مع استمرار الاستهجانات الدولية للاعتداء السوري على المظاهرات السلمية نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحذير وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الاثنين للسلطات السورية بضرورة وقف العنف بصورة عاجلة وغير مشروطة. وصرح أوغلو خلال مؤتمر صحفي بأنقرة بأنه على القوات السورية وقف هجماتها بصورة فورية، و أن هذا هو التحذير الأخير لدمشق قبل أن تقوم تركيا باتخاذ إجراءاتها ضد سوريا في الوقت الذي لم يحدد طبيعة الإجراءات ما إذا كانت تنطوي على تدخل عسكري في سوريا أم لا مشيرًا إلى أن تركيا أمهلت الأسد أسبوعين للقيام بإصلاحات ملموسة في سوريا. وقد انسحبت قوات الأسد خلال زيارة أوغلو والوفد الصحفي ثم عادت للتمركز في مدينة اللاذقية مرة أخرى بعد انتهاء المؤتمر ومغادرة أوغلو بحسب إفادة سكان المدينة. وتأتي تحذيرات تركيا بعد سلسلة من الخطوات الدولية في محاولة لوقف أنهار الدماء في سوريا ، فبعد تشديد العقوبات الدولية على سوريا في كندا والولايات المتحدة ، تبعها استنكار الدول العربية لأحداث القمع التي يمارسها الأسد ، فقامت 3 دول عربية هي السعودية والبحرين والكويت باستدعاء سفرائها للتشاور في الأحداث الجارية، وإعطاء بشار الأسد فرصة للقيام بإصلاحات. وفي سياق الأحداث الجارية ما زالت الحكومة السورية تتعامل مع الموقف على أنه حركة احتجاجية لحركات إسلامية ممولة من الخارج، و يظهر ذلك في تصريحات الحكومة عقب أحداث اللاذقية بأن الهجوم كان بغرض القضاء على جماعات إرهابية مسلحة. ومع تصاعد الاحتجاجات السورية يستمر مسلسل التضليل الإعلامي في سوريا، فعلى الرغم من انتشار صور ومقاطع الفيديو التي تصور اعتداء القوات السورية على اللاذقية نشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) خبرا ينفي اعتداء قوات الجيش السوري على المدينة، كما نشر موقع الجريدة الرسمية السورية خبرًا بأن ارتفاع درجة حرارة الجو وأشعة الشمس هي سبب انتشار الاحتجاجات والاضطرابات الاقتصادية وجاء نص الخبر كالتالي " قد تكون الشمس وراء الكثير من الاحتجاجات في العالم العربي وأعمال العنف في بريطانيا وتقلبات واضطرابات السوق ، وذلك بعد أن بيَّن الأكاديميون أن هناك انبعاثات قادمة من الشمس تتسبب في تغيير أمزجة البشر وتدفعهم إلى القيام بسلوك سلبي " يذكر أن القوات السورية قد كثفت هجماتها على المدن السورية منذ بداية أغسطس ، حيث قامت باستعادة السيطرة على حماة، وقصف مدينة اللاذقية بالمدفعية الثقيلة مخلفة 31 قتيلا حسب تقديرات الناشطين هناك منذ بدء الهجمات على اللاذقية ، كما قامت بعمليات مداهمات بالأمس في الحولة بريف حمص ، مما أدى لمقتل 5 أشخاص على الأقل .