من يسمع ويقرأ ويشاهد تصريحات مسؤولى الإسماعيلى قبل مباراة الأهلى وإصرارهم على إقامة المباراة دون جمهور وتهديدهم بالانسحاب من الدورى إذا لم يستجب اتحاد الكرة بإقامة المباراة على نفس ظروفها فى أى وقت يظن أنهم سيطحنون الأهلى طحنا وسيثأرون من تاريخ طويل فى الخسارة من الفريق الأحمر، ولكن عندما تشاهد المباراة الصامتة التى جرت ليلة أول أمس على استاد الكلية الحربية ستتأكد أنه طحن بلا عجين، كلام بلا فعل، تصريحات وفرقعات لإثبات أنهم أحياء يلعبون فى الدورى، فالأهلى بأقل مجهود وانفعال وتصريحات وكلام ولعب وأداء نجح فى حسم المباراة لصالحه والفوز بنقاط سهلة من خصم يدّعى زورا أنه ينافس على الدورى، والأغرب أن الظروف المساعدة للدراويش لم تقف عند حدود غياب الجماهير بل أعطى لهم وائل جمعة كارت معايدة بمناسبة العام الجديد وخرج مطرودا قبل نهاية المباراة بنصف ساعة كامل لعبه الأهلى بعشرة لاعبين، ورغم ذلك لم يستفد أشاوسة الكلام والتصريحات وتمسكوا بالخسارة التى استحقوها عن جدارة. ولكن الملحوظة المنصفة هنا لمدينة الإسماعلية أن الهدف لم يأت من شخص غريب والهزيمة جاءت من بيتها، الهدف أحرزه واحد من أبنائها السابقين الكابتن عبد الله السعيد الذى باعه الإسماعيلى بكامل إرادته فى بداية الموسم للأهلى مقابل 7 ملايين جنيه، وظنى أن هذا هو الدور الأساسى للدراويش فى البطولة، اكتشاف اللاعبين وتلميعهم ثم بيعهم للأهلى، وعليهم بدلا من أن يوهموا جماهيرهم وينصبوا على الناس بتصريحاتهم عن المنافسة والبطولة أن يصارحوا أنفسهم بالحقيقة ويرضوا بما هو مقسوم ويستقروا عند فتح دكان على مدخل المدينة الجميلة لتفريخ اللاعبين وبيعهم، صدقونى هذا دور مهم وفيه استثمار ومكسب وفلوس حلوة تغنيهم عن الشحاتة من المحافظ والتذلل للصغير والكبير من أجل تدبير فلوس عقود اللاعبين، أما الرقص على السلالم وإيهام الجماهير بأن فريقهم كبير وينافس الكبار فهذا مضيعة للوقت وشحن للجماهير ورفع طموحهم إلى أمل لن يتحقق وينتهى كل موسم ببيع لاعب أو اثنين للأهلى، بل لا أسخر عندما أقول إنه من الضرورى حقنا للصراع بين جماهير الناديين أن يتم عمل بروتوكول للتعاون بينهما يقضى بأن يقوم الإسماعيلى بمد الأهلى باللاعبين (وهو الأمر الواقع الآن دون اتفاقات مكتوبة)، على أن يدفع الأهلى للدراويش عشرة ملايين جنيه سنويا كحد أدنى مع نسبة من عائد البطولات التى يحرزها، ووقتها ستكون المباراة بينهما فى الدورى احتفالية للقاء الأشقاء بالضبط مثلما كان الحال فى المباريات التى تجمع الإسماعيلى والمقاولون، وهو حل ينهى الصراع التاريخى بين جماهير الفريقين، فالعالم الآن يتجه نحو الإندماج والانصهار، فالكائنات الصغيرة مثل الإسماعيلى (حاليا) إذا لم تجد من تدخل فى عباءته وتنطوى تحت جناحه فلن تجد لها مكانا تحت الشمس. وما أقوله ليس على سبيل المزاح بل هى فكرة جاءتنى من قراءة الواقع، فالقوام الأساسى لفريق الأهلى فى السنوات العشر الأخيرة من أبناء الإسماعيلى، فبأى منطق أو عقل يتحدثون عن المنافسة والخلاف والعداء؟! راجعوا قوائم لاعبى الأهلى ستجدون كل المميزين الذين تركوا بصمة وصنعوا إنجازات للأهلى من الإسماعيلية (خالد بيبو، محمد عبد الله، إسلام الشاطر، عماد النحاس، أحمد فتحى، شريف عبد الفضيل، سيد معوض، محمد بركات، عبد الله سعيد)، كل هؤلاء اللاعبين الذين انتقلوا للأهلى برغبتهم وبموافقة إدارات الإسماعيلى على اختلاف أشخاصها فى أزمنة مختلفة، ثم يدّعون أن بين الأهلى والإسماعيلى منافسة، أى منافسة تلك التى يترك فيها المنافس نجومه وموهوبيه لخصمه، اللهم إلا إذا كانت منافسة الحبايب والإخوة؟ وهذه هى بالضبط النتيجة التى أسعى للوصول إليها فى بروتوكول تعاون معلن يزيل الاحتقان المزروع فى نفوس الجماهير.