كل يوم يظل فيه المجلس العسكرى فى السلطة.. هو خسارة للبلد على المستويين الداخلى والخارجى.. فالسادة جنرالات معاشات المجلس العسكرى لم يفعلوا شيئا لصالح البلاد منذ توليهم السلطة التى كانت تحت اسم «إدارة شؤون البلاد»، لم يقدموا حلولا للانفلات الأمنى.. ولم يعملوا على استعادته اللهم إلا فى أيام الانتخابات، وهو ما جعل الأمر مريبا.. لم يقدموا حلولا اقتصادية خلال الفترة الانتقالية للحد من الخسائر التى تتعرض لها البلاد.. لم يحاربوا الفساد.. وتركوا الأمور على ما كان عليه النظام المخلوع فى إدارته للبلاد.. وظلت الفجوات قائمة بين الدخول وسارت مؤسسات الدولة وشركاتها بنفس الطريقة السابقة برجالها ومؤسساتها لم يطهروا أيا من مؤسسات الدولة التى سيطر عليها الفاسدون والموالسون للنظام السابق، وما زالت تلك المؤسسات تدار بعقلية النظام المخلوع وبشخصيات تعادى الثورة.. لم يقدموا الفاسدين للمحاكمات سوى نفر قليل من رموز النظام السابق.. وما زال الفاسدون سياسيا وماليا منطلقين يعبثون ويتحالف البعض منهم مع المجلس العسكرى لتشويه الثورة وإجهاضها. انتصروا لقوى سياسية وأحزاب كان يديرها صفوت الشريف وأمن الدولة وهى أحزاب كرتونية لتشارك فى القرار السياسى تحت مظلة إجماع القوى السياسية وذلك على حساب القوى الثورية الجديدة.. أثاروا الخلافات بين القوى التى شاركت فى الثورة منذ اليوم الأول من خلال الاستفتاء على ترقيعات دستورية خدعوا به الناس ليفاجؤوا بعد ذلك بأنه استفتاء على شرعيتهم فى إدارة شؤون البلاد ومعركة الانتخابات أولا أو الدستور أولا لينتصروا فى النهاية لصالح قوى تحالفوا معها وتسامحوا معها من أجل مصالح متبادلة وصفقات مشبوهة.. سمحوا لأحزاب تقوم على أساس دينى مخالفين بذلك القانونَ الذى يتمسحون به دائما فى أمور أخرى.. تركوا أموالا تدخل إلى البلاد لمساندة تيارات معينة فى نفس الوقت الذى غضوا الطرف فيه عن أموال خرجت لصالح رجال أعمال ورجال النظام المخلوع.. لم يستطيعوا استعادة جنيه واحد من الأموال التى نهبها حسنى مبارك وأبناؤه وعصابته الذين كانوا يعتبرون مصر عزبة خاصة بهم. اتهموا شباب الثورة بالخيانة والعمالة والحصول على أموال من الخارج بالافتراء عليهم من أجل تشويه صورة الثوار والثورة.. دخلوا فى عناد -على غرار ما كان يفعله حسنى مبارك- مع الثورة والقوى الثورية التى طالبت بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى يشارك فيها سياسيون وشخصيات وطنية أسهمت فى الثورة -بعد أن ظهر فشلهم فى إدارة شؤون البلاد- من أجل انتشال البلاد من الأوضاع السيئة التى وصلت إليها على جميع المستويات بشكل لا يليق أبدا بثورة عظيمة أطاحت بنظام فاسد ومستبد عتيد وبهرت العالم بتلك الثورة التى ألهمت كثيرا من الشعوب فى الثورة على الاستبداد والفساد.. قتلوا الثوار بشكل أفظع مما كان يفعله نظام مبارك المخلوع وسقط الشهداء على يد قواتهم أمام ماسبيرو وفى شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء بعد استخدامهم العنف المفرط.. وسحلوا الفتيات والسيدات وعروهن فى مشهد يعيد سلوك أسوأ الديكتاتوريات فى العالم.. وحدِّث ولا حرج عن الدبلوماسية والعلاقات الخارجية، فعبر ما يقرب من عام من الثورة لم يحدث أى تقدم على مستوى العلاقات الخارجية وتعمدوا اختيار شخصية باهتة للخارجية بعد أن أطاحوا بالدكتور نبيل العربى إلى الجامعة العربية.. فلا أحد يعرفه.. فضلا عن أن خبرتهم وإدارتهم للشؤون السياسية والخارجية فاشلة. وبعد ذلك كله يأتى الدكتور كمال الجنزورى رئيس حكومة المجلس العسكرى ليشتكى من أن الدول التى وعدت مصر بعد الثورة بتقديم المساعدات لانتشالها من الواقع السيئ الذى أصبحت عليه من تأثير الفساد والاستبداد، فهل يمكن أن تساعدك الدول الغربية أو العربية وأنت تمارس كل هذه الانتهاكات؟! وهل يمكن أن تساعدك الدول وأنت تجهض وتهدم الثورة التى انبهروا بها وبمن قاموا بها؟! يا أيها الذين فى المجلس العسكرى.. ارحلوا يرحمكم الله.