كرة القدم وأنديتها فى مصر تأثرتا دومًا بالنظام السياسى القائم وخضعتا دائمًا لمنهجه وتقلباته. فى عهد عبد الناصر الاشتراكى لم يحدث تمييز أو محاباة صريحة لأندية بعينها، مما سمح بوجود فرق كثيرة -من كل مدن الجمهورية- نافست بقوة وحصلت على البطولات، منها: الاتحاد والترسانة والإسماعيلى والقناة والسواحل، وكذلك الأوليمبى الذى فاز بالدورى، وكان أول مَن شارك فى بطولات إفريقيا. فى عصر السادات الرأسمالى سيطرت قوة المال على اللعبة وأحدثت فوارق كبيرة بين الأندية التى تعاقد الغنى منها مع مدربين ولاعبين محترفين، مما أسهم فى رفع مستواها، بينما اعتمدت الفقيرة منها على ما لديها من كوادر متواضعة، فبدأت فى التراجع شيئًا فشيئًا. مرحلة مبارك شهدت هيمنة من رجال الأعمال ومن القوات المسلحة على كرة القدم، فظهرت فرق الشرطة والجيش وحرس الحدود بالتزامن مع الاحتكار الأهلاوى لكل الألقاب محليًّا وإفريقيًّا نتيجة للدعم اللا محدود من كبار رجال المال والأعمال المساندين له. عهد محمد مرسى كان بلا ملامح ولم يستمر طويلًا، فاقتصر تأثيره على صعود أسهم بعض الإداريين والمدربين المنتمين إلى الإخوان لفترة محدودة. الفن أيضًا حاول التقرب إلى كرة القدم للاستفادة تجاريًّا من شعبيتها الطاغية. على مستوى السينما تم استقطاب عدد من اللاعبين المشهورين للقيام ببطولات رغم موهبتهم المحدودة، مثل صالح سليم وعصام بهيج وعادل هيكل وإكرامى، كما أُنتجت أفلام خصيصًا للكرة ونجومها، مثل: «كابتن مصر» و«الحريف» و«4-2-4» و«الزمهلاوية» و«العالمى». أهل الطرب استغلّوا عشق الجماهير للساحرة المستديرة، فنظّموا أغانى للأهلى والزمالك من أجل أدائها فى حفلات الناديين السنوية خلال حقبة الستينيات، أو لترويجها على شرائط الكاسيت خلال السبعينيات والثمانينيات. معظمها كان ركيك الكلمات والمستوى ولم يبقَ فى الذاكرة سوى قلة منها خرجت بصورة مقبولة -رغم مبالغتها الشديدة- نتيجة لشهرة مطربيها، أذكر منهم: 1- صباح: صاحبة الأغنية التى لاقت قبولًا من الجميع، نظرًا لأن الشحرورة الدلوعة قسمت قلبها بالتساوى بين القطبين: الاتنين حلوين الاتنين طعمين محتارة أشيل مين ولا أشيل مين جوه عيونى. 2- ثلاثى أضواء المسرح: قاموا بأداء إسكتش فكاهى ذكروا فيه أسماء كل اللاعبين من مختلف الأجيال والأندية، علشان ماحدش يزعل: شالوا ألدو جابوا شاهين.. ألدو قال ما انتوش لاعبين. 3- محمد رشدى: غنّى للزمالك فى حفله السنوى بمناسبة حصوله على الدورى فى الستينيات: يا زمالك منصور يا زمالك والدورى يشهد على ذلك.. خمسة عليك قلناها وأرضك بالورد فرشناها. 4- سيد الملاح: المنولوجست الذى شارك فى احتفال للأهلى بأحد الألقاب: دول شياطين حمر وطول العمر دفاعهم وهجومهم حامى.. الكرة تكون قُدام الجون ترجع لو شافت إكرامى. 5- محمد طه: ألقى موالًا شهيرًا بمناسبة حصول الفريق الزملكاوى على كأس مصر عام 62: نادى الزمالك جمع أبطال ورجالة والكرة لها ناس أهل حماس ورجالة. 6- ليلى نظمى: الأهلاوية الصميمة التى أحيت حفل ناديها الفائز بالدورى: مبروك على الأهلى وأحبابه فرحة جمهوه وإعجابه.. ندر وباوفّيه يوم ما يفوز بيه لأتحزّم وأرقص على بابه. 7- عزيز الشافعى: لم يترك مناسبة إلا وعبّر فيها عن حبه للقلعة البيضاء. يقول فى إحدى أغانيه: وباحبك يا زمالك وباموت فيك موت.. باحبك يا زمالك بأعلى صوت. 8- سعد الصغير: بعد عودة الأهلى بالمركز الثالث من بطولة اليابان رقص مغنيًا: الأهلى فى كل حتة عمال يجيب اجوان.. زى ما راح إفريقيا برضه راح اليابان. أحدث الأغنيات كانت للمطرب محمد حماقى فى احتفالية الأهلى بلقب أكثر أندية العالم تتويجًا ببطولات قارية: أجيال بتسلّم بعض تاريخ مكتوب والكل فى واحد.