هل انتهت اسطورة اندية البترول؟ سؤال طرح نفسه علي الساحة في الايام الاخيرة في اعقاب تفجر ثورة 25 يناير وبدء رحلة الاصلاح وعلاج اخطاء المسئولين التي اهدرت ملايين الجنيهات في امور غير لائقة بعيدا عن أصحابها.. المعروف ان سامح فهمي وزير البترول السابق احد اهم رموز النظام السابق هو صاحب فكرة ارتباط قطاع البترول بتأسيس الفرق الكروية ومنحها ميزانيات مالية ضخمة في الاعوام الاثني عشر الماضية لشغلها عن فساد الوزارة.. ويملك البترول حاليا 4 فرق هي انبي وبتروجت اللذان يشاركان في بطولة الدوري الممتاز، وجاسكو وبترول اسيوط في دوري القسم الثاني المؤهل الي الدوري الممتاز في الموسم المقبل.. وتشير سجلات اتحاد الكرة الي ان الاندية الاربعة تنفق سنويا وعن الموسم الكروي 2010-2011 نحو 82,3 مليون جنيه مستحقات مالية سنوية لنحو 97 لاعبا مقيدون في قوائم الفرق الاربعة في المسابقتين الدوري الممتاز ودوري القسم الثاني، هذا بالاضافة الي المستحقات المالية الخاصة بالاجهزة الفنية والإدارية التي تدير شئون الفرق الأربعة رغم عدم تحقيق هذه الأندية لبطولات مميزة. مع الأخذ في الاعتبار عنصر آخر وهو أن الأندية الأربعة كانت الابرز في معدلات الانفاق خلال فترة الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم الحالي، فإنبي انفق اكثر من 15 مليون جنيه لشراء كل من: وليد سليمان ومحمد شعبان وعمرو الحلواني ومحمد أبوالعلا وعبدالظاهر السقا، وانفق بتروجت مع حلمي طولان المدير الفني اكثر من 10 ملايين جنية حتي الآن لضم العديد من اللاعبين ابرزهم شريف حازم واسلام فؤاد وعمرو سماكة، حتي جاسكو الذي يتولي تدريبه حاليا علاء ميهوب المدرب العام السابق للاهلي كان اكبر الانفاق المالي بين فرق دوري المظاليم وضم العديد من اللاعبين اصحاب الاسماء المعروفة مثل عمرو الفيومي من الاسماعيلي وسيد مسعد من الزمالك ووائل القباني وعلاء ابراهيم من المصرية للاتصالات.. وحول مشروعية استمرار الوضع الحالي في المستقبل، توجهنا بالسؤال الي محمد عبيد خبير لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم وصاحب قنبلة المادة 18 في العام الماضي، والذي قال سريعا: وجود فريقين للبترول هما انبي وبتروجت في بطولة الدوري الممتاز أمر مخالف عندما نقرر تطبيق نظام الاحتراف، مصر مطلوب منها تطبيق دوري المحترفين في موسم 2012-2013، واعتبارا من ذلك الموسم لايجب مخالفة بنود دوري المحترفين وهو يعني الا يكون هناك فريقان يرجعان الي قطاع او مالك واحد والمعروف ان انبي وبتروجت ناديان يتبعان وزارة البترول وبالتالي وحفاظا علي الشفافية يجب ان يكون هناك ناد واحد منهم في دوري المحترفين.. وعن مدي الغاء النشاط الكروي في ايا من الاندية الأربعة من عدمه قال : من الممكن استمرار الاندية الاربعة في المسابقات الكروية ولكن بشروط ابرزها انه اذا كان انبي مستمرا في بطولة الدوري الممتاز، وصعد اي من بتروجت او جاسكو او بترول اسيوط للدوري عبر القسم الثاني لايجب ان يشارك في الدوري طالما كان انبي موجودا، وتابع بالقول: علي سبيل المثال هناك فريقا يدعي ريال مدريدbوهو الفريق الثاني للريال يلعب في دوري القسم الثاني في اسبانيا، ولو فاز ببطولة القسم الثاني ليس من حقه ان يشارك في الليجا، لأن هناك ريال مدريد موجود في الفئة الممتازة، وهذا أمر معروف في العالم بأسره والاتحاد الدولي يحرص علي تطبيقه بكل صرامة.. وعن لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم يقول خبير اللوائح: هناك المادة 18 التي تمنع ان يتواجد فريقان في مسابقة واحدة ينتميان الي كيان واحد، ويجري تطبيقها في سائر انحاء العالم، ولكن في مصر كلما جري تصعيد الشكوي من قبل نادي متضرر الي الفيفا او المحكمة الرياضية الدولية يجري الضغط عليه للتنازل عن شكواه وهو امر تكرر في العامين الماضيين مع أكثر من ناد.