كلما تجولت في معبد الأقصر.. أجد نفسي مشدودا مبهورا بما حققه الاجداد.. وأسأل نفسي هل صنعنا مثلما صنعوا.. هل شيدنا مثلما شيدوا.. وإذا كنا لم نفعل لاهذا ولاذاك فهل حافظنا علي ماتركوه لنا من حضارة ، للأسف من حكمونا وتولوا أمرنا فرطوا في بعض الآثار التي لاتقدربثمن الشاهد علي ذلك المسلة التي تقف علي باب بهو الاعمدة في مبعد الاقصر وعلي الجانب الآخر قاعدة المسلة الثانية التي انترعت من مكانهاواهداها محمد علي والي مصر إلي فرنسا لتزين بها ميدان الكونكورد في باريس.. ويقال أن محمد علي حصل علي ساعة هدية مقابل هذه المسلة! جالت هذه الافكار بخاطري. وأنا اتجول بصحبة الدكتور سمير فرج الذي كان يتابع الاستعدادات النهائية لحفل قرعة كأس العالم للناشئين التي تنظمها مصر في سبتمر القادم.. سألت الدكتور سمير هل انت خائف. قال بعفوية مرعوب.. لأن عيون العالم كله ستكون علي مصر هذه الليلة ولكن بداخلي إحساس اننا سننجح وكلي ثقة بأن الله لن يضيع المجهود الذي بذلته اللجنة المنظمة طوال الفترة الماضية. قلت له. لأول مرة أشعر بأننافكرنا «صح» واستثمرنا «صح» والتحية والاشادة لمن فكر في اقامة حفل «القرعة» في هذا المكان الذي لامثيل له في العالم.. في المساء كان معبد الاقصر أشبه بقطعة من عالم الاساطير ..الاضواء تضفي علي المكان الساحر مزيدا من السحر والخيال.. الضيوف يتوافدون.. وتستقبلهم مجموعة من الشباب والفتيات يرتدون زيا فرعونيا ألمح في وجوه الضيوف الاجانب والعرب السعادة بحسن الاستقبال.. والانبهار بروعة المكان.. مراسلو القنوات الفضائية يجرون لقاءات حية علي الهواء مباشرة مع مجموعة من المسئولين المصرييين مسئولي اللجنة المنظمة وعلي رأسهم المهندس هاني ابوريدة.. وعندماسمعت مراسل قناة دبي الرياضية يتحدث باعجاب وانبهار عن المكان ادركت أن النجاح قادم.. دخلنا إلي المكان المخصص لاجراء القرعة وكان نظام الجلوس هو كلمة السر رغم كثرة العدد.. وصعد الشاب المصري محمد عادل إمام ليقدم باللغات العربية والانجليزية والفرنسية أصحاب الكلمات.. محمد إمام كان مثار اعجاب الجميع بملامحه المصرية وهدوئه ونطقه السليم لكل لغة يتحدث بها.. وكانت كلمات رجال الاتحاد الدولي لكرة القدم« الفيفا» بمثابة شهادة نجاح للحفل.. حيث اشاد كل من جاك وارنر نائب رئيس الاتحاد الدولي بالحفل وروعة المكان.. وقال جن بروان رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الدولي جملة قصيرة نحن فخورون بأننا في الاقصر ونطقها باللغة العربية إذن تحقق النجاح.. واذن نحن قادرون- عندما تخلص النوايا- أن نفعل شيئا- ونقول للعالم اننا يمكن أن نتفوق والفضل للأجداد الذين تركوا لنا ما يساعدنا علي التفوق تركوا لنا كنوزا لاتقدر بثمن..ولكن للاسف لانعرف كيف نستغلها الاستغلال الأمثل. فإذا كانت آثار الاقصر وحدها تصب في خزانة الدولة مليار جنيه كل شهر.. فلماذا لانضاعف هذا الايراد مرات ومرات! وبالطبع لن تزيد الايرادات الا بالتسويق الجيد.. والسياحة اهم منتج يحتاج إلي وسائل مبتكرة في التسويق.. وجاءتنا الفرصة علي طبق من دهب. احتفالية رياضية يشاهدها العالم كله علي الهواء. فهل كنا نقيم هذه الاحتفالية في سوق العبور! لوكنت مسئولا لمنحت وساما لصاحب فكرة اقامة الاحتفالية في معبد الاقصر. تخيلوا أن هذه الاحتفالية كانت ستلغي قبل إقامتها بثمانية وأربعين ساعة و ذهبت شرطة السياحة وطلبت من المنظمين فك المعدات ونقلها من معبد الاقصر ولولا تدخل مسئول كبير في الدولة لكانت فضيحتنا بجلاجل! واقيمت الاحتفالية ونجحت نجاحا باهرا.. ومسح هذا النجاح صفر المونديال باستيكة! وأظن وليس كل الظن أنما ان البعض لايعنيه من بعيد أو قريب أن تنجح مصر! المهم والاهم في نظر هذا البعض ألا ينسب النجاح إلي فلان أو علان! المهم الكرسي وليذهب كل شيء بعده إلي الجحيم! وإذا كان النظام والانضباط داخل مكان الاحتفالية أحد عناصر النجاح.. فلابد أن أشير إلي الصورة التي كانت خارج المعبد.. الانضباط والالتزام كان واضحا خارج المعبد والشوارع المحيطة والفضل يرجع إلي مدير أمن الاقصر اللواء منصور الشناوي هذا الرجل وكل رجال شرطة الاقصر بذلوامجهودات جبارة من أجل نجاح الاحتفالية التزام وانضباط مروري.. جماهير الاقصر الغفيرة تقف خارج المعبد تهتف لمصر وللمسئولين عن تنظيم الاحتفالية.. ورغم ذلك غضب أحد المسئولين من هذه الاجراءات التي كانت احد عناصر نجاح الاحتفالية! وما دمنا نتحدث عن الجماهير فلابد أن يكون من حق جماهير الاقصر وأسوان وسوهاج وكل الصعيد مشاهدة مثل هذه الاحداث والمنافسات علي ارضها! من حق أهل الصعيد أن يكون لديهم استادات رياضية مثل الموجودة في القاهرة والاسكندرية وبورسعيد والسويس والتي ستقام منافسات بطولة العالم للشباب علي أرضها! لقد طالبت قبل بطولة الأمم الافريقية التي اقيمت في مصر عام 2006 بذلك وحرام أن تقام بطولات رياضية عالمية في مصرويحرم من مشاهدتها أهلنا في الصعيد. انني اتوجه إلي كل المسئولين في الدولة واطالبهم بأن يكون لمدن الصعيد نصيب من هذه الاستادات.. وقد أوضحت هتافات أهالي الاقصر حبهم وعشقهم لرياضة كرة القدم فلماذا نحرم هذه الجماهير من مشاهدة مباريات كرة القدم داخل مدنهم! يادكتور سمير فرج أنا واثق أنك قادر علي تحقيق حلم أهل الأقصر في هذا المجال.. أعقلها وتوكل.