وهى العلاقة التى أثير حولها الكثير من علامات الاستفهام فهو كان كلمة السر لتخليص المصالح وإمهار الأوراق بتوقيع الوزير داخل الوزارة، لتتضخم ثروته خلال سنوات قليلة بعد ان يقضى حياته شأن صغار الموظفين.. إنه رجل كل العصور واسطورة الفساد التى لا تموت! راتبه داخل هذه وزارة الثقافة كان 250 جنيها فقط لكن ثروته وصلت إلى أكثر من 3 ملايين جنيه فى التسعينيات وهو مبلغ ضخم وقتها جعله يحمل لقب مليونير بالأموال الحرام، وهو ما جعل الأجهزة الرقابية تنتبه إليه لتنجح فى ضبطه متلبسا بوساطته فى قضية رشوة محافظ الجيزة فى هذا الوقت ورجل اعمال يدعى عمرو خليفة وتوسط المشهلاتى جاء لإنهاء إجراءات تخصيص 130 فدانا بطريق مصر - إسكندرية الصحراوى وعلى إثر هذه القضية وجهت له النيابة تهمة استغلال النفوذ والكسب غير المشروع خلال عمله بهذه الوزارة والتى بدورها قدمت مستندات تثبت أن مجموع ما حصل عليه من رواتب ومكافآت خلال عمله لم تتعد 51 ألف جنيه. قال فى تحقيقات النيابة إنه عمل على جلب إعلانات لبعض الصحف الخاصة وأنه مستشار لعدة رجال أعمال كبار مثل حسن راتب وأشرف صبرى وقدم شهادات تفيد ذلك للمحقق ولكن أقوال حسن راتب جاءت صفعة على وجهه وقال إنه منحه الشهادة نتيجة لإلحاح شديد كى يضمها لسيرته الذاتية، وهو ما يؤكد اعتياده على خداع رجال الأعمال الذين وثقوا فيه، حسن راتب أضاف فى التحقيقات أنه لم يعطه أى مبالغ مالية وجاءت أقوال رجل الأعمال أشرف صبرى فى نفس السياق حيث قال إنه أعطاه بعض الإعلانات عن مشروع «العزيزية» بلغت 80 ألف جنيه فقط وقدم كذلك مسئولو الصحف الصغيرة التى ذكرها ما يفيد أنه لم يتقاض منهم - مجتمعين - سوى 217 ألف جنيه، ولأن جرائمه لا تنتهى فقد اكتشفت النيابة واقعة رشوة واستغلال نفوذ أخرى اضيفت إلى ملفه الاسود حيث تقاضاها من رجل اعمال يدعى ممدوح الجوهرى لتوصيل الكهرباء لمزرعته بالطريق الصحراوى. المدهش وكعادته دائما فقد زج المشهلاتى باسم الدكتور على حسن رئيس هيئة الآثار السابق فى القضية رواح يقول فى تحقيقات النيابة إنه توسط لديه للتوقيع على أوراق تفيد خلو الأرض من الآثار إلا ان رئيس هيئة الآثار السابق أثبت أن المسئول عن هذه الأوراق هو مسئول الآثار بالهرم. عقب خروج محافظ الجيزة من السجن وفى محاولة لاسترداد اسمه وسمعته التى شوهها هذا الشخص سارع محافظ الجيزة الأسبق بالتقدم ببلاغ للنائب العام، مطالبا بالتحقيق مع المشهلاتى لقيامه باستغلال النفوذ وكذلك لاستغلال أسماء وزراء ومسئولين كبار فى النصب على ضحاياه! وتضمن البلاغ وقائع نصب ونص تسجيلات صوتية دارت بين المشهلاتى وعدد من الوزراء وضحاياه أكد فيها أنه على صلة قوية بالوزراء ولفق وقائع من الخيال للنصب على الضحايا وعدهم بالتوسط لدى الوزراء لإنهاء مصالح خاصة مقابل مبالغ مالية. وقال محافظ الجيزة الأسبق فى بلاغه انه من أبرز وقائع الاحتيال أن المشهلاتى نصب على رجل الأعمال عمرو أنور حليقة واستغل اسم اللواء مصطفى شنيشن مدير أمن القليوبية السابق، حيث قال حليقة فى التحقيقات إنه تعرف عليه مع بداية عام 1995 وتواعدا على اللقاء بمديرية أمن القليوبية لمساعدته فى نزاع على قطعة أرض بزمام مركز بنها وهناك التقى به وحليقة باللواء مصطفى شنيشن مدير الأمن وبعض الضباط بمركز بنها، ولاحظ حليقة من خلال هذه اللقاءات أن لهذا المتهم نفوذاً خطيرا،ً وذكر حليقة أنه بعد أن حسم هذا النزاع لصالحه طلب منه مبالغ مالية لشراء حلى ذهبية لهؤلاء فأعطاه 2500 جنيه كهدايا للضباط و30 ألف جنيه كهدايا لمدير الأمن. قال حليقة فى التحقيقات إن المشهلاتى طلب منه مبلغ 20 ألف جنيه لإعطائها إلى الدكتور على حسن رئيس هيئة الآثار مقابل إنهاء موافقة هيئة الآثار على إقامة المشروع السياحى على الأرض السابق تخصيصها له من محافظة الجيزة فى عهد الدكتور عبدالرحيم شحاتة وقد طلب هذا المبلغ بعد أن هيأ له لقاءً برئيس الهيئة فى مكتبه ووعدهما بإصدار الموافقة. أكد حليقة أنه حدد له لقاء مع الدكتور علاء بندق وكيل أول وزارة الزراعة المشرف على مكتب الوزير، وذلك لمتابعة الإجراءات الخاصة بموضوع الأرض السابق تخصيصها له من قبل محافظ الجيزة فى عهد الدكتور عبدالرحيم شحاتة وقدم المشهلاتى ل«بندق» فى لقاء آخر بعض الأحذية والملابس والأشرطة التى طلبها، وذكر حليقة أن الدكتور علاء كلف هيئة التعمير التابعة لوزارة الزراعة بإرسال خطابها المؤرخ فى 23 مايو 1998 إلى محافظة الجيزة. أكد البلاغ مطالبته لرجل الأعمال أشرف صبرى بأن ينشر إعلاناً عن شركاته فى جريدة الأهرام، وقال صبرى فى التحقيقات إنه بالفعل سلمه شيكاً بمبلغ 30 ألف جنيه وأكد أنه أبلغه بأنه سلم الصحفى مبلغ 15 ألف جنيه بمنزله فى الزمالك إلا أن الصحفى أنكر صحة الواقعة فى تحقيقات نيابة أمن الدولة. واستغل المشهلاتى اسم الدكتور يوسف والى حيث تبين من تفريغ المكالمات التليفونية أنه فى المكالمة رقم «88» طلب الدكتور حسن راتب رجل الأعمال ورئيس المجلس الاستشارى للاستثمار بمحافظة الجيزة على الهاتف، وتحدث معه بشأن موضوع خاص بالدكتور راتب ومعوض على بوزارة الزراعة، وأفهم المشهلاتى راتب فى الهاتف أنه التقى الدكتور يوسف والى وتكلم معه بشأن الموضوع لتذليل العقبات التى قد تعترضه. مكالمة أخرى بين المشهلاتى وسيدة تدعى «منى» وخلالها وعدها بأنه تحدث مع الوزير بشأنها وعندما تم سؤاله حول تلك المكالمة قال إن منى هذه راقصة مشهورة وكان يريد إقامة علاقة معها وتوسط لها عند الوزير ورئيس قطاع المسرح لعمل مسرحية لها. وكشف محافظ الجيزة الأسبق أن ملف التحقيقات فى القضية التى ورطه فيها المشهلاتى جاءت به مكالمات تليفونية بينه والكاتب الصحفى سمير رجب وأيضاً مسئولين كبار وقال إن هذه المكالمات لم تأذن النيابة بتفريغها رغم أن رجال هيئة الرقابة الإدارية أكدوا أن بها وقائع استغلال نفوذ. الغريب ان المشهلاتى عقب خروجه من السجن عاد للظهور وسط الطبقة الراقية وأعلن ترشيح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب بعد ثورة 25 يناير فى بجاحة يحسد عليها حيث انه دائم التقرب إلى رجال السلطة فى أى زمان ويكفى ظهوره فى صورة شهيرة مع العقيد أحمد محمد على المتحدث العسكرى فى إحدى الحفلات والتحدث باسم اهالى بلدته، حيث طالب المشير عبدالفتاح السيسى بالترشح لانتخابات الرئاسة نيابة عن اهالى بلدته وهم أبرياء من التحدث باسمهم. ملف المشهلاتى متخم بالفضائح وعلاقته بفنانة شهيرة وتوريطه لزوجته السابقة معه فى قضية محافظ الجيزة الأسبق كذلك الأوراق التى قدمها بأسماء الصحف إلى الوزراء للحصول على إعلانات وغيرها العديد من الكوارث تمتلكها «صوت الأمة» ومازال الملف مفتوحا. نشر بعدد 688 بتاريخ 17/2/2014