«اللى خايف مايتكلمش».. من أشهر الجمل القمعية التى جاءت على لسان حبيب العادلى، وزير داخلية المخلوع، تلخص قمع الحريات فى مصر، وتؤكد تنصت السلطات على الهواتف وعلى وجه الخصوص (هواتف المعارضين). والآن تسير روسيا على النهج ذاته باتباع سيناريو التنصت على المعارضين. صحيفة تابعة لأحد حلفاء رئيس الوزراء، فلاديمير بوتين، قامت بنشر تفريغ لتسجيلات هاتفية محرجة جدا لأحد زعماء المعارضة الروسية، ينعت فيها مؤيديه ب«حيوانات الإنترنت القارضة» و«البطاريق الخائفة»، هذا بالإضافة إلى إهانته زعماء معارضة آخرين بألفاظ بشعة من بينها «عاهرات» و«بشعين» و«أغبياء»، وترفض الصحيفة الاعتراف بالمصدر الذى حصلت منه على هذه المعلومات. بوريس نيمتسوف، نائب رئيس الوزراء السابق مؤسس حركة التضامن الروسية المعارضة، اتهم الكريملين إنه قام -بتوجيهات من بوتين- بالتنصت على هاتفه، وقص ولصق محادثاته للإيقاع بين زعماء المعارضة، من أجل إحباط المظاهرة الحاشدة المقررة 24 ديسمبر، عشية احتفالات عيد الميلاد، احتجاجا على التزوير فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهى المحاولة التى وصفها ب«الإجرامية». نيمتسوف عبر عن أسفه على مدونته إذا ما تسبب ما نشر فى الإساءة إلى أى شخص، وحث المعارضة على أهمية الوقوف صفا واحدا فى هذا الوقت على وجه الخصوص لإحباط مخطط الحكومة والإصرار على إعادة الانتخابات المزورة. وفى السياق ذاته، تظاهر عشرات الروس بالقرب من مقر الكريملين، للتنديد بنتائج الانتخابات البرلمانية، تزامنا مع انعقاد أولى جلسات مجلس الدوما (أول من أمس الأربعاء)، ولكن سرعان ما تدخلت الشرطة الروسية لفض المظاهرة واعتقلت عددا من المشاركين فيها.