كان لأسبانيا مكانا بين شركات السيارات العريقة الأسماء العريقة والفضل في ذلك يرجع لشركة أسبانو - سويزا التي كانت ذات أصول أسبانية رغم أنها كانت تصنع في فرنسا. ترجع أصول الشركة لعام 1898 حيث ظهرت الشركة بأسم لا كوادرا و لكن البداية الفعلية في عالم السيارات كانت عام 1902 عندما أقنع مهندس سويسري يدعي مارك بيركيجت رجل أعمال أسباني يدعي أيميليو كوادرو و هو مالك لشركة تتولي صناعة بطاريات الحافلات الكهربية بأن يسمح له بتصنيع سيارة و تم ذلك بالفعل حيث ظهرت السيارة لا كوادرا المجهزة بمحرك 2 سلندر و كانت تلك هي أول سيارة أسبانية. لم تحقق تلك السيارة نجاحا تجاريا. فبعد أن أنتجت الشركة ستة نسخ فقط من السيارة واجهتها مصاعب مالية و توقف الأنتاج. جاءت النجدة علي يد جي كاسترو الذي أنقذ الشركة من الأفلاس بشرائه لها و لكافة الأصول التابعة و بدأ الأنتاج مرة أخري و أستمرت سيارات كاسترو حتي عام 1904 عندما تسببت الأضرابات العمالية في أفلاس الشركة. هيأ ذلك المسرح لمنقذ جديد و نتج عن ذلك تأسيس شركة أسبانو-سويزا ببرشلونة و التي تعد أشهر شركات صناعة السيارات في تاريخ أسبانيا. كان الممول تلك المرة رجلا أسبانيا يدعي دامين ماتيو استمر في أدارة الشركة حتي وفاته عام 1929. و كان الأسم الذي يعني "الأسبانية-السويسرية" اشارةالي التمويل الأسباني و الهندسة السويسرية. أنتجت الشركة بعض الموديلات خلال الفترة التالية و منها موديلين بمحركات 4 سلندر ظهرا في معرض باريس عام 1906 و في عام 1908 زادت الموديلات مع أضافة موديلين 6 سلندر. صنعت الشركة سياراتها يدويا و كانت في غاية الفخامة و لهذا جذبت أنتباه الفونسو الثالث عشر ملك أسبانيا الذي أمتلك 30 سيارة من أنتاج الشركة. و تقديرا من أسبانو- سويزا لذلك أطلقت أسم الملك علي أحدي موديلاتها عام 1912. كانت تلك السيارة مزوه بمحرك سعة 3,6 لتر و بقوة 60 حصان و ساعد ذلك علي تسارع جيد للسيارة و سرعة قصوي وصلت الي 100 كم / ساعة. و مع ظهور غيوم الحرب بأوروبا طلبت الحكومة الفرنسية من أسبانو-سويزا تصميم محرك لطائرة عسكرية. كان المهندس بيركيجت قد أستخدم الكامات العلوية في محركات سيارات الشركة و أستخدمها فس محرك الطائرة الحربية الذي وصف بأنه أفضل محركات الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية. عززت تلك التطورات من صورة أسبانو-سويزا في أوروبا خلال تلك الفترةالتي أعقبت الحرب العالمية الأولي . و خلال العشرينات و الثلاثينات أنتجت الشركة المزيد من الموديلات التي عززت من مكانتها بين شركات السيارات الفاخرة في العالم. كانت أبرز تلك السيارات علي الأطلاق موديل H6 الذي ظهر خلال معرض باريس عام 1919. فمحرك تلك السيارة شمل الكثير من تقنيات محركات الطائرات التي تولت الشركة تصنيعها خلال الحرب العالمية الأولي. كان المحرك 6 سلندر بسعة 6,5 لتر و كان مكونا من قطعة واحدة من الألومنيوم و مجهز بكامة علوية. كان ذلك في وقت أستخدمت فيه رولز رويس الصمامات الجانبية في محرك مصنوع من الحديد و مكون من عدة أجزاء. سبقت تلك السيارة رولز رويس أيضا بفراملها الأربعة بينما أستخدمت الشركة البريطانية العريقة فرامل للعجلات الخلفية فقط. و قد قامت رولز رويس فيما بعد بأستخدام نظام الفرامل في تلك السيارة بتصريح خاص من أسبانو-سويزا. و رغم أن H6 كانت من أفخم السيارات التي لا يتوقع المرء سوي رؤيتها في منتجعات الريفيرا أو في الأحياء الراقية بمدن أوروبا الا أنها شاركت أيضا في سباقات السيارات و كان ذلك علي يد أندريه دوبونيه و كان أحد الرياضيين الأثرياء حيث فاز بسباق شارك به في بولون عام 1921 و كرر الفوز بعد ذلك بعامين في نفس المكان بسيارة أخري جهزت بمحرك 8 سلندر و كان هذا الفوز سببا في أطلاق أسم "بولون" علي السيارة. أستمر أنتاج موديل H6 حتي عام 1934 و ظهرت السيارة بمحركات سعة 6,5 و 8 سلندر. و في عام 1931 أيضا أنتجت نسخة من الموديل بمحرك 12 سلندر سعة 9,5 لتر و رغم أن المحرك كان أهدأ صوتا الا أن عشاق هذا الموديل ظلوا يفضلون H6 ذات المحركات الأصغر. توقف أنتاج الشركة في فرنسا عام 1938 و لكنه أستمر لبضعة أعوام أخري في برشلونه و توقف أيضا نتيجة للحرب العالمية الثانية. و في الخمسينات عاد المصنع في أسبانيا للعمل مرة أخري و لكن تلك المرة لأنتاج سيارات بيجاسو الفاخرة التي كانت طريق أسبانيا الجديد لسوق الموديلات الفاخرة. و حتي السيارات البيجاسو لم يكتب لها البقاء كثيرا و لقت نفس مصير أسبانو-سويزا.