خصص الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل حلقة برنامجه "إنت حر" المذاع على فضائية "سي بي سي تو"، مساء يوم "الإثنين" للحديث عن زمة فيلم "نوح" التي أشتعلت من جديد، والحديث حول رفض الأزهر الشريف وحزب النور عرض الفيلم، في حين أن جبهة الإبداع ووزير الثقافة مع عرضه. أكد في البداية أحمد عمرو هاشم عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس جامعة الأزهر السابق، في حواره بالبرنامج أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أخذ قرارا بمنع هذا شرعا، وإنه قال في هذا الإجتماع الأدلة التي تحرم ذلك، وأن هذه الأدلة بناء على كتاب ألفه العلامة الإسلامي الشيخ الغماري، وكان الكتاب بعنوان "إقامة الدليل على تحريم التمثيل"، وجاء بأدلة شرعية حول تحريم هذا. وأوضح :"الأنبياء والرسل معصومين ولا يحص تمثيلهم بحال من الأحوال، وخاصة وأن سيدنا نوح من الرسل الخمسة الذين وصفوا بأنهم أولوا العزم من الرسل، لأنهم كانوا من أصحاب الهمم والعزائم القوية، ومعه الرسل موسى وعيسى ومحمد ونوح وإبراهيم"، والقضية ليست أولي العزم فقط، بل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من تشبه يغيرنا، وهناك أحاديث آخرى تدلنا على أهمية الحفاظ على الرسل وعصمتهم". وأضاف :"النبي محمد معصوم أي أنه لا يرتكب أثما، ولديه معجزات كثيرة، فكيف أصور هذا مع إنسان يمثل نبيا أُمر بأن يوصل رسالة إلى العباد، فتمثيل الأنبياء خطورة على الدين والحق وإهدار للقيم وضياع لدين الله في الأرض، ولن نسمح بأي حال من الأحوال أن يقال أن النبي مثله مثلنا فهو ليس مثلنا، لأنه معصوم، وعصمه الله، وهذا بالادلة الصحيحة والذي يحاكي الغرب في هذا يقول عنه النبي محمد ليس منا من تشبه بغيرنا". واستكمل حديثه قائلا :"الأزهر ليس جهة ترصد أو ترفض، بل مرجعية دينية، ولن يقول لأحد أفعل كذا، بل يقول الرأي الشرعي الحلال أو الحرام، والأزهر هو مرجعية دينية للعالم كله، وإذا كان العالم كله يحترم الأزهر، فلا يقال إنه يلزم أحد بشئ". ووافقته في الرأي الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية، مضيفة :"الله يختار من يشاء ليكون نبيا، وبالتالي كون أن يأتي إنسان ليقوم بدورهم، سيكون أمر لا يجوز لأنه يتلبس هذه الشخصية بالفعل، وايضا إثارة هذه القضية لابد وأن يكون لها ضوابط، حيث أن القضايا العقائدية لا يمكن أن تكون متروكة لأي شخص، ومرفوض تماما أن تكون سيرة الأنبياء سداح مداح لأي شخص، لأن هذه البلاد تستبيح كل شئ". وتابعت :"التابو الإيماني لكل شخص، لابد وأن تترك للمؤمنين، لأنهم خدشوا المساحة الإيمانية، وقتلوا المساحة الإيمانية لدى المسلمين، وعندما يوجد مرحلة يحدث بها كسر للهيبة اللاهية، فلا يجوز هذا، وهذا أمر لا فصال فيه، لأنه يوجد معجزات لهم، ولا يجب أن نتعدى على شخصية الأنبياء والرسل". وعلى الناحية الآخرى، شدد المخرج مجدي أحمد علي أنه لا يتفق مع حديث عمرو هاشم أو آمنة نصير، معللا قوله بأن الأنبياء جميعهم بشر، والتمثيل نفسه لم يقل أحد أنه حرام، متسائلا :"لما الإستهانة بعمل عظيم ينقل لنا الأفكار، لأنه كان هناك في عصر الرسول تنوع مهم سواء في الخطابة أو ما إلى ذلك ". وقال :"سألت شيخ الأزهر ما هو الرأي الفقهي والشرعي في تحريم هذا، ليرد علي شومان قائلا إن الممثل الخاص بالفيم راسيل كرو من الممكن أن يقوم بدور أخر غير هذا الدور بدور غير جيد، ورديت عليه قائلا إن محمود المليجي قام بأدوار شر كثيرة ولكن دوره في فيلم الأرض جعل منه طيب، كما أن هناك من جسد المسيح ومثل أدوار آخرى ولم يقل أحد عنه هذا". وشدد على أن :"هذه الأفلام سيتم مشاهدتها بشكل أكثر، لأن عصر منع الأفلام لن ينفع، والأخطر أن هناك منع لوسيلة من وسائل الدعوة، ونحن بدأنا بمنع تجسيد الأنبياء ثم بعد ذلك سيتم منع تجسيد الصحابة، فإلى أين سنذهب بعد هذا ". وأشار المخرج إلى أن :"القدسية أعاطها الله للأنبياء لتبليغ رسالة، وأن ياسر برهامي تحدث عن أن شيخ الأزهر سيبقى، وهناك اتجاهات سلفية مخترفة الأزهر وتعمل عليه، وأبسط شئ هو معركة الخطابة بين الأزهر والسلفيين، ودور السلفيين تحويل حياتها إلى أفكار عفى عليها الزمن لا علاقة لها بالدين". وفي السياق ذاته، قال صلاح عبد المعبود عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي في مداخلة هاتفية ببرنامج "إنت حر" إنه لا يوجد حزب على أساس ديني، وفيلم نوح من الناحية الشرعية معروف، حيث أن الدستور ينص في المادة السابعة أن الأزهر هو المرجعية في هذه الأشياء، لأن الفيلم شأن إسلامي. وتابع :"الازهر رفض الفيلم، ولو لم يكن الفيلم من الشأن الإسلامي ما كان تدخل فيه، وبالتالي نحن نطالب شبابنا بإحترام كلمات الأزهر ورأيه، ولم نقل أن الأزهر يحكم أحد، ولكن بالدستور هو من يحدد، فمتى نحترم الأزهر عندما يقول رأيا شرعيا ولا ينفذ ؟!". وأضاف :"الأزهر غير مخترق وبه مؤسسة محترمة، وهو جهة مرجعية ورأيها إستشاري وليس إلزامي، فليس مقبول أن تقول شئ ونخالفه نحن".