تعد دودج أحد أقدم الماركات التي عرفت طريقها للسوق المصري وأستطاعت الصمود بل تمتعت بتواجد في السوق كسيارات قوية وإقتصادية من حيث السعر وتكاليف التشغيل. مرت دودج خلال مشوارها الطويل في مصر وهو المشوار الذي إستمر لأكثر من 82 عاما حتي الآن بالكثير من التحولات. ففي البداية ظهرت السيارات الأولي للشركة حين كانت إسما جديدا في عالم صناعة السيارات بالسوق المحلي وحققت قبولا واسعا بين عشاق القوة والأداء المميز. وكان الإقبال كبيرا علي سيارات الشركة عندما شارك وكيل دودج في أول معرض دولي للسيارات في مصر. يرجع الفضل في ظهور دودج في مصر إلي ج. بافيد وشركاه حيث كانت تلك الشركة هي الوكيل الأول لدودج في مصر. وبحلول عام 1926، أمكن للوكيل طرح ثلاثة موديلات وهي توربيدو مكشوف بمقعدين بسعر 260 جنيها وسيارة مكشوفة ذات مقعدين في المقدمة ومثلهما في الخلف بسعر 270 جنيها وسيدان مقفولة بسعر 300 جنيه. وكانت السيدان المقفولة تلك هي موديل تايب B الشهير. ركز الوكيل في دعايته للسيارة بأن "السر وراء جودتها يتلخص في الإعتناء التام في صنعها فضلا عن عدم قدرة أي شخص أيا كان أن يظهر عيبا فنيا فيها." وفي إحد إعلانات الشركة عام 1927 ورد التالي "سيارات إخوان دودج قد برهنت خلال الأثني عشر عاما الماضية أن صنعها متقن ومعتني به أكثر من مظهرها... مصاريفها موفرة ولا متاعب لها وأن أصحاب سيارات دودج المستعملين لها لأكثر من سنة يعجبون بها ويفتخرون بمحتوياتها ومنظرها." كما لفت الإعلان الإنتباه إلي استخدام مواد غير منظورة لإطالة تعمير السيارة. وتجدر الإشارة إلي أن الوكيل شارك في أول معرض للسيارات أقيم في أرض الجمعية الزراعية بالجزيرة عام 1927. خلال العقد التالي تغير الوكيل وحصل ف. كاسترو وشركاه علي وكالة دودج في مصر وطرح العديد من الموديلات القوية التي أقبل عليها المصريون من عشاق السرعة فضلا عن سائقي التاكسي الذين وجدوا في سيارات دودج قدرة غير عادية علي التحمل. وأستمر الحال كذلك حتي أواخر الخمسينيات. حتي عام 1952 حوالي 5841 سيارة وهو رقم ضخم يؤكد مدي الإنتشار الواسع الذي تحقق لموديلات تلك الشركة. أما اشهر موديلاتها خلال تلك الفترة فكان موديل كورونيت. إستخدمت الشركة الكثير من الوسائل للدعاية لسياراتها ومنها الإستعانة بنجوم المجتمع والنساء الجميلات في إعلانات مدفوعة الأجر ومنها هذا الإعلان الذي تشير الشركة فيه إلي أن اللقطة أخذت في نادي هوليوليدو وأن الحسناء التي تقف بجوار السيارة تدعي "ماجي" . ولم يكن هذا الإسلوب غريبا علي الدعاية للسيارات والدراجات النارية في مصر حيث ظهرت الكثير من الممثلات ونجمات المجتمع في إعلانات السيارات ومنهن علي سبيل المثال لا الحصر نعيمة عاكف ومديحة يسري وكاريمان وعايدة هلال وليلي الجزائرية وماجدة وغيرهن. وكان هذا النوع من الدعاية بالنسبة لدودج غربيا بعض الشئ لأنها كانت سيارات قوية تحمل الكثير من ملامح القوة التي تتناسب أكثر مع الرجال. ظلت دودج عنوانا للقوة والقدرات العالية علي التحمل حتي السبعينيات عند العودة الثانية لسيارات الشركة إلي السوق المصري بعد توقف قصير حيث بدأت شركة الأقتصادية وكيل دودج في مصر خلال سنوات الإنفتاح الأولي في تقديم موديلات ميتسوبيشي التي تحمل شعار دودج ومنها جالانت وL200 بيك أب وسابورو. وفي واقع الأمر كان ذلك ضروريا نظرا للحالة الاقتصادية السائدة خلال تلك الفترة والإتجاه إلي السيارات ذات الاستهلاك المنخفض للوقود في الوقت الذي كانت سيارات دودج الأمريكية فيه مزودة بمحركات ذات 6 و8 سلندرات. وللتدليل علي ذلك يكفي أن نعلم أن موديل جالنت الذي قدمته الشركة أواخر السبعينيات بمحرك ذي 4 سلندرات سعة 1600 سي سي وهو امر كان من المستحيل توافره في موديلات الشركة الأمريكية. في نفس الوقت حرصت دودج علي تقديم موديلاتها الأمريكية في وقت لاحق ولكن بكميات بسيطة وإنحصر الأمر في موديلات دودج فان التي لا تزال تستخدم حتي اليوم في قطاع النقل بين المحافظات ولكن بعد تغيير محركات تلك السيارات ذات السعة الكبيرة بأخري ديزل أقل من حيث السعة اللترية. ولكن لم يحدث التغيير الأكبر سوي عند الإعلان عن إنشاء شركة كرايسلر مصر في منتصف التسعينيات وحينها بدأ إطلاق موديلات دودج. وشهدت الشركة دفعة قوية مع إنشاء دايملر كرايسلر مصر وطرحت منذ ذلك الحين العديد من الموديلات أهمها رام بيك أب ودورانجو وكلاهما لا يزال موجودا حتي اليوم.