بعد أن أنشأت جنرال موتورز فرعا أقليميا لها في الإسكندرية في منتصف العشرينيات وكان إسمه "جنرال موتورز الشرق الأدني"، اسست فورد شركة لها في الإسكندرية بإسم "فورد موتوركومباني أيجبت" وكانت شركة مساهمة مصرية يتولي إدارتها أمريكي تقوم فورد الأمريكية بتعيينه. وأسهم وجود تلك الشركة في تحقيق فورد لثاني أكبر نسبة مبيعات في السوق المصري وتجاوزت مبيعاتها في بعض الأحيان مبيعات جنرال موتورز في مصر. ولكن تسببت الحرب في حالة من الكساد في سوق السيارات وهو ما دفع الشركة إلي التركيز علي مبيعات السيارات الفارهة ذات المحركات الكبيرة لأن تلك المبيعات لم تكن تتأثر كثيرا بالحرب، فالعملاء من أثرياء مصر وهؤلاء إزدادو غني بسبب الأزمات التي أفرزتها الحرب العالمية. أهم موديلات الشركة خلال تلك الفترة هو موديل فورد V8 وهو أول سيارة تقدمها فورد مزودة بمحرك من هذا النوع. وكان محركا إقتصاديا حقق للشركة المزيد من الإنتشار عندما بدأ طرح الموديل المزود به في مصر أوائل عام 1933 وكان ذلك بعد ثمانية أشهر من ظهور الموديل في السوق الأمريكي. وميز هذا الموديل الكثير من الملامح العصرية بمقاييس تلك الفترة والتي أعتبرت حينها نقطة تحول في تصميمات سيارات فورد ومنها الشبكة العمودية الضيقة كما أن الحليات الإضافية لتصميم السيارة الخارجي جعلها تبدو أشبه بسيارات لنكولن الأعلي سعرا علما بأن سعر تلك السيارة عند طرحها في مصر لم يتجاوز 320 جنيها. كان محرك السيارة بمثابة نقلة نوعية حيث بلغت سعته 3،6 لتر وكانت ضعف سعة محرك موديل فورد Tالذي حاز شهرة غير عادية في السوق المصري وبلغت قوة محرك الموديل حوالي 65 حصانا وكانت أكبر بنحو 5 أحصنة من قوة محرك موديلات شيفروليه المزودة بمحركات ذات 6 سلندرات في مصر. وربما للمرة الأولي تحقق فورد تفوقا علي شيفروليه في السوق المصري حيث زادت مبيعات الموديل خلال فترة شهرين علي 300 سيارة وكان رقما لا يستهان به عام 1933. ظهرت بعض المشكلات الفنية في الموديل وكانت بطبيعة الحال تتعلق بالمحرك ولكنها لم تؤثر بأي شكل من الأشكال علي الأداء القوي ولم ينتبه كثيرا ممن أمتلكوا الموديل لتلك المشكلات التي عادة ما ترتبط بأي محرك ينتج للمرة الأولي، فلم يعرف بها سوي الخبراء وكانوا قليلون في تلك الفترة. ربما كانت المميزات في هذا المحرك هو إستهلاكه القليل للبنزين والزيت والذي قل عن السيارات الأخري المزودة بمحركات لها نفس السعة. ولكن تأثرت المبيعات كثيرا خلال السنوات التالية خاصة عند بداية الحرب وهو ما دفع فورد إلي القياد بحملة إعلانية ضخمة يمكن من خلالها تبين تركيز الشركة في دعايتها علي الأجانب وأبناء الطبقات الراقية في مصر خاصة وأن غالبية إعلانات الشركة خلال السنوات التي سبقت الحرب وخلالها كانت تنشر في المجلات والصحف الصادرة باللغة الإنجليزية وهو أمر أستمر لبضعة سنوات إلي أن تأثر إنتاج المصانع الأمريكية بسبب التركيز علي توفير المعدات اللازمة للقوات المشاركة في الحرب وكادت مبيعات فورد خلال السنوات الأخيرة من الحرب تكاد تكون شبه متوقفة إلي أن أنتهت الحرب عام 1945 وحينها بدأت "فورد موتور أيجبت" التفكير في خطة جديدة لتعويض خسائرها خلال الحرب وهو ما سنتعرض له تفصيليا خلال الأسبوع القادم شريف علي