فيما يبدو بأنه علامة من علامات نهاية ساب السويدية التي تعثرت حتي الآن محاولات إنقاذها، بدأ الإقبال علي سيارات الشركة في أسواق الولاياتالمتحدة وأوروبا يضعف في وقت تواجه الشركة فيه أزمات مالية عديدة. فالشركة التي يبلغ عمرها اليوم 64 عاماً باعتها جنرال موتورز الأمريكية إلي شركة سبايكر السويدية التي لا توال تواجه العديد من المشكلات التي أجبرتها علي وقف الإنتاج منذ مارس الماضي نتيجة لخلافات علي مستحقات مالية مع موردي مكونات السيارات. وفي الوقت ذاته، قامت الشركة بتأجيل سداد رواتب العاملين لديها مرتين حيث تسعي الشركة إلي توفير الأموال اللازمة للقيام بذلك. وفي نفس الوقت جاءت أزمة الديون الأوروبية لتفاقم من حدة الأزمة التي تعانيها الشركة السويدية وتحد من قدرتها علي توفير التمويل اللازم لها حيث بدت البنوك غير متحمسة لإقراض الشركة. ومع إغلاق مصنع الشركة، تأثر موزعو سيارات ساب في مختلف أنحاء العالم وبدا مستقبل الشركة في نظر الخبراء غير واضح. ويقول أحد المحللين الصناعيين في أمستردام أن فرص الشركة للعودة إلي الوضع الطبيعي تبدو ضئيلة خلال الوقت الراهن، فكلما طال أمد الأزمة، كلما زاد الوضع تعقيداً. وفي الوقت ذاته يري موزعو الشركة في الولاياتالمتحدة أن التوقف المستمر للمصنع والصعوبات التشغيلية التي تعاني منها ساهمت في التدهور الذي عانت منه الشركة مؤخراً. ويبدو الوضع معقداً في السويد نفسها، ففي معقل الشركة بجنوب شرق البلاد حيث يتوقع الخبراء أن يفقد حوالي 9 آلاف شخص وظائفهم في تلك المنطقة لو أغلقت الشركة أبوابها بشكل نهائي. وتجدر الإشارة إلي أن مبيعات الشركة بلغت 133 ألف سيارة في عام 2006. ومنذ ذلك الحين بدأت المبيعات في التناقص تدريجياً إلي أن بلغت المبيعات في العام الماضي 31700 سيارة فقط وعانت المبيعات كثيراً بسبب التأخر في تسليم السيارات لأن جنرال موتورز أخلت مصنعها في السويد كجزء من خطة إغلاقه بعد بيع الشركة لسبايكر. ولم تكن تلك المرة هي الأولي التي تقترب فيها الشركة من حد الإفلاس، حيث سبق وعانت الشركة من ذلك عدة مرات منها عام 1989 قبل أن تشتري جنرال موتورز الشركة السويدية. وفي ديسمبر 2009، أعلنت جنرال موتورز أنها ستغلق الشركة تماماً كما فعلت مع ساترن وهامر وبونتياك. ولكن فيكتور مولر الرئيس التنفيذي الحالي للشركة أقنع الصانع الأمريكي بأن يغير رأيه. وبعد عملية البيع، كان هدف ساب هو الوصول بالمبيعات إلي 120 ألف سيارة سنوياً وتحقيق أرباح بحلول عام 2012. ولكن يقول الناطق بإسم الشركة أنه سيتم إعادة تقييم تلك الأهداف بعد استئناف إنتاج السيارات مرة أخري. واليوم تركز الشركة علي توفير الأموال اللازمة لسداد مديونياتها لنحو 819 من موردي مكونات السيارات. ولكن علي ما يبدو حتي الآن تبدو تلك المهمة بالغة الصعوبة الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلي إغلاق الشركة للأبد، لينتهي فصل طويل من قصة صناعة السيارات في العالم.