هلَّت علينا أمس بطولة كأس العالم، التى ينتظرها الجميع من ملايين أو مليارات العالم ماديا وجماهيريا. الافتتاح البسيط كما هو متعود، على عكس الإبهار فى الدورات الأوليمبية، لأن أنظار العالم تكون منصبة على اللعبة الشعبية الأولى ومباراة الافتتاح. وأهم ما ميز هذا الحدث العالمى الكبير الحسناوات من كرواتياوالبرازيل، بسم الله ما شاء الله حاجة تفرح، وأيضا الكلمة المرحة لشيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب، وبجانبه الحاخام اليهودى وبابا الفاتيكان، فى تقليد جديد لم نعتد عليه إطلاقا، مما يؤكد الدور الدينى بجانب الرياضة فى إرساء مبدأ التسامح فى ملاعبنا الخضراء، وهى أيضا صورة بالغة الأهمية للكرة المصرية والدولة المصرية، فى إنهاء مشكلة استعصت على الجميع اسمها الأهلى والمصرى، أتمنى أن يكون لرجل الدين الدكتور أحمد الطيب وأيضا البابا تواضروس دور فى حلها، بعد فشل دام ثلاث سنوات لكل جهابذة الرياضة والسياسة. المونديال ملىء بالجديد والمناظر، أولها هو حالة الانقسام فى الشارع البرازيلى، التى تصل إلى 45% من سكان الدولة، والاعتراض على إقامة كأس العالم، والإنفاق الذى وصل إلى 4 مليارات دولار، فى ظل تدهور تعليمى وفى المواصلات، وصحة وفقر وبطالة تهدد مستقبل دولة بالكامل، مما يعرض البطولة إلى مخاطر الانقسام فى الشارع، مما قد يجعل المنظمين فى حالة تأهب شديدة القسوة، خوفا من أحداث الشغب التى من المفترض أن تعم البلاد. ثانيا: التوقعات الخاصة بالبطولة لمن هو أفضل لاعب ميسى أم رونالدو؟ ومن هو المؤثر أم سيظهر سوبر ستار جديد يجعل من البطولة شأنا آخر؟ أم ستتفوق كرة القدم الجماعية؟ أم أن البرازيل التى جاءت التوقعات فى صالحها بنسبة 36% تليها فى مفاجأة من العيار الثقيل إيطاليا؟ أم الفرق المفاجأة التى تتصدرها بلجيكا بجانب غاناوكرواتيا؟ ومن أهم التوقعات الفرق التى من الممكن أن تخيب ظن جماهيرها إنجلترا وإسبانيا وفرنسا فى المراكز الأولى، وهناك توقع جديد وغريب من نوعه، ولأول مرة نراه فى بطولات كأس العالم، وهو هل هناك إثارة مشكلات بسبب الأحداث السياسية جاءت النسبة عالية جدا وصلت إلى 60%. ثالثا: مونديال السوبر ماركت لعديد من الأسماء الكبيرة التى تتصارع عليها دول كبرى وأندية بالجملة، أخص بالذكر منها راكتتيتش الكرواتى، توريس الإسبانى، فيدال التشيلى، كوكرين روسيا، ماندوزيكيتش الكرواتى، ودزيكو البوسنى، وكثير من اللاعبين، أهمهم على الإطلاق الإيفوارى العملاق ديديه دروجبا، مما يجعل هناك اهتماما بالغ المستوى من الأندية ووكلاء اللاعبين على مستوى العالم. رابعا: المقابل المادى للبطل، الذى قد يصل إلى 27 مليون يورو، وهو رقم قياسى مقارنة بالأرقام السابقة، التى وصلت إلى 23 مليون يورو، ولكنه فى نفس الوقت لا يتناسب مع قيمة الحدث العالمى والإنفاق على البطولة، وأيضا المداخيل التى تأتى من 1.7 مليار دولار من الحقوق التليفزيونية «الماركتينج» 1.5، وأيضا الشركات المعلنة 1.3 مليون يورو، آخرها الزيادة فى عدد المشاهدات التى قد تصل إلى 909 ملايين مشاهد بزيادة على كأس العالم بجنوب إفريقيا، وتلك الأرقام دعت الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا إلى الهجوم على الاتحاد الدولى، بسبب أن المقابل المادى للمنتخبات أقل بكثير مما يدخل خزينة الاتحاد الدولى. خامسا: من ناحية الأداء الفنى والشكل والأسلوب والتكنولوجيا التى دخلت عالم الكرة مختلف تماما، أخص منها لقاء السحاب فى المجموعة الرابعة إيطاليا-إنجلترا، الذى وصل الكمبيوتر إلى أن اللاعبين الإنجليز فى دورياتهم ومنافساتهم لعبوا أكثر من لاعبى المنتخب الإيطالى بأكثر من 1900 دقيقة، أى ما يعادل 21 مباراة، مما قد يضفى نوعا من الإرهاق البدنى على الإنجليز، قد يؤثر عليهم فى صراعهم فى المنافسة على البطولة. هذه هى كرة القدم وكأس العالم.. هذا هو مونديال البرازيل.