· الإصلاح الكنسي ضرورة عصرية ضد دعاة تأليه الأشخاص قضية الإصلاح الكنسي شغلت مساحات كبيرة في وسائل الإعلام علي اختلاف اشكالها وأنواعها في الآوانة الأخيرة وتباينت الآراء حولها بين مؤيد ومعارض بل تباينت درجات التأييد والمعارضة بين القبول والتطرف. جاك عطا لله المعروف باسم فيلسوف أقباط المهجر يرصد واقع التيارين «المؤيد والمعارض» واتساع الهوة بينهما بشكل كبير فيقول : بينما يقبل بعض الكتاب والمفكرين فكرة الإصلاح الكنسي يعتبرها آخرون مجرد الكلام فيها كفر ومعصية للرب ووسيلة لتمزيق وحدة الكنيسة. ويري أن المطالبين بالإصلاح ليسوا علي نفس الدرجة من الاتفاق في تنفيذ الكثير فتتراوح رؤاهم بين الاعتدال والوسطية مثل نادر فوزي وبين اختصام الكنيسة كجماعات الإصلاح العلمانية. أما الرافضون لأي مناقشة بشأن الإصلاح واعتبار مجرد مناقشته يخرج القبطي من ملته فهم يؤمنون بعبادة الأشخاص وتأليههم وتقديسهم دون سند انجيلي، وقال جاك إنه ذهل حين تناقش مع بعض الرافضين وسمع منه عبارات مثل «فلان ملهم من الروح القدس ولا يخطئ، رغم أن فلانا هذا مهما علت رتبته له أب اعتراف، ويخطي كغيره من البشر، وبنص الانجيل «لا عصمة لأحد مهما علت الرتبة والجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله». وتساءل جاك: هل نحتاج لإصلاح في كنيستنا التي يصل عمرها 1000 عام وأسسها المسيح بنفسه؟ وتابع: إذا كانت الإجابة بالنفي فلا داعي للحديث إما إذا كانت ب «نعم» فعلينا أن نطرح عدة أسئلة حول نوعية الإصلاح وحجمه؟، والمنوط به؟ ومدي مساهمة الشعب في تحديد حجمه ونوعيته والمدة الزمنية المطلوبة له فالقضية خطيرة تحتاج طرح رؤي جميع النشطاء الأقباط الذين يدعون جميعهم أنهم في خدمة الأقباط بخلاف الحقيقة. وقال: إن مسيحيي الشرق عموما ومصر خصوصا باعتبارها تضم أكبر أقلية مسيحية في الشرق يتعرضون لهجوم وحشي مدعوم من دول مسلمة عديدة وهنا يأتي السؤال: ماذا فعل المسيحيون عموما والأقباط خصوصا لمجابهة هذه المؤامرة الإبادية الواضحة؟ علي أي حال - والكلام لجاك - فإن المقاومة تقع علي عاتق 3 جهات أولها الشعب القبطي ذاته بما فيهم أقباط المهجر وما يمتلكونه من وسائل إعلام ومؤسسات وأنشطة، وثانيها الكنائس والأديرة والمشروعات الخيرية وأشخاص الاكليروس من بابا ومجمع مقدس واساقفة ورهبان، وثالثها العقيدة المسيحية وتاريخ الكنيسة. فبالنسبة للشعب القبطي وجدنا خطوات خجولة لتقوية الجسم القبطي داخليا وخارجيا ومنحه مناعة ضد هذه الحرب الإبادية، وهي خطوات لا تتناسب مع حجم ووسائل تلك الإبادة والكارثة تكون أكبر في ظل غياب عقل جماعي وخطط بعيدة ومتوسطة الأجل لمواجهة تلك الهجمة. وبالنسبة للكنائس والأديرة وأشخاص المجمع المقدس والاكليروس فأري أنه نظام يحتاج لإصلاحات إدارية عديدة معظمها عاجل، فلا نريد بعد وفاة البابا شنودة العود إلي تجربة الثلاثينيات والاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي عندما تولي بعض الأساقفة لا تتفق عليهم الأمة القبطية وهو ما نتج عنه كوارث منها خطف إرهابيين لأحد الباباوات لأنه ترك لمساعده المسمي «ملك» كل المقاليد ومنحه حق اختيار الاساقفة والكهنة فضلا عما شهدته تلك الحقبة من مفاسد في شراء بعض الرتب الكهنوتية والمحرمة حسب «الدسقولية». هذا الواقع الأسود والذي قاومه البابا شنودة وقبله البابا كيرلس السادس - والكلام مازال لجاك - تسبب في انشقاقات الكنيسة القبطية وتزايد عدد تاركيها، وهو ما يعني سرعة إصدار القوانين المنظمة لترشيح وانتخاب من يخضعون للقرعة الهيكلية في جدية البابا شنودة وليس منطقيا أن يعارض البابا شنودة «أبو الاصلاح» أي اصلاح يطلبه الأقباط خاصة أنه كتب - عندما كان راهبا وعندما كان علمانيا -مناديا بضرورة الإصلاح الكنسي في مقالات موجودة بارشيف مجلة مدارس الأحد. وأوضح جاك أن الاصلاح المطلوب إداري في معظمه ويتعلق بكيفية اختيار البابا المقبل ومن سيرشحه فالعدد الحالي للاختيار يحتاج إلي تنقيح وتوسيع، وهناك جزء من الإصلاح يتعلق بالجانب الروحي ويختص بالعودة إلي ترشيح رهبان فقط وليس أساقفة ولو عامين حتي لا يأتي لنا أحدهم فوق ظهر دبابة إسلامية بقيادة عقيدة مسلم من الأمن العام للاجهاز علي كل عناصر المجتمع القبطي الثلاثة السابق ذكرها ولذا لن يغفر الأقباط لكل من يرفض تقوية مناعتهم الذاتية بالإصلاح لأن المسيح عليه السلام قال «من لا يبني معي فهو يفرق». وأري - والكلام لجاك - أن أكبر معروف نفعله لاجيالنا القادمة هو المناقشة الحرة والاختيار الموفق للوسائل التي تلائم العصر فضلا عن التعامل الحازم مع الخطة الإبادية الواضحة ضد الأقباط وعقيدتهم.