العام قبل الماضي .. حضرت إحدي السيدات إلي مقر الجريدة وطلبت مقابلتي.. وعندما قابلتها كان في صحبتها ثلاثة أطفال وتحمل كيسا مملوءا بالأوراق.. وعندما اطلعت علي تحقيق شخصيتها عرفت أنها في العقد السادس من العمر.. وان الاطفال المصاحبين لها هم احفادها من ابنها المسجون في سجن وادي النطرون.. ولاحظت ان اسم عائلتها مشابه لاسم عائلة رجل اعمال معروف.. وعندما سألتها هل هو قريبها أم مجرد تشابه في الاسماء ردت علي بانكسار انه قريبها وانها ذهبت اليه لمساعدتها ولكنه رفض عندما عرف ان ابنها مسجون! قلت لا حول ولا قوة إلا بالله.. وتحدثت بشأنها مع أحد الذين يحبون فعل الخير وحبب الله الخير فيهم.. ويفعلون ذلك مرضاة للخالق .. ولا يريدون جزاء ولا شكورا من المخلوق.. قال ارسلها إلي فورا. وعندما نشرت الاسبوع قبل الماضي قصة السيدة الاسكندرانية التي طالبت بحقها في الحصول علي البدل النقدي لرصيد اجازاتها طوال مدة خدمتها.. وعندما ذكرت في العدد الماضي أن المبلغ المستحق لها كما اخبرتني تليفونيا هو 2900جنيه وقلت إن واحدا من الاثرياء يشتري بهذا المبلغ آيس كريم لأولاده! لم أكن اتوقع ان تكون ردود الافعال بهذا الشكل كما وكيفا .. فقد تلقيت اتصالات من بعض المسئولين يثنون فيها علي تناول مثل هذه الموضوعات واخبروني بأن الحكومة عازمة علي تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية بين مختلف طبقات الشعب.. وعرفت من فحوي حديث احدهم ان المقال الذي نشرته منذ اسابيع تحت عنوان «طنطاوي وبشير» وذكرت فيه ان الرئيس التنفيذي للشركة المصرية يتقاضي 350ألف جنيه راتبا شهريا واكثر من مليون جنيه ارباح كل سنة! كان سببا في استقالة أو إٍقالة الأخ طنطاوي!.. علي نفس المنوال، تلقيت اكثر من رسالة من مواطنين عبر البريد الالكتروني والعادي.. منهم من يشكرني علي موقفي ومنهم من ارسل بمشكلة تخصه.. هذا التواصل من المسئولين ومن المواطنين العاديين يسعدني كثيرا ويشعرني بأهمية ما اكتب.. الآن الكتابة أصبحت لها قيمة ويتجاوب معها المسئولون في الدولة وانتهت حكاية «دعهم يكتبون ونحن نفعل ما نريد»!.. وتعليقا علي موضوع السيدة الاسكندرانية تلقيت اتصالا من أحد الذين يحبون فعل الخير يطلب مني أن أوافيه بمثل هذه الحالات من أجل تقديم المساعدة وكله من فضل الله كما قال لي .. بالله عليكم هل هناك ما يدخل البهجة والسرور إلي النفس أكثر من هذا.. وهل هناك في الدنيا أجمل أو أحلي من تقديم يد العون إلي محتاج حقيقي.. هؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل «أوقد شمعة بدلا من أن تلعن الظلام».. التكاتف والتكافل الاجتماعي يجعل الغني يقدم المساعدة إلي الفقير ولا يجعل الفقير يحقد علي الغني.. فعل الخير هذا ذكرني بمجموعة من الشباب المتدين من اهل قريتي أرادوا ان يقدموا شيئا ملموسا لاهل القرية وبالذات الفئات الاكثر فقرا وحاجة.. وكانت الخطوة الأولي لهم عمل حصر شامل في سرية تامة للاطفال اليتامي الاكثر فقرا وتضمن الحصر ايضا الامهات المترملات والمطلقات.. وبدأوا مشروعهم الخيري ببعض التبرعات البسيطة واشتروا مجموعة من أجولة الدقيق وقاموا بخبزها في فرن بلدي في بيت أحدهم وبدأوا في توزيع الخبز علي الاطفال اليتامي وأمهاتهم.. شاع خبر مشروع الشباب الخيري وعلم به بعض المحبين لفعل الخير.. وبدأت التبرعات تنهال عليهم.. توسعوا في مشروعهم وبدأوا تفعيل خطوة أخري فقاموا بدراسة حالات الشبان والشابات المقبلين علي الزواج ولايقدرون علي تكاليفه وبدأوا في تقديم يد العون والمساعدة عن طريق المشاركة في تحمل تكاليف جهاز العروسين.. فاشتروا لهذا حجرة نوم وقدموا لآخر ثلاجة وبوتاجاز إلي جانب مبلغ مالي.. ولم يكتف هذا الشباب الجميل المؤمن بربه حق الايمان بالقيام بهذا المشروع وتحمل اعبائه .. بعد الثورة وكما يعلم الجميع حدث انفلات امني وانتشرت البلطجة نظرا لغياب الشرطة.. واجه هؤلاء الشباب هذه المشكلة الخطيرة وقاموا بتشكيل لجان شعبية تقف علي مشارف القرية ومداخلها حتي الصباح واستطاعوا الامساك ببعض اللصوص والخارجين علي القانون وقاموا بتسليمهم للقوات المسلحة.. وعندما حدثت ازمة الخبز واسطوانات البوتاجاز قاموا بالمشاركة في توزيع الخبز والبوتاجاز علي اهالي القرية، وكنت انا شخصيا شاهدا علي ما يقومون به.. انني اقدم تجربة هؤلاء الشباب من أبناء قريتي إلي الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة الذي تتبعه قريتنا إداريا واقدمها ايضا إلي الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن وقبل المحافظ والوزير اقدمها لمعالي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ليعرف أن شباب مصر بخير وان الشاب المؤمن الحقيقي يستطيع خدمة مجتمعه بعيداً عن التيارات المتصارعة علي اقتسام الكعكة «كعكة السلطة والشو الاعلامي». .. تعودت علي ألا اهمل أي رسالة ترد إلي من أي مواطن .. ولكن عندما تأتي إلي رسالة من مواطن بها تجاوزات أو اتهامات ضد اشخاص أو جهات بالذات إذا كانت جهات نكن لها كل تقدير واحترام فانني لن اقوم بنشر أي رسالة تحمل ذلك دون دليل أو مستندات مؤيدة للاتهامات.. هذا الكلام أوجه إلي الاخ حاتم أحمد عيد أبو موسي من الاسكندرية الذي ارسل إلي رسالة كلها اتهامات لعدة جهات وأقول للاخ أحمد إذا كان لك حق عند المسئولين في احد احياء الاسكندرية اذهب إلي الدكتور عصام سالم محافظ الاسكندرية واطلب مقابلته وحتما سيحاسب المخطئ إذا كان هناك خطأ وإذا كنت تتضرر من المسئولين عن قسم الشرطة التابع نجاح الصاوي