عام الحزن.. والأمل بلا أدنى شك فإن عام 2011 هو عام الحزن على الرياضة المصرية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، فالفشل الذريع لاحق الأخيرة على مستوى الأندية والمنتخبات لتعود الساحرة المستديرة «بخُفَّى حنين» من عام الثورة المصرية. فالمنتخب الأول فاز بدورة حوض النيل وخسر كل شىء بعدها، بعد الإخفاق فى التأهل لبطولة أمم إفريقيا 2012، وفضحنا منتخب الناشئين فى رواندا، كما أن منتخب الشباب بهر الجميع فى كأس العالم بكولومبيا وتوقف أمام الأرجنتين فى دور الثمانية. أما المنتخب الأوليمبى فهو الوحيد الذى استطاع أن يحفظ ماء الوجه وتأهل لأوليمبياد لندن. وعلى صعيد الأندية خرج الزمالك مبكرا من دورى الأبطال، والإسماعيلى ودع مبكرا كأس الاتحاد، وفشل الأهلى كالعادة أمام الترجى فى دورى الأبطال وأطاحت ضربات الترجيح بالحدود خارج الكونفيدرالية. لاحظوا معى، فإن الفشل كان هو السمة المصاحبة لكل الأندية والمنتخبات فى كل المحافل الدولية، حتى النجاح الوحيد جاء ب«عملية قيصرية» للمنتخب الأوليمبى الذى تأهل ثالثا لأوليمبياد لندن.. وهذا ما يؤكد أننا لن تكون لنا الريادة فى كرة القدم من جديد إلا إذا تخلصنا من أوهام الماضى، وأننا الأفضل والمؤسسون وأصحاب التاريخ، فالكل من حولنا يتسابق نحو القمة ولكننا نجرى بسرعة نحو الخلف. وأؤكد أنه لولا الألعاب الشهيدة والأبطال المنسيون لراح هذا العام دون أن يكون للرياضة المصرية أى دور، والغريب أن الشهر الأخير من عام 2011 هو الذى حمل الضوء الخافت للرياضة المصرية، بعد أن حقق لاعبو الرياضات الشهيدة أرقاما قياسية نالوا عنها لقب الدورة العربية الأخيرة التى أقيمت بقطر وتصدروا السباقات واستحقوا الاحترام، فهل سيكونون أيضا «منسيين» فى العام الجديد؟ ظنى أن الإجابة هى لا، فدورة الألعاب الأوليمبية قادمة والفرصة متاحة لدخول السباق العالمى بعد أن فعلوا ذلك فى أثينا 2004، ولا أحد ينسى إنجاز كرم جابر الذى حصل على ميدالية ذهبية فى المصارعة الرومانية فى وزن تحت 96 كيلوجراما، ومحمد رضا محمد على الذى فاز بالميدالية الفضية فى الملاكمة لوزن 91 كيلوجراما، والملاكمين محمد الباز وأحمد إسماعيل اللذين فازا بميداليتين برونزيتين فى الملاكمة، وتامر صلاح بيومى الذى فاز ببرونزية فى التايكوندو. وأبطال الجودو بقيادة باسل الغرباوى المدير الفنى وإسلام الشهابى وهشام مصباح ورمضان درويش وزملائهم لن يتركوا الدورة القادمة للخروج دون ميداليات، ويكفى أن هشام مصباح هو صاحب الميدالية المصرية الوحيدة بأوليمبياد بكين بعد أن عاد بالبرونز فى منافسات الجودو. وفى المصارعة هناك بوجى، وفى تنس الطاولة سيد لاشين وعمر عسر ودينا مشرف ونرمين الدولتى، وهناك أحمد صالح. وفى الرماية عزمى محيلية أطباق اسكيت ومنى الهوارى أطباق اسكيت وأحمد توحيد زاهر أطباق حفرة.. وفى السباحة السمكة الفريدة فريدة عثمان، وهناك أبطال الخماسى الحديث آية مدنى وياسر حفنى وغيرهم ممن تعجز هذه المساحة عن استيعابهم، فهناك الكثيرون والكثيرون ممن لا أشك لحظة فى أنهم سيقلبون الطاولة ويصعدون إلى منصة التتويج.. وآن الأوان لمسؤولى الرياضة المصرى وعلى رأسهم الدكتور عماد البنانى أن يقوموا بدورهم، والفرصة متاحة أمامهم والساحة خالية لتقديم الدعم والعون لهؤلاء الأبطال الحقيقيين، ويجب على أجهزة الإعلام أن تقوم بدورها وتعطى كل ذى حق حقه فى الفترة القادمة ويبتعدوا عن نجوم الكرة أصحاب الملايين وأصحاب الفشل الذريع ويسلطوا الأضواء على نجوم الميداليات والأرقام القياسية.