سخر الناقد الرياضى اسامة خليل من تعاقد نادى الزمالك مع البرتغالى فييرا من اجل تولى المسئولية الفنية للفريق خلفا لحسن شحاته . وقال خليل فى مقاله بالتحرير "فى الزمالك ناس لا تمل من إعادة تكرار نفس الأحداث بالمشاهد، بالقرارات بالتصريحات بالصور والأفلام والأفيشات. مدرب جديد وكلام معاد عن روح جديدة وأمل طموح ومستقبل مشرق. ثمانى سنوات تبدلت فيها الأحوال وقامت ثورات وقُتل رؤساء وسُجن آخرون وصعد آخرون ورأينا رأى العين آيات الله تتحقق (تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير)، ولكن حال الزمالك لم تتغير مع كل هزيمة أو خروج مهين من بطولة، وهو أمر يحدث ثلاث أو أربع مرات فى العام الواحد، حسب عدد البطولات المشارك فيها الفريق. يتكرر نفس السيناريو وتفتح الإدارة باب التفاوض مع عشرات المدربين ويذهب مندوبون ويأتى سماسرة، وفى النهاية يقوم مجلس الإدارة بتكليف ممدوح عباس باختيار المدير الفنى وتحميل المجلس رئيس النادى المسؤولية، وكنت أظن أن إلقاء أعضاء المجلس تبعة التعاقد لعباس، تهرُّب من تحمل المسؤولية، ولكن كما تعلمون فإن التكرار يعلم الشطار
وأدركت بعد كل هذه السنوات وعشرات المدربين الذين مروا على الزمالك فى هذا الزمان أن المجلس يكلفه بمهمة الاختيار باعتباره المدير الفنى الحقيقى للفريق، وأن أى مدرب آخر وطنى أو أجنبى ليس سوى مساعد لعباس فى تدريب الزمالك، ولأن إدارة الزمالك محترفة وتطبق الأسس والقواعد والأصول، لذا فهى تعطى للمدير الفنى الحرية فى اختيار من يعاونه، من هنا تفتق ذهن ممدوح عباس وتعاقد مع المدرب البرتغالى فيريرا، وقد حمل الاختيار معنى مهمًا وتوافقًا رائعًا وذكاء فطريًّا يتميز به عباس عن دون الزملكاوية، بل عن دون البشر (جمعاء.. جمعاء) فتماشيًا مع روح الدولة الإخوانية واستخدامها الدين أساسًا لكل التعاملات السياسية والاقتصادية والرياضية، كان عباس عند حسن الظن، فمن بين المعروضين اختار المدرب المسلم حتى يقطع الطريق أمام الجماعة السلفية المتشددة التى تحكم فتاواها مسارات الحياة العامة للناس من أن تخبط الزمالك فتوى تحرِّم عمل المدربين الأجانب فى مصر، وقضى بجلد كل من يخالف شرعها، أما وأن المدرب البرتغالى مسلم فهذا يحميه من الفتوى وينجى ممدوح عباس من الجَلْد.
ورغم أمنياتى الطيبة والمخلصة أن ينجح المدرب البرتغالى من أجل الجماهير المحبة والمخلصة والتى تحولت مع الزمن وكثرة الهزائم والنكد إلى زوج هادئ وديع ومطيع اعتاد الإهانة والشخط والنطر ونرفزة الست هانم ورافضًا الثأر أو الانتصار لكرامته خوفًا على مستقبل الأولاد وحرصًا على تنشئتهم بين أحضان الحبايب لينتهى الأمر بأطفال معقدين وشباب مدمن ومشوه نفسيًّا بالضبط مثل الزمالك فريق هزيل وضائع ومنهزم ومكسور لجمهور محب وعاشق ومذلول لمن يحب، فالقضية إذن لن تكون تغيير المدرب أو التعاقد مع لاعبين جدد القضية، بل هى دم جديد وإدارة شابة فى أفكارها وجريئة فى قراراتها وسوية فى سلوكها ومحترمة فى تصرفاتها. الزمالك والأهلى والرياضة كلها تحتاج روحًا ثورية (لا أقصد الثورات التى تنتهى بالإخوان) تعيد بناء المنظومة وتفتح الرؤوس المغلقة وتخلصنا من العقول المتيبسة التى تجلس على الكراسى.
فممدوح عباس وحسن حمدى وهانى أبو ريدة وشوبير وقائمة طويلة من الأسماء التى تحكم أو تسعى للحكم، فمع كامل احترامى لها حتى إن اختلفت مع أغلبها، فإنها إذا لم تقبل بالرحيل الطوعى عن الرياضة وتعطى فرصة للآخرين، حتى لو كانوا أقل خبرة، ولكنهم سيكونون أكثر عطاء وحماسًا وإخلاصًا ونزاهة، كل هؤلاء وغيرهم إذا لم يرحلوا الآن برغبتهم فسيرحلون جبرًا أو قهرًا، كما حدث مع المشير (مع فارق التفاصيل والحسابات المعقدة والتدخلات الخارجية).