الواقع العملى لأداء المؤسسات الأهلية المصرية غير مُرضٍ ولا يساهم بالشكل الفعال فى عملية التنمية، وإشكالية العمل الأهلى فى مصر تنحصر فى سعى الأفراد إلى تشكيل جمعيات أهلية أحياناً للوجاهة الاجتماعية وتارة للحصول على قروض المانحين وتحقيق مكاسب مادية بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف السامية التى من أجلها نشأت فكرة العمل التطوعى، أما القضية الأكثر سخونة فى مؤسسات العمل الأهلى هو سعى بعض الجهات والدول المانحة إلى تنفيذ أجندات بعيدة كل البعد عن تحقيق أهداف تنموية حقيقية تساعد فى تلبية الاحتياجات الفعلية للمواطنين. و يقول الدكتور عادل عبدالمجيد أمين عام الإتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بالشرقية في تصريحات خاصة ل (صوت العرب) : "لا تستطيع الحكومات فى الدول المتقدمة أن تفى بكافة احتياجات المواطنين، ومن هنا نشأت فكرة العمل التطوعى للمساهمة فى التنمية وتلبية احتياجات المواطن من خلال عمل مؤسسى، لا يهدف إلى الربح وهو ما نصت عليه قوانين العمل الأهلى. وإذا كان هذا هو حال الدول المتقدمة فما بالك بالدول النامية فهى فى أشد الحاجة إلى العمل التطوعى، الذى يساند الدور التنموى للدولة ويعمل فى إطار تحقيق أهداف التنمية وسد احتياجات المواطنين والبحث عن أولويات العمل الأهلي. تشير أحدث الاحصائيات إلى أن عدد الجمعيات الأهلية فى مصر وصل إلى 35700 جمعية أهلية ، رغم هذا العدد تجد الكثير من تلك الجمعيات يوجد فقط على الورق وليس له أى دور يذكر فى العمل التنموى، ولا ننكر أن هناك بعض الجمعيات التى تساهم بفعالية فى تخفيف الآلام عن كاهل البسطاء عن طريق تقديم الخدمات الصحية والمساعدات المالية وتقديم قروض لإقامة بعض المشروعات الصغيرة التى تدر بعض الربح. ىيضيف السيد الألفي مدير إدارة الشئون الإجتماعية بفاقوس :- "نحن ننتظر أدواراً أعظم لمؤسسات العمل الأهلي وقانونا يتسم بالمرونة مع الحزم لممارسة العمل الأهلى بحرية، واضعين نصب أعيننا المصالح العليا للوطن ولن يتأتى ذلك إلا بحرص رجال الأعمال المصريين والمؤسسات الوطنية على مد يد العون لتقديم التمويل اللازم لإنجاز مهام مؤسسات العمل الأهلى، وتحقيق أهداف الأجندة الوطنية للتنمية التى لن يحققها الاعتماد على التمويل الأجنبى الذى يقدم المساعدات المالية المشروطة سلفاً وتحديد جهات الصرف التى ربما لا تخدم الوطن فى تلك الظروف الراهنة التى تشهد تغيرات سياسية واسعة تحتاج فيها مصر إلى جهد كل فرد ومؤسسة من أجل تحقيق التنمية وإنجاز المشروعات الاستراتيجية الضخمة و لن يتحقق ذلك إلا بتحديد احتياجاتنا فى كافة المجالات و خلق مناخ من التعاون بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى للوصول إلى الوفاء بتلك الاحتياجات و لا يفوتنا الإشادة بالأداء المتميز لبعض الجمعيات النشطة على أرض فاقوس أمثال ( الغد المشرق ، الجمعية الخيرية الطبية لعلاج الأورام ، العين الجارية ، مؤسسة الربان عمر المختار صميدة ، الجمعية النسائية ، إشراقة ، المدينةالمنورة ، نصر أكتوبر) ".