· تواجد فورد في مصر جاء لمنافسة جنرال موتورز وستودبيكر وكلاهما بدأ في طرح موديلاته محليا خلال فترات سابقة تعد فورد من أقدم الشركات الأمريكية وأليها يعزي الفضل إلي ظهور خط الإنتاج بمفهومه المعاصر والذي استخدمته الشركة لإنتاج موديل T الشهير وبفضل هذا المفهوم أمكن للشركة التوسع في أسواق العالم ومنها مصر. المؤكد أن سيارات فورد ظهرت في مصر خلال أواخر العقد الأول من القرن الماضي ويرجع الفضل في ذلك إلي أول وكيل لها وهو شركة "كنتوار أوتوموبيل" لصاحبها آر. دي مارتينو وكان من الأجانب المقيمين في مصر والذي قدم مجموعة من موديلات الشركة حينها بأشكال مختلفة. وفي البداية لم تحقق الشركة الكثير من المبيعات لحداثة عهدها بالسوق الذي كانت مبيعاته في الأساس قليلة جدا. استمر التوكيل حتي عام 1926 والواضح أنه لم ينجح في تحقيق مبيعات مرضية للشركة وهو ما دفعها في النهاية إلي إنشاء فرع للمبيعات بمدينة الإسكندرية في 28 سبتمبر 1926. وكان أحد العوامل الرئيسية وراء ذلك هو الرغبة في منافسة جنرال موتورز التي كانت قد بدأت تثبت أقدامها في السوق المصري خلال تلك الفترة. واللافت للانتباه أنه علي الرغم من التواجد في السوق المصري لم تشارك فورد في أول معرض دولي للسيارات تشهده مصر عام 1927. كان لفورد خلال تلك الفترة مجموعة كبيرة من الموديلات السيدان والكوبيه والرودستر والفايتون وكانت أسعار تلك الموديلات زهيدة في البداية حيث تراوحت بين 145 و200 جنيه مصري. والواضح أن الشركة سعت بشكل جدي لإرضاء كافة الأذواق والإمكانيات. في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي استمر انتشار سيارات فورد في مصر بإيقاع سريع افتقدته تلك الماركة في بداية تواجدها بالسوق المصري خاصة وأن الماركات الفرنسية كانت هي المسيطرة علي هذا السوق منذ بداية انتشار السيارات. كما بدا أن تواجد فورد في مصر جاء لمنافسة جنرال موتورز وستودبيكر وكلاهما بدأ في طرح موديلاته محليا خلال فترات سابقة. كأن أهم من امتلكوا سيارات فورد في العشرينيات هو الملك فؤاد الذي شوهد بنسخة من موديل T خلال زيارة للأقصر ومن حينها تألقت صورة الشركة في أعين المصريين وعرفت منتجاتها بالجودة والقدرة علي التحمل ولهذا تنوعت استخداماتها، فاستخدمت فورد وباقي الماركات التابعة لها ضمن أسطول السيارات الحكومية كسيارات خاصة وشاحنات كما استخدمت كسيارات أجرة في القاهرةوالإسكندرية لقدراتها علي التحمل ولم ينافسها في ذلك سوي موديلات فيات الأرخص سعرا. والمؤكد أيضا أن فورد لم تقصر تواجدها علي قطاع سيارات الركوب حيث نوعت من معروضاتها في السوق المصري فشملت مبيعاتها المركبات التجارية والجرارات الزراعية أيضا. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تأثرت مبيعات السيارات بشكل عام بالسلب وحاولت الشركة بالكثير من الطرق إنعاش تلك المبيعات من خلال طرح موديلات مميزة ركزت علي الطبقات العليا التي لم تتأثر كثيرا. شريف علي