لا تختلف سوريا عن فلسطين كثيرا، فالبلدان محتلان، لكن المحتل الغادر فى سوريا جاء من الداخل. فى «جمعة بشائر النصر» خرج أحرار سوريا اليوم ردا على خروج الأسد بتصريحات عدة كاذبة ليؤكد استمرار الإصلاحات وتوقف العمليات العسكرية، بينما تستمر آلة القتل الوحشية بقيادته، فقد أعلن أول من أمس خلال أول اجتماع لحزب البعث منذ اندلاع الاحتجاجات أن الإصلاح فى بلاده نابع من قناعة ونبض السوريين وليس استجابة لضغوط خارجية، وسط أنباء عن احتمال إلغاء مادة دستورية تمنح الحزب حق احتكار السلطة. فى الوقت ذاته، أبلغ الأسد الأمين العام للأمم المتحدة خلال اتصال تليفونى أن العمليات العسكرية ضد المتظاهرين قد توقفت، وهو ما تأكد «كذبه» عمليا بعودة الدبابات لدير الزور بعد إعلان انسحابها ومواصلة العمليات العسكرية باللاذقية، كما استمرت حملات الدهم والاعتقال الموسعة فى حمص واللاذقية ودمشق وغيرها، وازدادت أعداد القتلى بينما تواصلت المظاهرات الليلية المنادية بإسقاط النظام فى عدة مدن انضمت لها حلب لتدخل على خط الاحتجاجات السورية. تأتى التصريحات الأسدية وسط تصاعد الضغوط الدولية، فى وقت طالبه فيه أوباما للمرة الأولى بالتنحى وتبعته أوروبا فى نفس الطلب كما فرضت إدارته عقوبات جديدة على سوريا وجمدت الأصول السورية بالولايات المتحدةالأمريكية، كما عقد مجلس الأمن اجتماعا مغلقا أمس للتشاور بشأن سوريا، وذكر دبلوماسيون أن الناتج قد يكون اقتراح إحالة المجلس الحملات العسكرية للنظام السورى إلى المحكمة الجنائية الدولية. من جانبها قامت تونس باستدعاء سفيرها بدمشق للتشاور، كما شبه رئيس الوزراء التركى الموقف فى سوريا بالوضع فى ليبيا قائلا «فعلنا ما بوسعنا بشأن ليبيا، لكننا لم نستطع تحقيق أى نتائج، لذا أصبح الموضوع مسألة دولية.. لم يحقق القذافى آمالنا.. والآن يحدث نفس الموقف فى سوريا». تأتى هذه المقارنة فى وقت واصل فيه ثوار ليبيا تقدمهم فى عمق مدينة الزاوية، كما أعلنوا سيطرتهم أمس على بلدتى صبراتة وغريان الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا جنوبى العاصمة طرابلس ومنطقة العرقوب جنوب غرب مدينة البريقة، مما يساعد على قطع الإمدادات عن كتائب القذافى من الجهة الغربية. كما قالت المعارضة إن 18من مقاتليها قتلوا وأصيب 33 آخرون على مدى اليومين الماضيين فى البريقة، فى معركتهم لطرد قوات القذافى من المصفاة النفطية بالمدينة التى تشهد قتالا منذ عدة أيام.