حسام السويفي في الوقت الذي وصف فيه محللون لبنانيون اتهامات مصر لحزب الله بالاشتراك في التخطيط لأعمال إرهابية داخل أراضيها بالتهويل غير المبرر لأسباب سياسية مرتبطة بالخلافات العربية، وتزامن ذلك التحليل مع تصريح لمصطفي الحاج القيادي في حزب الله بعزم الحزب إصدار بيان يتضمن رداً قاطعاً علي تلك الاتهامات، أصدر المجلس الأعلي لرعاية «آل البيت» برئاسة محمد الدريني بياناً رسمياً يتهم فيه النظام المصري بتلفيق اتهامات ل49 شخصاً من جنسيات مختلفة أمرت نيابة أمن الدولة بحبسهم 15 يوماً علي ذمة القضيةنافياً أن يكون هناك تنظيم شيعي داخل مصر. جاء في مقدمة البيان أن المجلس الأعلي لرعاية آل البيت تابع إعلان وزارة الداخلية بالقبض علي ما اسمته تنظيماً شيعياً مكوناً من مصريين ولبنانيين وسودانيين يهدف إلي نقل أسلحة إلي المجاهدين في فلسطينالمحتلة واستهداف منشآت مصرية ونشر الفكر الشيعي، واتهمت حزب الله اللبناني بوقوفه خلف التنظيم المزعوم الذي حرصت وزارة الداخلية علي وصفه ب«الإرهاب الشيعي». وتابع البيان: إن المجلس يري أن هذا الإعلان يعكس إفلاساً منقطع النظير وبؤساً في الخيال واستمراراً لسياسة التفزيع التي يتبناها النظام لخلق أهمية حسب دوره المزعوم في حماية المنطقة والأسرة الدولية، فضلاً عن كونه يهدف إلي تقزيم مصر واستهداف وحدة وسلامة أمنها الاجتماعي والقيام بدور الشرطي الصهيوني، ومن قبل ذلك إهانة الشعب المصري ونضاله التاريخي من أجل قضايا أمته العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية الساكنة في ضمير مصر وأبنائها المهمومين بأرضهم المحتلة في أم الرشراش التي تطلق عليها إسرائيل «إيلات» وكنيسة «دير السلطان». وأضاف البيان أن الواقعة كشفت عن تخبطاً ملحوظاً وجهلاً واضحاً واستخفافاً جلياً بعقول العامة قبل المراقبين والمحللين إذا لم تمض أيام علي تصريحات وزير الداخلية بعدم وجود مد شيعي وأعقبها بأيام تصريحات أكد فيها التزام شيعة مصر، فضلاً عن أن المتهمين ليس من بينهم شيعي واحد. ويري المجلس وفقاً للبيان أنه لا يمكن قراءة الإعلان بعيداً عن تصريحات الرئيس مبارك التي قال فيها إنه باتت لمصر حدود مع إيران بوجود حماس في فلسطين. وليس بعيداً عن الجهود الحثيثة لاستبدال الصراع العربي الإسلامي الصهيوني بصراع سني شيعي والتخديم علي ذلك بطرح ديني وسياسي وإعلامي وتأكيدات قيادات الجماعة الإسلامية في الأيام الماضية برضائهم التام عن كامب ديفيد في الوقت الذي يشن موقعهم هجوماً ضد الشيعة في إطار حملات الحض علي الكراهية الممولة سعودياً والمتخطية لمصر الرسمية. ولم يكن المجلس الأعلي لرعاية آل البيت الناقد الوحيد فقد اتهم د. رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات جهاز أمن الدولة بتلفيق تهم الانتماء لحزب الله إلي مجموعة الشباب الذين ألقي القبض عليهم في ديسمبرالماضي، ووصف الواقعة ب«الفبركة الأمنية والسياسية» لتصفية حسابات قديمة مع حزب الله وزعيمه حسن نصر الله، الذي حرض الجيش المصري علي النظام أثناء الحرب علي غزة. وأكد رفعت أن النظام المصري ينفذ أجندة صهيونية في تلفيق الاتهامات الخاصة بتبني الفكر الشيعي لأي شخص، تنفيذاً للاتفاقية التي ابرمتها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية والخاصة بمنع تهريب السلاح للفلسطينيين، ليثبت النظام المصري لإسرائيل وأمريكا بأنه يمنع تهريب أي أسلحة لفلسطين، ويؤكد ولاءه لليهود والأمريكان. ولفت إلي أن المتهمين يريدون مساندة المقاومة الفلسطينية وليس من بينهم شيعي مصري. وطالب رفعت بالإفراج الفوري عن هؤلاء الشباب وتبرأتهم لعدم وجود أدلة إدانة حقيقية، مشيراً إلي أن مساندتهم للقضية الفلسطينية أمر يستحقون عليه وسام الجمهورية والشجاعة، وليس السجن.