يبدأ وزير الخارجية محمد عمرو جولة افريقية فى 6 من دول حوض النيل يوم الإثنين المقبل تستمر ستة أيام وتعد الأولى من نوعها لمسئول مصرى بهذا المستوى فى هذا العدد من الدول مجتمعة. ويستهل وزير الخارجية جولته بزيارة جوبا عاصمة جنوب السودان ويختتمها بزيارة العاصمة السودانية الخرطوم ويقوم محمد عمرو عقب زيارته لجوبا بزيارة كينيا يوم الثلاثاء المقبل يعقبها بزيارة تنزانيا ثم رواندا فالكونجو الديمقراطية قبل إختتام الجولة فى السودان يوم 14 يناير الجارى. ويرافق الوزير خلال الجولة وفد يضم السفير محمد مرسى مساعد وزير الخارجية لشئون السودان والسفير مجدى عامر مساعد الوزير ومنسق ملف مياه النيل والمستشار محمد الملا مسئول ملف حوض النيل بمكتب الوزير. ويجرى وزير الخارجية سلسلة لقاءات مكثفة مع قادة هذه الدول ووزراء خارجيتها وكبار المسئولين هناك. وصرح المستشارعمرو رشدى المتحدث الرسمى بإسم وزارة الخارجية بأن الزيارة تهدف لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وتلك الدول على جميع المستويات السياسية والاقتصادية، وإستكشاف سبل دعمها لتحقيق المصالح والمنفعة المشتركة، بما في ذلك بحث إمكانيات زيادة العلاقات التجارية المتنامية بين مصر وهذه الدول مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري زاد مع هذه الدول بنسبة 400% خلال السنوات من 2005 الى 2011 . وأضاف فى لقاء مع المحررين الدبلوماسيين أنه سيتم كذلك بحث سبل تعزيز الإستثمارات المصرية المتزايدة في هذه الدول، عن طريق العمل على التغلب على بعض الصعوبات التي لازالت تعوق إنسياب حركة التجارة والإستثمار، ودعم القطاع الخاص والحكومي للمشاركة في المناقصات الدولية لمختلف المشروعات التي تقيمها هذه الدول، وغير ذلك من إجراءات تهدف إلى توثيق الروابط الاقتصادية والتجارية بين مصر والدول الأفريقية الشقيقة. كما يعقد وزير الخارجية اجتماعات مع كبار مسئولى دول الحوض، ويجرى مشاورات مع نظرائه من وزراء خارجية دول حوض النيل حول القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تحقيق التوافق بين دول الحوض حول المسائل العالقة في مفاوضات الإتفاق الإطاري التعاوني لدول حوض النيل. وقال المستشار عمرو رشدى انه من المقرر أن يعلن وزير الخارجية خلال الجولة عن قيام مصر بتنفيذ عدد من المشروعات التنموية ذات الأهمية الإستراتيجية لدول حوض النيل، ووفقا للأولويات التى وضعتها كل دولة لنفسها، وفقا لرؤيتها وطموحاتها وتطلعاتها التنموية، ويجسد علاقات التآخي والتكامل بين مصر ودول الحوض. وأكد أن جولة وزير الخارجية المصرى تأتى فى إطار الأولوية القصوى التي تمنحها السياسة الخارجية المصرية للعلاقات بالدول الأفريقية الشقيقة، ومنها دول حوض النيل، وإستمراراً للمساعي المصرية الرامية لتطوير تلك العلاقات، والتأكيد على تحقيق المنفعة المشتركة، وعدم الإضرار بأي طرف، والعمل على التوصل إلى تعاون شامل يجمع كافة دول الحوض ويتجاوب مع شواغل تلك الدول التنموية. وقال رشدى ان محمد عمرو عقد لقاء مع مساعديه للترتيب للجولة التى كان قد تم تأجيلها بسبيب إرتباطات مشيرا إلى أن آخر جولة افريقية قام بها رئيس الوزراء السابق الدكتور عصام شرف ووزير الخارجية 27 مارس الماضى وشملت السودان وجنوب السودان فقط كما أن وزير الخارجية قام بزيارة أوغندا واثيوبيا فى 12 مايو الماضى . وردا على سؤال حول مغزى هذه الزيارة وتوقيتها وما اذا كان الهدف منها فقط هو ملف مياه النيل قال المستشار عمرو رشدى انه ليس من العدل اختزال علاقات مصر مع الدول الافريقية فى موضوع مياه النيل فقط .. وهذه المسألة ظهرت منذ عدة سنوات لكن هناك علاقات مصرية افريقية منذ مئات السنين أملاها التاريخ المشترك قبل الجوار الجغرافى . وأضاف أن مصر ساهمت فى حركات التحرر فى افريقيا كما حصلت مصر على المقعد غير الدائم فى مجلس الأمن بالأصوات الافريقية خلال فترة المقاطعة العربية . وشدد على أن هناك تكثيفا للتعاون مع دول حوض النيل والتأكيد على المصلحة المشتركة بين مصر وتلك الدول وأهمية إقامة مشروعات مشتركة لإشاعة مناخ من الثقة المتبادلة ما يسهم فى حل أى مشكلة قد تطرأ فى العلاقات . وأشار الى أن رغم الأولويات الحالية لمصر بالنسبة لقضايا الداخل الا أن هناك رغبة وارادة سياسية لتعميق العلاقات مع الدول الافريقية عامة ومع دول حوض النيل بشكل خاص وقال اننا لا يجب أن ننتظر لحين ترتيب الأوضاع فى مصر لتكثيف التعاون مع تلك الدول لأن الانتظار ترف لا نملكه حسب قوله فالانتظار قد يؤدى الى ترتيب الأوضاع فى هذه المنطقة بدون مصر .