عقد الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء اليوم لقاء مباحثات مع الدكتور على أحمد كرتى وزير الخارجية السودانى ، وبحضور السيد محمد كامل عمرو وزير الخارجية ، وأمين عام مجلس الوزراء ، والسيد الأستاذ كمال حسن على السفير السودانى فى القاهرة . تناول اللقاء مسيرة العلاقات الثنائية وأهمية تنميتها في كافة المجالات خلال المرحلة القادمة ، خاصة ما يتصل بدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري .. فضلا عن مواصلة التنسيق المشترك في شأن القضايا الإقليمية وفي مقدمتها مسألة مياه النيل .
صرح السيد وزير الخارجية محمد كامل بأنه تم تبادل الآراء حول كثير من المسائل التي تهم البلدين..مشيرا إلى أن السودان يأتي على رأس الدول التي سيزورها خلال جولته الأسبوع المقبل والتي ستشمل خمس أو ست من دول حوض النيل، في إطار اهتمام مصر بالدول الإفريقية ، ودول حوض النيل بصفة خاصة..منوها بالتنسيق المصري السوداني إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة ما يتعلق بموضوع ملف المياه.
وأشار سيادته إلى الاجتماع الثلاثي الذي عقد مؤخراً علي المستوي الفني بين مصر والسودان وإثيوبيا، والذي يُعد أول اجتماع على هذا المستوى لبحث تأثيرات إنشاء سد النهضة بإثيوبيا على الدولتين ، والتأكد من أن ذلك السد لن ينتج عنه أية أضرار علي دولتي المصب.
أكد وزير الخارجية السوداني إنه يحمل خلال زيارته للقاهرة عدة ملفات هامة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتي شهدت عدة عوائق خلال الفترة الماضية .. مضيفاً أن الحكومة المصرية بعد الثورة تهتم بالعلاقات مع السودان والسير بها في طريق المنفعة المشتركة.
كما أوضح سيادته أن السودان كان يشكو من قبل من مشاكل تأتي عبر الحدود التشادية ولكن بعد الاتفاق الأخير بين الجانبين تم الانتهاء من تلك المشاكل، وهناك اتفاق مع دولة إفريقيا الوسطى بهذا الصدد ونحن في انتظار استقرار الأوضاع في ليبيا للتوصل إلى اتفاق لمراقبة الحدود، كما أن لدينا متابعة مع الجانبين الإثيوبي والإريتري.
أعرب وزير الخارجية السودانى عن ارتياح مصر لنتائج الاجتماعات المصرية – السودانية التى اختتمت أعمالها مساء أمس الأول بالقاهرة والخاصة بهيئة مياه النيل ، وكذلك نتائج الاجتماعات الثلاثية التى ضمت خبراء من مصر والسودان وإثيوبيا والخاصة بسد الألفية الاثيوبى ، مشدداً على أن موقف مصر الدائم يقوم على أساس توطيد أواصر العلاقات الطيبة وسبل التعاون التى تربط بين مصر ودول حوض النيل، مشيراً إلى أن الحوار كفيل بتسوية كافة الأمور والقضايا فى ضوء احترام المصالح والحقوق.
كما أشار سيادته إلى أن جولة وزير الخارجية المصرى الجارى الإعداد لها فى دول حوض النيل والتى من المقرر أن تبدأ يوم 7 يناير بزيارة جوبا ، الأمر الذى يترجم مدى اهتمام مصر وحرصها على تدعيم العلاقات مع جنوب السودان وكافة دول حوض النيل .
وأكد وزير الخارجية السودانى أن الحكومة المصرية مهتمة بملف مياه النيل وتعمل على الاستفادة بعلاقاتها بتلك الدول وخاصة دولة السودان الشقيق ، وإن هناك إرادة مشتركة للعمل كفريق مصرى سودانى واحد اتجاه تلك الملف وبين دول حوض النيل .
وذكر سيادته أن من بين الموضوعات التي كانت محل خلاف خلال الفترة الماضية ملف المياه والموضوعات المتعلقة باتفاقية الحريات الأربع في البلدين ، مؤكداً أن هناك توجيهات واضحة من قيادتي البلدين بالسير في هذه الملفات لتحقيق المنفعة المشتركة.. خاصة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي والمشروعات المشتركة بشمال السودان والإسراع بتنفيذها ، ومنها ما يتعلق بالأمن الغذائي، والتعدين، والتبادل التجاري، وضرورة تقديم كافة التسهيلات المطلوبة لها.
كما استعرض وزير الخارجية السوداني الجهود التي قامت بها حكومته لتسهيل انسياب حركة التبادل التجاري وتنقل الإفراد واكتمال الطرق الساحلية التي تربط بين البلدين ، كما سيتم اكتمال طريق شرق النيل أوائل مارس المقبل .. وطريق غرب النيل خلال شهرين أو ثلاثة ، مؤكداً على أهمية وجود رؤية مشتركة بين البلدين لمراقبة الحدود لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها.. موضحا أن أمن مصر هو أمن السودان وأمن السودان هو أمن مصر.
كما نفى وزير الخارجية السودانى شائعة ضرب الطيران الإسرائيلي لقافلة سيارات محملة بالأسلحة داخل الحدود السودانية كانت في طريقها إلى غزة ، مؤكداً أن هذه الشائعة كانت تهدف إلى التشويش على زيارة الرئيس عمر البشير أثناء زيارته إلى إحدى الجزر على البحر الأحمر لتفقد أحد المشروعات الاستثمارية بها
