دخلت جنرال موتورز إلي عالم السيارات الرياضية عام 1953 عندما قامت بتقديم موديل شيفروليه كورفيت و هي الخطوة التي واجهتها فورد عام 1955 بطرح موديل ثاندربيرد الشهير. و في الوقت الذي سعت فيه شيفروليه إلي جعل كورفيت سيارة رياضية بمقعدين رأت فورد أن الأفضل لها هو جعل ثاندربيرد سيارة بأربعة مقاعد بداية من عام 1958. و تعين علي جنرال موتورز في تلك الحالة أن ترد و جاء الرد علي فورد بعد خمسة أعوام متمثلا في موديل ريفيرا الذي طرحته الشركة عام 1963. لم يكن الإسم غريبا علي بويك ففي عام 1948 قدمت الشركة موديل ريفيرا رود ماستر و كانت جنرال موتورز تهدف من وراء هذا الموديل إلي إحياء إسم لاسال الشهير و عندما لم تبد كاديلاك أي إهتمام بالسيارة قامت بويك بإنتاجها و كانت محقة في حماسها لهذا الموديل الذي نجح تجاريا حيث بيعت منه كميات كبيرة و لكنها لم تتجاوز مبيعات فورد ثاندربيرد. خلال الأعوام الأولي لطرح موديل ريفيرا تم إختياره عدة مرات كأفضل السيارات الأمريكية و لم تلق السيارة منافسة تذكر سوي من موديل ستودبيكر أفانتي. اللافت في أمر تلك السيارة هو تصميمها الرائع الذي جمع في طياته الكثير من ملامح سيارات فيراري و رولز رويس و هو ما جعلها لافتة للأنظار أينما ظهرت. و ربما كان الأهم من ذلك هو كونها سيارة كوبيه بأربعة مقاعد. و رغم حجمها الكبير بمقاييسنا المعاصرة غير أنها كانت تصنف كسيارة متوسطة الحجم حينما طرحت فطول قاعدة العجلات فيها بلغ 2،97 متر بينما بلغ الطول الإجمالي 5،28 متر أما الوزن فكان حوالي 1950 كجم و هو نفس وزن موديل ثاندربيرد. إستمدت ريفيرا قوتها من محرك قياسي سعة 6،6 لتر و أخر إختياري سعة 7 لترات و بلغت قوة لمحرك الأول 320 حصانا بينما بلغت قوة المحرك الثاني حوالي 340 حصانا و كانت قوة لا يستهان بها في تلك الفترة. و بداية من عام 1964 صار المحرك الثاني من بين التجهيزات الأساسية للموديل. إمتدحت الصحافة الأمريكية هذا الموديل عند ظهورها و قامت الكثير من المجلات بنشر تقييماتها للموديل و منها مجلة كار لايف التي قامت بإختبار السيارة و نشرت تقييما عنها في عددها الصادر بشهر أكتوبر عام 1962 و رأت المجلة أن معدل التسارع من السكون و حتي 60 ميل/ ساعة بلغ 7،7 ثانية بينما بلغت السرعة القصوي للموديل نحو 197 كيلومترا في الساعة. و في الواقع كان هذا الأداء جيدا بمواصفات تلك الفترة. توافر للسيارة الكثير من التجهيزات منها نظام قيادة باور و فرامل قرصية و نظام نقل أوتوماتيكي أما تكييف الهواء و الأقفال و النوافذ الكهربية فقد دخلت ضمن الكماليات المتاحة. و رغم الإستهلاك الكبير للوقود و الذي يبلغ جالونا لكل 11 ميلا تقريبا ، فإن التصميم الراقي و الأداء الجيد لموديل ريفيرا جعله من بين الموديلات التي يحرص عشاق السيارات الكلاسيكية علي إقتنائها حتي اليوم.