ذكرت جريدة «الأهرام» 22 فبراير الثورية جداً هذه الأيام! من أسرار منتجعات «مارينا العلمين» أن الهواء النقي الذي تنسجه وزراء مصر ومحاسيبهم برعاية النظام السابق قد ضيع علي الدولة مبلغ 3 مليارات جنيه هي فروق أسعار الفيللات الخاصة المخصصة للوزارء وأصحاب النفوذ في منطقة «لسان الوزراء» هكذا اسمه! وقد بنت الدولة بأموالها فيللات وقصوراً خصصت بالكامل لكي يستولي عليها الوزراء والمحاسيب بالتخصيص! أي بدون أن يجري عليها أي نوع من المزايدة طبقا للقانون! وحتي يتيسر لهؤلاء «المحتاجين» تملكها بتراب الفلوس!، تطبيقا لمبدأ انحياز النظام السابق للفقراء! وحتي يتحول «لسان الوزراء والمحاسيب» إلي منطقة مغلقة علي أصحابها! كان لابد أن يكون شاطئ البحر الذي وهبه الله للناس لمالك واحد هو نجل «بيرقدار» النظام أشرف محمد صفوت الشريف، لكي يجعله شاطئا خاصا باشتراكات سنوية تجدد حتي يتسني له أرباحا سنوية صافية 32 مليون جنيه! فعلي من يحب أن يتمتع بهذه «العضوية الفاخرة» أن يدفع سنويا 300 جنيه في كل عام!، وحتي يمكن حصار ملايين شعب مصر في بعض الشواطئ العامة، أو في شريط الدلتا المسكون الذي ضاق علي السكان لولا بعض الهجرة! وهكذا ضمن النظام الفاسد «قاعدة عريضة» ليست شعبية طبعا من المسئولين المشاركين في أوزار النظام وفيالق المنتفعين بالنظام! الذي أتصوره وكأنه لم يكن «عزبة» فقط بل حضانة خاصة داخلية رأي النظام أن يرعي فيها كل من اتصل به بصلة فتبرز لكل فرد فيه حتي الصغار كل استثناءات ومخصصات العيشة الهنية من ساعة اليقظة إلي ساعة النوم، ولكل وزير في «الحضانة» مرتبه الرسمي الذي يتقاضي فوقه آلاف الجنيهات من ميزانية رئاسة النظام الفاسد بحيث لايعرف في أي يوم عوزا أو حاجة مما يعرفه الملايين من المصريين الذين لايجوعون فقط، بل وتفترسهم أمراض شتي مما لم يكن الشعب المصري يعرفها من قبل! أما المحاسيب فقد أفردت لهم مساحات أراضي مصر كلها فاستباحوها بموالسة كل الذين بيدهم التوقيعات والاختام، ولم يكن يمكن لاحد من هؤلاء مهما كان شرفه أن يمتنع أو يتمنع! وإلا وجد نفسه مطاحا به بعيدا عن مثل هذه «المواقع الحرام»! وفي حضانة النظام الفاسد جراج كبير استقرت فيه سيارات فارهة لكل مسئول واحدة يركبها من البيت للمكتب وما بينهما من المشاوير وحتي العودة، يصاحبها سيارات الحراسة الخاصة من إبداعات وزير الداخلية السابق العادلي وبعض الموتوسيكلات التي تصفر لاخلاء الطرق! ولابد من سيارة اضافية ليست فارهة للخضار وانتقالات الأولاد والمدام، أما كبير الوزراء «النظيف» فكم عذب الناس علي محور 26 يوليو لساعات يوميا حتي تمر سيارته وسيارات وموتوسيكلات حراسته وليذهب الشعب إلي الجحيم! وهكذا كان وزراء النظام وكبيرهم يعيشون مجانا! حتي إذا جاء وقت الصيف انطلقت مواكبهم بهم والعيال وعيلة العائلة إلي «اللسان» الماريني في العلمين بعيدا عن قيظ وهواء العاصمة الخانق! بل كان في هؤلاء المسئولين له سيارات كانت تنطلق من القاهرة يستقلها ضابط شرطة تحمل نوع الزبادي الذي يفضله صاحبنا علي باعة زبادي كل مصر! وهو ما ذكره الأهرام بعد أن أصبح ثوريا جدا وقد اندلعت الثورة! وفيللات «لسان مارينا» الوزراء كانت حضانة النظام تتيحها لهم وهي تعلم أن بعضهم باعها بعد أيام فحقق ربحا خياليا تناوله أحد زملائنا الراحلين في عمود صحفي له بجريدة «الوفد» وأيامها عقب الوزير علي الزميل الراحل فلم ينكر الواقعة لكنه قال في عتابه التليفوني: «واشمعني أنا.. ما كلهم باعوا»! وهل سمعتم عن «جمبري الوزراء» الذي تخصص في إهدائه لهم خلال الصيف بائع للأسماك تناولت سيرته منذ أعوام وكنت قد توقفت عنده وكان الرجل لطيفا فباح لي بحكاية «جمبري الوزراء» وما دعاني إلي تأمل أسماء الذين حصلوا علي فيللات اللسان أن أي واحد منهم لم يكتف بتخصيص فيلا له! بل حجز بالتخصيص برضه فيللا لكل واحد من أولاده وواحدة باسم المدام! حتي لا يختلف العيال بعد رحيله إن شاء الله فتكون الفيللا لو كانت واحدة تركها مثار نزاع بين الأخوة! وعندما تنفجر الصحف والمجلات المصرية ثورية وغير ثورية بأسرار وفضائح حضانة النظام الفاسد ستكون لدينا ولاشك حسبة طويلة عريضة لما دفعه الشعب وتكلفه من دمائه لاعالة عناصر حضانة النظام ورأس النظام وعائلته «المنحازة للفقراء ومحدودي الدخل» كما كان يتسلي بنا في كل خطاب!