أمرت نيابة أمن الدولة أمس بحبس 9 من المتهمين فى قضية تنظيم حزب الله اللبنانى لمدة 15 يوما، تبدأ بعد إلغاء قرار وزير الداخلية باعتقالهم، ومن المقرر أن تشرع النيابة فى التحقيق مع باقى المتهمين خلال الساعات القليلة المقبلة. ذلك فيما وصف محللون لبنانيون اتهامات القاهرة لحزب الله بالضلوع فى التخطيط لأعمال إرهابية فى مصر بأنه نوع من «التهويل غير المبرر»، مرجعين القضية لأسباب سياسية تعود إلى الخلافات العربية. وفى تصريح ل«الشروق»، قال مصطفى الحاج، نائب رئيس المكتب السياسى لحزب الله: إن «بيانا حزبيا» سيتم إعلانه، يتضمن ردا «قاطعا» على الاتهامات المصرية. وحسب مصادر أمنية مصرية فقد كشفت التحقيقات عن أن بعض المتهمين مسجلون تزوير، وسبق الحكم عليهم فى قضايا جنائية، واقتصر دورهم على تزوير بطاقات شخصية وجوازات سفر، ولم يكونوا على علم بأنه سيتم استخدام البطاقات المزورة فى نشاط إرهابى. وادعت المصادر الأمنية نفسها أن بعض المتهمين اعترفوا بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قام بتكليفهم عن طريق «مسئول وحدة دول الطوق» بتنفيذ عمليات إرهابية فى مصر، فيما قرر عدد آخر من المتهمين بأنه لم يكن لديهم علم بأن التنظيم الذى ينتمون إليه هو امتداد حركى لحزب الله. بينما اعتبر رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين منتصر الزيات أن القضية تأتى فى إطار توترات متبادلة بين حزب الله بلبنان وبين الحكومة المصرية، وأن إبقاء المتهمين لمدة خمسة أشهر معتقلين بمقار مباحث أمن الدولة يعنى أنه لا توجد أدلة ضدهم وأن الأمن تعمد اصطناع أدلة ضدهم. أما أهالى المتهمين فى القضية فأصروا على أن الاتهامات التى وجهها الأمن إلى ذويهم غير صحيحة، وقالوا ل«الشروق»: إنهم لم يتمكنوا من مقابلة المسئولين الأمنيين ليعرفوا الأسباب وراء اعتقال شباب يعملون فى مصانع الطوب، وتلفيق تهم باطلة لهم. فيما شن الذراع الإعلامية لحزب الله هجوما على الحكومة المصرية، معتبرا «أن سياسة مصر بهذه الاتهامات هى الهروب للأمام من باب التنفيس جراء عزلتها العربية، وتأكيدا لصوابية موقفها بعزل غزة». وفى تصريح ل«الشروق»، قال المحلل السياسى اللبنانى، قاسم قصير: إن الاتهامات المصرية تنطوى على «تهويل وتضخيم كبير»، وأكد أن حزب الله لديه قرار صارم بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية ويركز عمله داخل لبنان. ويعيد قصير القضية لأسباب سياسية، حيث إن «القاهرة منزعجة من الدور الإيرانى والقطرى فى المنطقة، وتشعر بأن أوضاع المنطقة يتم ترتيبها بعيدا عنها، خاصة بعد بوادر الانفتاح الأمريكى على سوريا وإيران». أما المحلل السياسى اللبنانى سليمان تقى الدين فيرى أنه ربما يتعلق الأمر بتورط المخابرات الإيرانية فى عملية لتهريب أسلحة إلى غزة، ولكنه استبعد تورط حزب الله فى هذا الأمر.