كتبت- سلافة قنديل ووكالات: بعد الخسائر التي لحقت بجيش جنوب السودان في المعارك الدائرة بينه وبين المقاتلين المتمردين الموالين لرياك مشار النائب السابق للرئيس السوداني سيلفاكير ميارديت، أصدر الرئيس قرارا بعزل قائد الجيش ومدير الاستخبارات العسكرية في البلاد جيمس هوث ماي. وجاء قرار الإقالة بدون إبداء أسباب. كانت المعارك قد أدت إلى طرد قوات الجيش من بلدة بنتيو النفطية المهمة. واتهمت الأممالمتحدة المتمردين بقتل المدنيين. فيما حمل المتمردين القوات الحكومية المسؤولية. وحذرت الأممالمتحدة من "كارثة إنسانية" مالم يشارك طرفا الصراع في البلاد في مباحثات سلام. رئيس إدارة عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة طالب بضرورة وقف "دائرة العنف" في جنوب السودان فورا. وقال هيرفا لادسوس إنه يجب أن تتحمل الحكومة المسؤولية الرئيسية عن سلامة المدنيين الفارين من مناطق الحرب. وكانت الحرب قد اندلعت في دولة جنوب السودان في الخامس عشر من شهر ديسمبر الماضي بعد اتهام ميارديت نائبه بمحاولة الإنقلاب العسكري عليه، وهو ما نفاه مشار. وحذر لادسوس من أنه مالم تشارك الحكومة والمتمردون في مباحثات جادة فإن موسم الأمطار الذي يقترب في البلاد يمكن أن يؤدي إلى "كارثة إنسانية". وقال إن البلاد تواجه خطر مجاعة محدقا في الشهور المقبلة لأن أبريل ومايو هما الشهران اللذان يسعى خلالهما الناس إلى الزراعة. وأضاف لادسوس إن أيا من طرفي الصراع ليس مستعدا لوقف القتال. وتقول تقديرات الأممالمتحدة إن أكثر من مليون شخص فروا من منازلهم بسبب القتال. سفراء في الأممالمتحدة قالوا إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يدرسون فرض عقوبات على الأطراف المتحاربة، بعدما طالب لادسوس بفرض "عواقب وخيمة" لإنهاء العنف. وقال لادسوس للصحفيين بعد اجتماع مغلق للمجلس: "ما لم تكن هناك عواقب وخيمة على الطرفين لوقف العنف والدخول في محادثات جادة، سيستمر الثمن الذي يدفعه المدنيون الأبرياء في الارتفاع"، مضيفا "تبذل الأممالمتحدة كل ما في وسعها لحماية المدنيين الذين يفرون من العنف والحرب لكن دعونا لا ننسى أن المسؤولية الأساسية لحماية المدنيين تقع على عاتق الحكومة". وقالت سفيرة نيجيريا لدى الأممالمتحدة ورئيسة المجلس لشهر أبريل الجاري جوي آوجو إن هناك تأييدا كبيرا بين أعضاء المجلس للسعي إلى فرض عقوبات على جنوب السودان. من جهته قال سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة للصحفيين جيرار آرو: "أعتقد أننا مستعدون للمضي في طريق العقوبات". وكان البيت الأبيض قد وصف في بيان له المذبحة التي ارتكبت في بنتيو بالعمل "البغيض" وأنه خيانه من الزعماء لمواطنيهم. وأشار البيان إلى أنه يتعين على الرئيس وزعيم المتمردين أن يدينا بوضوح هذا العمل غير المقبول. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض "روعتنا أنباء المذبحة التي ارتكبها زعيم المتمردين رياك مشار في بنتيو اسفرت عن مقتل مئات الابرياء من المدنيين".