أصبح الشباب في العديد من البلدان العربية أكثر ليبرالية من الناحية السياسية بعد الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط. وقد أيد نصف الشباب تقريباً 51 % في مصر والأردن والبحرين ولبنان والعراق التحول نحو الليبرالية السياسية، في حين كانت نسبتهم قبيل اندلاع الاحتجاجات 20 % فقط. وتم التوصل إلى هذه النتيجة بعد استطلاع أجرته شركة "بين شوين آند بيرلاند أسوشييتس" بتكليف من شركة "أصداء بيرسون ارستيلر"، وفي الفترة الممتدة من ديسمبر 2010 ويناير 2011، تم استطلاع آراء 2000 من الشباب تتراوح أعمارهم من 18 إلى 24 عام في مختلف البلدان العربية. وفي نفس الوقت ليس هناك شعور بالرضا لدى أغلبية الشباب عن الاتجاه الحالي الذي تسلكه بلدانهم، وبخاصة في الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت نسبتهم بشكل دراماتيكي من 38% إلى 66%. وكان الشباب المصري هو الأكثر تفاؤلاً بين الشباب العربي، بنسبة تأييد وصلت إلى 51%، عند يتعلق الأمر بالتنمية طويلة المدى داخل وطنهم. وكسبت حركة الاحتجاجات في مصر تقديراً كبيراً، حتى في أوساط الشباب داخل البلدان العربية الأخرى؛ حيث أظهر 81% من الشباب خارج مصر دعهم للمتظاهرين، أما داخل مصر فبلغت نسبة المؤيدين 94%. وظهرت نسبة التأييد في أوساط الشباب داخل البحرين معتدلة بعض الشيء؛ حيث أعرب 66% فقط من الشباب عن دعهم للمتظاهرين المصريين، وكذلك 51 % للاحتجاجات التي تشهدها اليمن حالياً. ولكن في المقابل نالت الحركة المناهضة في بلدهم تأييد 91% من الشباب. وبعد اندلاع الاضطرابات تم إعادة استطلاع آراء 500 شاب وشابة في مصر والأردن والبحرين ولبنان والعراق. وجاءت مصر في المركز الأخير، على الرغم من أن الشباب هناك حققوا قفزة نوعية كبيرة إلى الأمام، ففي شهر يناير 2011 – قبل الثورة – وصف 3% فقط من الشباب أنفسهم بأنهم ليبراليون، أما الآن فقد بلغت نسبتهم 26%. كما ظهرت الأرقام في البحرين أيضاً بشكل مماثل، حيث كانت نسبة الشباب الذين يؤيدون الليبرالية السياسية 10%، أما نسبتهم الآن فقد وصلت إلى 27%. وشهدت الليبرالية أقوى تأييد لها في لبنان بنسبة 72%، يليه العراق والأردن بنسبة 67%. وفي نفس الوقت تراجع الانحياز نحو القيم التقليدية في أوساط الشباب بعض الشيء عما كانت عليه من قبل؛ حيث أوضح 82% من الشباب خلال شهر يناير 2011 أن التصورات والأفكار التقليدية تمثل أهمية بالنسبة لهم، في حين بلغت نسبتهم 71% في الاستطلاع الثاني. وقد ظهر أقوى تراجع في تأييد تصورات القيم التقليدية في العراق، حيث كانت نسبة المؤيدين في الاستطلاع الأول 94%، أما حالياً فلا تتعدى نسبتهم 58%. وشهد لبنان أيضاً معارضة قوية للقيم التقليدية، حيث رأى 85% من الشباب الذين تم استطلاع آرائهم في أول مرة أن التقاليد مهمة بالنسبة لهم، ولكن تراجعت هذه النسبة في الوقت الراهن لتصل إلى 48%. غير أن الشباب العربي أكد احتياجه للديمقراطية والاستقرار بشكل أقوى من ذي قبل. ففي الاستطلاع الأول أوضح 77% من الشباب بأنه من المهم بالنسبة لهم أن يعيشوا في بلد ديمقراطي، ولكن قفزت هذه النسبة إلى 92% في الاستطلاع الثاني، وفي نفس الوقت تزايد الخوف من عدم الاستقرار؛ حيث نالت الرغبة في العيش بدون خوف من الإرهاب تأييد 58% من الشباب في الاستطلاع الأول، بينما وصلت نسبتهم بالفعل إلى 77% في المرة الثانية. بالإضافة إلى ازدياد المخاوف من ارتفاع تكاليف المعيشة؛ حيث زادت المخاوف من 62% إلى 79%. وأيدت الغالبية العظمى من الشباب الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة العربية حالياً؛ حيث يعتقد 75 % منهم بأنه سيكون لها تأثيرات إيجابية على حياة السكان.