رغم القلق المتزايد من عمليات عصابات البلطجية التي أطلقها السفاح حبيب العادلي وهي ما يقرب من «73 ألف سجين» إلا أن ميدان التحرير الأشهر اليوم في كل الدنيا سوف يظل رمزاً خالداً لأهم ثورة بيضاء ملهمة في هذا القرن. في هذا الميدان توثقت العلاقة بين الشعب والجيش انه جيش الانتصارات وقادته الأبطال «محمد فوزي وعبدالمنعم رياض وسعد الدين الشاذلي وفؤاد رياض غالي، والمهندسون الذين حطموا خط بارليف بقوة المياه.. وقوات حرب الاستنزاف». وعندما أطلق شباب 25 يناير شرارة الثورة السلمية حملت في رحمها حضارة وروح مصر الممتدة آلاف السنين، التحم جيشنا الوطني بها وبارك شريعتها الثورية وحماها فكان الشعب والجيش أيد واحدة واقعاً وحقيقة. وفي صوت «موحد» الشعب يريد نداء مليوني، من كل من في الميدان يصل إلي المجلس العسكري الأعلي يطالب بمطالب الثورة فتستجيب له القيادة العسكرية، وتتواصل فصول الدراما الثورية التاريخية غير المسبوقة تتحقق مطالب الثورة مطلباً بعد الآخر.. رغم حجم الملفات العديدة الواقعة علي كاهله. ولن أعيد ما نعرفه كل يوم إنما دعونا نقفز بالزمن إلي بوابات سجن مزرعة طرة فهؤلاء المسجونون هم المتهمون بجرائم الفساد الذي لم يسبق فساد إنهم وزراء النهب والتهريب وتجريد الوطن من كل ثرواته إنهم عصابة مصابة بمرض الشراهة والخيانة وموت الضمير. ثلاثون عاماً من حكم فرعون طاغية، وزوجته التي فاقت شراهتها أعلي سقف من السلطة والنفوذ وسرقة أموال الشعب ولا ننسي الوزيرة البائسة عديمة المؤهلات وهي تقبل يدها في ذلة العبودية وفقدان الكرامة. شجرتان في حديقة التاريخ العريق شجرة خريفية عجوز أوراقها صفراء ذابلة تتساقط لص فاسد وراء لص آخر حقير ومجرم سفاح في نظام رئيس فرعون أسرة كاذبة متجردة من انتمائها للشعب الذي تحكمه، وحليفة للعدو الصهيوني والدولة الأمريكية أعلنت إسرائيل بعد سقوط مبارك أنها فقدت كنزها في المنطقة!! ومع سقوط الشجرة الذابلة سقطت كل الأبواق أو معظمها وتتم عملية التطهير بقدر كبير ولعل ما حدث من تغيير في جريدة الأهرام تأكيد لهذه الحقيقة بعد أن تسلم قيادتها الزملاء «لبيب السباعي وعبدالعظيم حماد»؟ ولأن الله يمهل ولا يهمل ليتنا نتذكر العبرة فيما تعرض له الأستاذ عبدالحليم قنديل في ظل نظام العصابات وأصدقاء الصهاينة من خطف وايذاء والقائه عارياً في صحراء المقطم وتدور الأيام ويتعرض الكاتب الشريف الشجاع لكل أنواع التنكيل دون أن يستسلم للترهيب ، يهاجم الفرعون في عز سطوته ويكتب كاشفاً فساده ويؤلف كتبه الشهيرة «ضد الرئيس، الرئيس البديل، والأيام الأخيرة» فتكتسح الأسواق. وتدور الأيام فيسقط الفرعون منتظراً محاكمته علي جرائم، بينما يفوز عبدالحليم قنديل بجائزة «أمالفي» الدولية للصحافة لهذا العام.. فيكون أول مصري يفوز بها مع الصحفي البريطاني الشهير «روبرت فيسك». ان تكريس وطنية الجيش وانحيازه للشعب دائماً مهمة مقدسة في مواجهة محاولة فلول الحزب الوطني المنحل شق الوحدة بين الشعب والجيش لكن هذه المؤامرة مستحيلة وقد شاهد العالم مشاهد القادة العسكريين ومن بينهم اللواء محسن الفنجري الذي أصبح نجماً شعبياً وهو يلقي بيان المجلس ويؤدي التحية العسكرية لشهدائنا المدنيين شهداؤنا الذين وصل عددهم أكثر من ثمانمائة شهيد و6000 جريح برصاص قناصة السفاح حبيب العادلي. كان بودي أن أكتب بعض أغاني الثوار التي تغسل وجداننا ومشاعرنا وتجعلنا نتمني وندعو الله سبحانه وتعالي أن يحفظ ثورتنا من أعدائها. نحن في حاجة ماسة لاعادة دوران عجلة الانتاج والتنمية لنتعوض الخسائر الفادحة التي لحقت بمصر نتيجة نظام أسود وأبشع حاكم طاغية شهدته مصر في عصرها الحديث. لنترك المجلس العسكري وحكومة د. عصام شرف يواصلون حل المسئوليات الثقيلة التي علي عاتقهم لكي يناقشوا مطالب الثورة ويستمعوا إلي كل القوي الوطنية المتكاثرة! فالمعركة شرسة بيننا وبين القوي السلفية الظلامية واقتراحات بترشيح د. مصطفي الفقي أميناً عاماً للجامعة العربية غير المقبولة وياليت المساحة كافية لنعبر عن رأينا فيما لا نقبله من اختيارات أو استمرار البعض مثل د. يحيي الجمل نائباً لرئيس الوزراء.