عاد رمضان شهر التقوي والغفران، ومحاسبة النفس والتقرب من العزيز الرحمن.ولكن رمضان هذه السنة مختلف عن أي رمضان آخر..رمضان بنكهة الثورة وطعم الكرامة.ومع متابعة محاكمة الرئيس المخلوع واعوانه من خلال شاشات التلفاز كنت أراقب تعابير وجهه وهو ممدد علي سريره خلف قضبان القفص الحديدي واحاول ان اتخيل مشاعره وبماذا يفكر في هذه اللحظات وهو في هذه الحالة المزرية.فلقدحكم مصر لثلاثين عام بدكتاتورية ووحشية وافسد حياة شعبة واستخف بإرادته وعقله تماما وبسذاجة مفرطة علي ان شعبه الذي رفعه الي اعلي وجعل منه رئيسا للبلاد يحكم ويتحكم ويذل من يشاء ..هو قادر في لحظة غضب مكبوتة بتراكمات الظلم والقهر أعواما طويلة ان ينزع الفتيل عن القنبلة ويلقيها في وجهه ويقول امين يارب العالمين يمهل ولايهمل وهذا عقاب الآثمين الفاسدين الذين تمتلئ قلوبهم بالغلظة والقسوة ويفتكون بالشعب المسكين..فالدرس الكبير الذي تقدمه الثورة لشعوب العالم هو الدرس الاعظم من اهراماتها ومن نهر نيلها فالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ضرورية للحاكم مثلما هي ضرورية للشعوب لان الشعوب قادرة علي ان تثور وتأتي بعاليها واطيها وتنفخ نفخة المارد فتطيرحكام البلد في ثوان ولهذا الدرس شواهد كثيرة تقدم العبرة لمن يعتبر.نعم النظام الديمقراطي العادل الذي يجعل من الحريه وحقوق الانسان فضائل ترقي الي مصاف المقدسات وحده من يقدم الضمانة الكبري للحكام قبل المحكومين في العيش بأمان والوصول الي النهايات الطبيعية في الحياة الانسانية .. وماذا لو ان كل انسان حفظ حق اخيه الانسان وخلع البغض عن قلبه واسكنه الحب والرحمة ليعم الامان، ولن يقتصر هذا الحب وهذه الرحمة علي الانسان داخل حدود الوطن وانما الانسان هو الانسان في كل مكان واي زمان..عزيزي القارئ المحترم سأقص عليك قصت دنيا ابنتي الرقيقة الرائعه التي نذرت نفسها للعمل في خدمة الانسانية وعملت ثماني سنوات في مصر الحبيبة بعد تخرجها في الجامعة الامريكية لقد اعطيتها شجرة حب فأهدتني بساتين من الحب والرحمة وعلمتني كيف يكون الانسان دنيا فتاة ناضجة تعمل في الاغاثة وحقوق الانسان. وتكرث شبابها وكل طاقتها ووقتها في العطاء للمنكوبين والفقراء وتنتقي البلدان العسيرة لتعمل بجدية وهمة استثارتني ابنتي وحركت مشاعري وانا احادثها في التليفون لتأتي لقضاء رمضان مع العائله في ربوع الاردن لنجتمع جميعا في هذا الشهر الكريم فقالت لي بصوت مشحون بالألم والحزن ياإمي الحبيبة رمضان سيكون اجمل واعظم وانا التحق بقوافل الاغاثه في الصومال أخجلتني ابنتي وأحسست بالفخر لكونها ابنتي وتمنيت لها التوفيق والعودة السالمة، واناشد كل امة العرب والمسلمين واذكرهم بحديث الرسول ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع» واخواننا في الصومال يموتون جوعا ونحن نملك نصف اموال الكون في خزائن من سرقوا البلد ومن يخططون لسرقة البلد، ايها المسلمون بيل جيتس وأفيت يتبرعان بنصف ثرواتهم لفقراء العالم وهما من اثرياء امريكا وتقدر ثروات كل منهما بخمسين الف مليون دولار. نيرة الطبلاوي