علي كارتي وزير خارجية السودان إستقبل الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء السبت وزير خارجية السودان علي كارتي الذي يزور القاهرة حاليا بحضور وزير الخارجية محمد كامل عمرو وسفير السودان بالقاهرة كمال حسن علي. وصرح الوزير محمد كامل عقب المقابلة بأنه تم تبادل الآراء حول كثير من المسائل التي تهم البلدين.. مشيرا إلى أن السودان يأتي على رأس الدول التي سيزورها خلال جولته الأسبوع المقبل والتي ستشمل خمس أو ست من دول حوض النيل، في إطار اهتمام مصر بإفريقيا، ودول حوض النيل بصفة خاصة..منوها بالتنسيق المصري السوداني إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة ما يتعلق بموضوع ملف المياه. وأشار كامل عمرو إلى الاجتماع الثلاثي الذي عقد مؤخرا على المستوي الفني بين مصر والسودان وإثيوبيا، والذي يعد أول اجتماع على هذا المستوى لبحث تأثيرات إنشاء سد النهضة بإثيوبيا على الدولتين والتأكد من أنه لن ينتج عنه أية أضرار علي دولتي المصب. من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني إنه يحمل خلال زيارته للقاهرة عدة ملفات تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتي شهدت عدة عوائق خلال الفترة الماضية..مضيفا أن الحكومة المصرية بعد الثورة تهتم بالعلاقات مع السودان والسير بها في طريق المنفعة المشتركة. وردا على سؤال حول ما أعلن مؤخرا عن ضرب الطيران الإسرائيلي لقافلة سيارات محملة بالأسلحة داخل الحدود السودانية و كانت في طريقها إلى غزة، نفى الوزير السوداني ذلك.. وقال إن الهدف من هذه الشائعات هو التشويش على زيارة كان الرئيس عمر البشير يقوم بها لبور سودان إحدى الجزر على البحر الاحمر لتفقد أحد المشروعات الاستثمارية بها. واستطرد الوزير قائلا "إن السودان كان يشكو من قبل من مشاكل تأتي عبر الحدود التشادية ولكن بعد الاتفاق الأخير بين الجانبين تم الانتهاء من تلك المشاكل، وهناك اتفاق مع دولة إفريقيا الوسطى بهذا الصدد ونحن في انتظار استقرار الأوضاع في ليبيا للتوصل إلى اتفاق لمراقبة الحدود، كما أن لدينا متابعة من الجانبين الإثيوبي والإريتري، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من محاولات الاختراق الأمني الدولية". وأكد كارتي في رده على سؤال أخر أن النظام المصرى السابق تجاهل السودان فيما يتعلق بملف المياه بين دول حوض النيل ولم يستفد من علاقات السودان بدول حوض النيل في تقريب وجهات النظر بين مصر وهذه الدول..وقال "انه شخصيا قام بمحاولات في هذا الصدد ولكن اليوم هناك ارادة مشتركة ونعمل كفريق واحد مصري سوداني تجاه مبادرة حوض النيل". وذكر الوزير السودانى "انه من بين الموضوعات التي كانت محل خلاف خلال الفترة الماضية ملف المياه والموضوعات المتعلقة باتفاقية الحريات الأربع في البلدين". وأشار إلى أن هناك توجيهات واضحة من قيادتي البلدين بالسير في هذه الملفات لتحقيق المنفعة المشتركة.. خاصة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي والمشروعات المشتركة بشمال السودان والإسراع بتنفيذها، ومنها ما يتعلق بالأمن الغذائي، والتعدين، والتبادل التجاري، وضرورة تقديم كافة التسهيلات المطلوبة لها. واستعرض الوزير السوداني الجهود التي قامت بها حكومته لتسهيل انسياب حركة التبادل التجاري وتنقل الافراد واكتمال الطرق الساحلية التي تربط بين البلدين، كما سيتم اكتمال طريق شرق النيل اوائل مارس المقبل.. وطريق غرب النيل خلال شهرين أو ثلاثة. وفيما يتعلق بالملف الأمني، أكد كارتي أهمية وجود رؤية مشتركة بين البلدين لمراقبة الحدود لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها.. موضحا أن أمن مصر هو أمن السودان وأمن السودان هو أمن مصر.