحلة إلى البحر، أو البر، أو زيارة الأماكن الجميلة، أو تلك التي تحتوي على الألعاب المباحة، وكذلك الاستماع إلى الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى، كما أن إظهار السرور والفرح في العيد أحد شعائر الدين.