رويترز لوحت جموع اللاجئين بالأعلام ورفعت صور الرئيس بشار الأسد أثناء احتشادها في السفارة السورية بلبنان اليوم الأربعاء للمشاركة في تصويت السوريين بالخارج في انتخابات رئاسية يكاد يكون فوز الأسد بها في حكم المؤكد. ويدلي لاجئون فروا من القتال بأصواتهم في العشرات من سفارات دمشق في الخارج قبل الانتخابات المقررة داخل سوريا الأسبوع القادم والمتوقع أن يفوز فيها الأسد بفترة ثالثة مدتها 7 سنوات. ويصف معارضو الأسد العملية الانتخابية بأنها مسرحية هزلية مع دخول الصراع في البلاد عامه الرابع. ومنعت دول تعارض الأسد -ومنها فرنسا- التصويت فيها لكن وسائل الإعلام الرسمية السورية قالت إنه مازال بإمكان السوريين الإدلاء بأصواتهم في دول كثيرة. ويجلس بشار الأسد على مقعد الرئاسة منذ عام 2000 حين تولى الحكم بعد وفاة أبيه حافظ الأسد الذي حكم سوريا 30 عاما. وتبرز الانتخابات كيف تمكنت الحكومة السورية فعليا من البقاء في وجه انتفاضة أودت بحياة أكثر من 160 ألف شخص وكيف أن نفوذها يمتد لما وراء حدودها. في لبنان الذي يأوي مليون سوري معظمهم لاجئون نقلت حافلات مواطنين سوريين إلى مقر السفارة في بيروت. وسدت الحافلات أحد ثلاثة طرق رئيسية سريعة في بيروت وأخذ رجال ونساء يلوحون بالأعلام السورية وصور الأسد. وتكدس عشرات الآلاف عند مدخل السفارة وكاد البعض ينسحق وسط الحشود المتدافعة. ونشر الجيش اللبناني عربات مدرعة ورش رجال إطفاء الحشد برذاذ الماء للتلطيف من حرارة الجو. وفي غضون ذلك ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن التصويت يجري في 43 سفارة، وبث تغطية من كوالالمبور وطهران والعاصمة الأردنية عمان. وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري لقناة التلفزيونية إنه مندهش للقرارات غير الديمقراطية التي اتخذتها دول تصف نفسها بأنها ديمقراطية لكن سلوكها لا يتماشى مع القانون الدولي مختصا بالذكر حكومات فرنسا وبلجيكا وبلغاريا. وأضاف أن هذه الدول منعت السوريين من التوجه للسفارات وهو ما قال إنه يتنافى مع بروتوكول فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وكان الاتحاد الأوروبي قد قال إن إجراء انتخابات "في وسط صراع في المناطق التي يسيطر عليها النظام فقط ومع نزوح ملايين السوريين عن ديارهم سيكون محاكاة هزلية للديمقراطية دون أي مصداقية من أي نوع وسيقوض الجهود الرامية للوصول لحل سياسي". بدوره أيضا، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن هذه الانتخابات "تتعارض" مع محادثات السلام في جنيف التي انهارت في فبراير لكن طرفي الصراع اتفقا على استئنافها. وتقوم محادثات السلام على أساس السعي لإحداث تحول سياسي في سوريا.