طوال أكثر من مائة عام هي عمر صناعة السيارات، ظهرت آلاف الموديلات التي لا يزال بعضها موجوداً حتي اليوم. ولكن هناك الكثير من تلك السيارات القديمة التي وصل سعرها لأرقام فلكية بسبب ندرتها وتميزها عن غيرها وتلك طائفة من تلك السيارات التي تعد من العلامات البارزة في عالم السيارات الكلاسيكية اليوم. 1-أول تلك الموديلات يسمي "لا مانسيل 1878" و هو من أوائل السيارات البخارية الفرنسية و يعزي لمن قام بتصنيعها و يدعي "بولييه" الفضل في ظهور السيارات البخارية في بلدة لومان الفرنسية و التي أشتهرت بعد عقود بسباقاتها الشهيرة. قام بولييه بإنتاج تلك السيارة التي تسع لثماني أشخاص إضافة إلي مكان مخصص للسائق في المؤخرة و زودها بمحرك بخاري تبلغ قوته ما بين 15-30 حصانا و كان الدفع علي العجلات الخلفية اتصل السرعة القصوي للموديل إلي 27 ميل / ساعة و لكن من غير المعروف كيفية إيقاف تلك السيارة من تلك السرعة التي كانت هائلة بمقاييس تلك الفترة. ظهرت النسخة البخارية بحالتها الأصلية و ما بقي من طلائها الخارجي إضافة إلي لافتة تشهد بأن السيارة توجهت من لومان إلي باريس عام 1878 للمشاركة في معرض باريس ثم إلي فيينا عام 1879 و إلي برلين في العام التالي. 2-لو جامي كونتينت أنتجت تلك السيارة عام 1899 و تشير الكثير من المصادر إلي أنها أولي السيارات التي صممت لتحطيم الرقم العالمي للسرعة الأرضية و هي أيضا أول سيارة تسجل رقما قياسيا للسرعة أعلي من 60 ميلا في الساعة. كانت السيارة تعمل بالكهرباء و الطريف أنها كانت تمتلئ بالبطاريات و رغم شكلها الإنسيابي غير أن وضع مقعد السائق كان مستقيما و بشكل يعرض معظم جسده لتيار الهواء. :ان هذا السائق هو البلجيكي كاميل جيناتزي الذي عرف بإسم " الشيطان الأحمر" و يرجع سبب التسمية إلي لحيته الحمراء و عينيه ذات الشكل الغريب. الطريف في الأمر أن هذا البلجيكي لم يلق حتفه بسبب السرعة الجنونية في السباقات بل نتيجة لمزحة كلفته حياته حينما خرج في رحلة صيد بصحبة أصدقائه و قام بتقليد صوت الدببة أثناء الليل فما كان منهم سوي إطلاق النار علي مصدر الصوت فلقي حتفه. 3- دي ديون بوتون رغم أن تلك السيارة تدخل ضمن مجموعة السيارات الأولي التي ظهرت في فرنسا غير أن الإهتمام بها لم يبدأ سوي خلال ثلاثينيات القرن الماضي رغم أن السيارة التي تم عرضها في باريس تبدو رائعة و هي موديل يرجع تاريخه إلي عام 1908 و يبدو فيه الإهتمام بأدق التفاصيل خاصة المحرك الذي لم تتجاوز قوته 12 حصانا و الذي يتصل بنظام نقل ذي ثلاث سرعات فضلا عن العجلات الخشبية التي تشبه عجلات قطع المدفعية القديمة حتي أن السيارة تبدو كما لو كانت عمل فني منحوت. 4-رينو جاليون: إستمرت تلك المركبة في الخدمة بمرافق باريس حتي عام 1950 و هي حافلة أنتجتها رينو الفرنسية و بعود تاريخ تصنيعها إلي عام 1934. و تسع تلك الحافلة التي إستخدمت للنقل العام لنحو 34 راكبا إضافة إلي مساحات تكفي لوقوف 17 شخصا أخرين و قد صنع هيكلها من الخشب و جهزت بمحرك ذي 6 سلندرات بلغت قوته 67 حصانا تنقل القوة منه إلي العجلات عن طريق نظام نقل لأربع سرعات. 5-ألفا روميو 8C في الوقت الذي قامت فيه الفا روميو بعرض موديل 8C كومبيتسييوني و هو الموديل الذي ستقوم الشركة بإنتاج كميات محدودة منه سنويا، إحتل موديل 8C الأصلي موقعه الذي يستحقه بين أهم السيارات الكلاسيكية في القاعة رقم 8. و يرجع تاريخ إنتاج السيارة المعروضة إلي عام 1936 و هي مميزة بهيكلها الرائع الذي وضع خطوطه بينينفارينا الأيطالي. تم تطوير السيارة إعتمادا علي السيارة P3 لسباقات الجائزة الكبري و جهزت بمحرك ذي 8 سلندرت سعة 2،9 لتر بلغت قوته حوالي 220 حصانا و هو ما جعل سرعة الموديل تتجاوز 135 ميلا في الساعة و هي أرقام لم تكن لتصل إليها سوي السيارات الخارقية في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي. 6-بوجاتي تايب 41 رويال كانت تلك السيارة مملوكة للأخوة شلومبف الذين عرفوا بعشقهم لسيارات بوجاتي الفرنسية و قيامهم بجمع أعداد كبيرة منها لسنوات رغم تلك العائلة التي كان أفرادها من أشهر رجال الصناعة الفرنسيين عن دفع أجور العمال في مصانعها. قام الأخوة شلومبف بشراء سيارتين من هذا الموديل النادر الذي لم ينتج منه سوي ست نسخ فقط و قرروا أنهم في حاجة لنسخة ثالثة و لهذا قاموا "بتجميع" تلك السيارة التي عرضت في باريس معتمدين علي شاسيه تم تصنيعه خصيصا لهذا الغرض. لم يتم الانتهاء من المحرك و الهيكل سوي في عام 1990 اعتمادا علي تصميم مأخوذ من الموديل الأصلي و كان ابن أيتوري بوجاتي هو من وضع هذا التصميم في عام 1931. و نتيجة لضخامة حجمها ، كانت تايب 41 رويال في حاجة لمحرك ذي ثماني سلندرات سعة 12،8 لتر و لقوته البالغة نحو 300 حصانا كي تستطيع الانطلاق لسرعة 120 ميلا في الساعة ناهيك عن الفخامة و الجودة التي دائما ما كانت أهم سمات موديلات بوجاتي المتنوعة.