مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    للحجاج.. تعرف على سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    أسعار اللحوم والدواجن والأسماك في الأسواق المحلية اليوم 17 يونيو    البيت الأبيض يفسر سبب «تجمد بايدن» خلال حفل للمانحين في لوس أنجلوس    أربع هزات أرضية في جورجيا في يوم واحد    شهيدان و13 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الزرقا شمال مدينة غزة    ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم الإثنين    جوميز يستقر على حارس مرمى الزمالك أمام المصري البورسعيدي    منافسة إنجليزية شرسة لضم مهاجم إفريقي    منتخب بلجيكا يستهل مشواره في يورو 2024 بمواجهة سلوفاكيا الليلة    ما مصير «جمرات» أيام التشريق الثلاثة بعد رميها أثناء تأدية فريضة الحج؟    تحريات لكشف غموض العثور على جثة ملفوفة بسجادة فى البدرشين    مُسن يتهم زوجته وأبناءه بالاعتداء عليه وإشعال النار بشقته فى الوراق    وفاة الحالة السادسة من حجاج الفيوم بالأراضي المقدسة    ببوست هيهز مصر، والد حسام حبيب يثير الجدل عن علاقة شيرين بابنه رغم خطبتها من آخر    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يحتفى بذكرى وفاة الشيخ الشعراوى اليوم    رامي صبري: «الناس بتقولي مكانك تكون رقم واحد»    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    دعاء فجر ثاني أيام عيد الأضحى.. صيغ مستحبة رددها في جوف الليل    البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    حلو الكلام.. يقول وداع    تقرير: الدول النووية أبقت على الكثير من الرؤوس الحربية النووية جاهزة للعمل    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    في أول أيام التشريق، لقطات تهز القلوب لامتلاء صحن المطاف (فيديو)    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    الصحة تُوجه نصائح مهمة للعائدين من الحج.. ماذا قالت؟    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    صفارات الإنذار تدوى فى كيبوتس نيريم بغلاف قطاع غزة    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    أسباب رفض «زيلينسكي» مقترح السلام الروسي الأخير    فوائد إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني.. تقلل انبعاثات الكربون    في ثاني أيام العيد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    خفر السواحل التركي يضبط 139 مهاجرا غير نظامي غربي البلاد    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    تعرف على حكام مباراتى الجونة والبنك الأهلى.. والإسماعيلى وإنبى    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص تحقيقات النيابة وقرار إحالة رئيس مباحث حلوان إلي محكمة الجنايات بتهمة تعذيب مواطن حتي الموت
محمد سعد خطاب يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 13 - 11 - 2010

حربنا ضد مخالفات وجرائم بعض رجال الشرطة لن تتوقف سنواصلها مهما كانت الضغوط سنواصل مطاردتهم وكشف جرائمهم ضد الإنسانية وفضح تورطهم في قضايا تعذيب دفع الأبرياء حياتهم ثمنها، حربنا ستتواصل ضد هؤلاء الذين تحولوا إلي " قتلة " للمواطنين وليس حماة لهم، اختاروا أن يكونوا " زبانية " يلطخون ثوب الشرطة بممارساتهم اللإنسانية التي يهدرون فيها أبسط قواعد الإنسانية، ويطأون بها القوانين بأقدامهم. لن نتورع عن كشف قضايا التعذيب التي حولت أقسام الشرطة إلي " سلخانات " تمارس فيها كافة صنوف التعذيب التي ترضي النوازع غير السوية في نفوس هؤلاء القتلة.. نكشف هذا العدد عن قضية التعذيب التي ارتكبها " ياسر الشناوي " رئيس مباحث حلوان الحالي عندما كان معاوناً للمباحث في قسم شرطة المعادي وتورط فيها بعض الضباط وأمناء الشرطة والجنود في قسم شرطة المعادي، الواقعة الجريمة ورغم وقوعها في عام 2003 إلا أنها لم يتم تحويلها لمحكمة الجنايات إلا منذ أيام قليلة ولا ندري لذلك سبباً واضحاً أو مشروعاً فهل المقصود من التأخير والتباطؤ في مثل هذه القضايا أن يكون الضحايا قد فقدوا الأمل في استرداد حقوقهم أم يكون المقصود هو اعطاء الفرصة للضغوط التي تمارس علي الضحايا لتؤتي ثمارها فيتنازلون عنها خوفاً ورهبة من استمرار البطش بهم وبذويهم؟ قبل أن نبدأ استعراض القضية نوجه الشكر للمستشار النائب العام عبد المجيد محمود الذي حرك القضية وأخرجها من "الغياهب" ورفع عنها ركام الرمال التي غطتها في الأدراج.
القضية التي تمت إحالتها لمحكمة الجنايات في 10 أكتوبر الماضي وتحدد لها أول جلسة في 28 نوفمبر الجاري، وحسب ما ورد بقرار الإحالة مقيدة برقم 11513 لسنة 2010 جنايات المعادي المقيدة برقم 1274 لسنة 2010 كلي جنوب القاهرة والمقيدة برقم 176 لسنة 2010 حصر تحقيق جنوب، اتهمت فيها النيابة كلا من: ياسر مصطفي الشناوي رائد شرطة ومعاون مباحث قسم شرطة المعادي سابقاً ورئيس مباحث حلوان حالياً. وأحمد محمد طه الشبراوي نقيب شرطة بإدارة تأمين المعادي. ووليد محمد أحمد سالم مندوب شرطة ثان بحث بوحدة مباحث قسم شرطة المعادي. وعبد النبي عبدالحميد عامر جندي أول بحث بقسم شرطة المعادي بوحدة البحث. ومحمد شعبان عبدالواحد جازية أمين شرطة بقسم شرطة المعادي. وياسر رمضان محمد المتولي أمين شرطة ثان بقسم شرطة المعادي. ومحمد حسن محمد خليفة جندي أول من قوة قسم شرطة المعادي. وزكريا شعبان رجب إمام عريف بقسم شرطة المعادي. لأنهم في الفترة من 18/8/2003 وحتي 22/8/2003 بدائرة قسم المعادي. المتهمون الأول والثالث والرابع قبضوا علي المجني عليه فتحي صالح شميس بدون أمر من أحد الحكام المختصين من الفترة ما بين 18/8/2003 حتي 22/8/2003 بأن احتجزوه وقيدوا حركته بوحدة مباحث قسم شرطة المعادي وقد صاحب ذلك تعذيبات بدنية بأن تعدوا عليه بالضرب بأيديهم وأرجلهم بأنحاء متفرقة من جسده فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية علي النحو المبين بالأوراق. والمتهمون جميعاً ضربوا المجني عليه عمداً بأن قيدوا حركته وكالوا له ضربتين بأداتين راضتين استقرت في رأسه ثم ركلوه بأرجلهم ولكموه بأيديهم بأنحاء متفرقة من جسده فأحدثوا به الاصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية ولم يقصدوا من ذلك قتلاً ولكنه أفضي إلي موته علي النحو المبين بالأوراق. وبناء عليه يكون المتهمون قد ارتكبوا الجناية المنصوص عليها في المواد 236/1، 280، 282/2 من قانون العقوبات. لذلك وبعد الاطلاع علي المادة 214 من قانون الاجراءات الجنائية المعدل بالقانون رقم 170 لسنة 1980 نأمر باحالة القضية إلي محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة لمعاقبة المتهمين طبقاً لمواد الاتهام سالفة البيان.
وحسب الوارد بقائمة أدلة الاثبات في القضية فإن الشاهد الأول وهو نفسه الضحية الذي توفي بعد ذلك نتيجة التعذيب، قال إنه تبلغ له من أهليته استدعاء المتهم الأول له فتوجه إليه بقسم شرطة المعادي لمعرفة مراده ولدي مقابلته له أمر كل من المتهمين الثالث والرابع بإيداعه بحجز القسم واستمرت فترة احتجازه من تاريخ 18/8/200/ حتي 22/8/2003 ظل خلالها سالفو الذكر يتعدون عليه بتعذيبات بدنية تارة بالأيدي والأرجل وآلات صلبة في رأسه وبالسوط وإطفاء السجائر بجسده تارة أخري حتي أنهكوا قواه وخر مغشياً عليه ولم يشعر بشيء سوي عقب افاقته بالمستشفي بجوار أهليته.
أما الشاهد الثاني وهو والد المجني عليه فقال إن نجله توجه لقسم شرطة المعادي عقب استدعاء المتهم الأول له وظل هناك طيلة أربعة أيام ولدي توجهه للقسم للاستفسار عن سبب تأخره وجده مستلقيا علي أحد الكراسي الخشبية ومغشياً عليه وينزف دما من فمه وبه العديد من الاصابات في أنحاء متفرقة من جسده وبعد اسعافه بالمستشفي قرر له أن كلا من المتهمين الأول والثالث والرابع هم من أحدثوا اصابته وأضاف أن حالته الصحية أخذت في التداعي حتي لقي مصرعه بعد مرور عام من التعدي عليه. أما الشهود الثالث والرابع والخامس وهم شقيقتا المجني عليه ووالدته فقد شهدوا بنفس المعلومات. أما الشاهد السادس "أشرف زكريا أحمد عيسي " فقال أنه كان ضمن المحجوزين المصاحبين للمجني عليه خلال فترة احتجازه وأنه رافقه للمديرية لانجاز باقي اجراءات المتابعة الجنائية وفي تلك الأثناء وقبيل وصولهم للقسم بدأت تظهر علي المجني عليه بعض التغيرات وارتفعت درجة حرارته وأخذ يهذي بعبارات غير مفهومة حتي إنه قضي حاجته وسط جميع المحجوزين بالسيارة واستمر ذلك إلي أن رقد بأرضية السيارة ولدي وصولهم أمر المتهم الثاني كل من المتهمين الخامس إلي الثامن بانزاله من السيارة وتعدوا عليه جميعاً بالضرب بالأيدي والأرجل ووضعوه علي كرسي خشبي ثم تعدي عليه المتهم الخامس بأداة حديدية " جردل " علي رأسه من الخلف حتي سقط أرضاً وأوقفوا تعديهم عليه عندما لاحظوا سكون المجني عليه بلا حراك. وقال الشاهد السابع " سعد علي أحمد " إنه كان ضمن المحجوزين بالقسم خلال فترة احتجاز المجني عليه وأنه أبصر كل من المتهمين الثاني والخامس والسادس والسابع والثامن خلال تعديهم علي المجني عليه بالضرب بالأيدي والأرجل في أنحاء متفرقة من جسده.
وبنفس الأقوال شهد الشاهد الثامن " عيدعلي إسماعيل "، والشاهد التاسع " سعد عبدالراضي محمد ".. أما الشاهد العاشر وهو " عماد الدين عبد الله " الطبيب الشرعي فقال أنه استخرج جثة المجني عليه وتبين له أنه كان يعاني من كدمات وسحجات وأنه تعرض لكدمة دماغية أدت إلي أوزيما بالمخ وارتشاحات، وأرجع سبب الوفاة إلي الضرب الذي تعرض له المجني عليه وما أحدثه من مضاعفات أسفرت عن الوفاة وأن علاقة سببية بين فعل الضرب والنتيجة المتمثلة في الوفاة وأنه يتصور علمياً حدوث تلك المضاعفات بعد يوم أو يومين من تلقي المجني عليه الكدمة، وأن ذلك التعدي ونتيجته يتفق والتصوير الوارد بمذكرة النيابة وشهود الواقعة.أما الشاهد الحادي عشر " مصطفي عبد الله عبد المقصود " طبيب بمصلحة الطب الشرعي فقال إنه رئيس اللجنة الثلاثية المشكلة لفحص حالة المجني عليه الاصابية. وأضاف أن الأخير قد تعرض لإصابة رضية أحدثت الاصابة الدماغية بالمخ وهي المسببة بصفة رئيسية للوفاة وأن أي من التصورين سواء ما شهد به المجني عليه وأهليته أو ما شهد به شهود الواقعة يتصور حدوث الوفاة من أي منهما منفردين أو مجتمعين بل وفي الحالة الأخيرة يعجل هذا بظهور المضاعفات التي تؤدي بالتالي للوفاة.
وتتلخص الواقعة في أن المجني عليه توجه من تلقاء نفسه إلي وحدة المباحث بقسم شرطة المعادي بناء علي استدعاء من الرائد ياسر الشناوي، إلا أنه ظل هناك أربعة أيام تعرض خلالها لصنوف التعذيب وتم تحرير محضر عدم حمل بطاقة ضده ثم عرض علي مديرية أمن القاهرة عدة مرات، كان يعود بعدها إلي القسم ليتلقي نصيبه اليومي من التعذيب علي الرائد ياسر وأمناء الشرطة معه بوحدة المباحث. إلي أن حدث أن المجني عليه وعند عودته من المديرية يوم 22/8/2003 أبلغ زملاءه في سيارة الترحيلات القوة المرافقة أن " فتحي " مريض وغير قادر علي الحركة ويهذي بكلمات غير مفهومة. لتبدأ هنا أكثر حلقات القضية تشابكاً حيث إن هناك شهودا يؤكدون أنه تعرض للضرب المبرح علي يد القوة المرافقة والملازم أحمد الشبراوي مما أدي إلي أن يسقط مغشياً عليه والدماء تسيل من فمه وأن أحد هؤلاء ضربه ب"جردل " علي رأسه من الخلف. واستدعي الملازم أحمد الشبراوي سيارة الاسعاف التي نقلته إلي المستشفي.
التشابك في القضية هو أن المجني عليه وأسرته وبعض الشهود أكدوا تعرضه للضرب والتعذيب علي يد الرائد ياسر الشناوي ومعه أمين الشرطة وليد عبد النبي. إلا أن الرائد ياسر نفي ذلك وتقدم ببعض الشهود كانوا محتجزين مع المجني عليه وشهدوا بأنه تعرض للضرب علي يد الملازم الشبراوي وقوة الترحيلات. وكشفت تحقيقات النيابة التي استمرت سنوات تبادلاً للاتهامات بين الرائد ياسر والملازم أحمد استعان كل منهما ببعض الشهود سواء من ضباط وأفراد القسم أو من أهل المجني عليه. وقال الأخير أن الرائد ياسر معروف عنه الاستعانة بشهود زور، مشيراً إلي واقعة سابقة مماثلة، كما قدم تقارير حقوقية تدينه بارتكاب قضايا تعذيب. فيما اعتبر الرائد ياسر أن زميله هو المسئول عن الاعتداءات بحق المجني عليه ونفي اتهامه معتبراً أن المجني عليه أراد من وراء ذلك ابعاده عنه، مشيراً إلي أنه مسجل خطر.
وقد ظل المجني عليه طريح الفراش يعاني من تداعيات التعذيب والضرب الذي تعرض له وأصيب بشلل رباعي وأعراض هذيان وأنه من طول ملازمته للفراش أصيب بقرحة الفراش. وأكد الأطباء الشرعيون أن هذه الأمراض جاءت نتيجة ما تعرض له وأن الوفاة كانت نتيجته النهائية. وعقب دفن المتوفي بعدة أيام تم استخراج الجثة وتشريحها لبيان أسباب الوفاة ولتحديد من المسئول عنها في ظل وجود تصورين لتعرضه للتعذيب : الأول علي يد الرائد ياسر ورجاله، والثاني علي يد الملازم أحمد ورجاله. وأياً كان الأمر فإن النتيجة واحدة وهي تعرض مواطن للتعذيب داخل أحد أقسام الشرطة مما أدي لوفاته متأثراً بما تعرض له.
كان هذا موجزا للقضية كما ورد بقرار الإحالة، إلا أن ما ورد بالتحقيقات التي استمرت نحو 7 أعوام يعطينا كافة تفاصيل الجريمة كما يكشف لنا كيف يتعامل هؤلاء " القتلة " مع المواطنين في أقسام الشرطة والنظرة الدونية التي ينظرون بها للمواطنين، مما يفضح صفحات سوداء يمتلئ بها كتاب الداخلية بأيدي الفاسدين والقتلة، مما يستلزم وقفة جادة وحازمة من اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية للقضاء علي هذه الممارسات تماماً.
التفاصيل المأساوية ننقلها حرفياً كما جاءت علي لسان أصحابها في التحقيقات سواء المجني عليه قبل وفاته أو أهله أو من كانوا معه في الحجز أو المتهمين من الضباط والجنود وأيضاً تقارير الأطباء الشرعيين.
البداية علي لسان فوزي صالح إبراهيم شميس والد الضحية الذي قدم البلاغ وقال فيه المحقق يوم 25/8/2003 :
ما هي تفصيلات شكواك؟
-اللي حصل أن يوم 18/8/2003 حضر إلي منزلي ثلاثة أفراد من مباحث قسم المعادي وكان معهم الضابط ياسر الشناوي وأخذوا ابني فتحي من البيت بحجة إنه هيتحري عنه وبعد كده يمشيه من القسم ولكن اللي حصل إن الضابط ياسر الشناوي بعد ما أخذ ابني للقسم ضربه ضربا مبرحا وأحدث به اصابات كثيرة في جسمه ولاقاه، إنه كان يفارق الحياة من التعدي بالضرب والتعذيب وضربه بالكرباج علي رأسه والكلام ده لمدة ثلاثة أيام في وحدة مباحث القسم ولما ابني تعب من كثرة الضرب والتعذيب في قسم المعادي اتصل بالاسعاف وحضرت الاسعاف للقسم وأخذوا ابني إلي مستشفي مبرة المعادي وبعد كده مستشفي مبرة المعادي قام بتحويله إلي مستشفي الحميات بحلوان وبعد كده مستشفي الحميات قام بتحويله إلي المستشفي العام بحلوان لسوء حالته الصحية من أثر الضرب والتعذيب ولاحتياجه لنقل دم وقام المستشفي العام بتحويله إلي مستشفي قصر العيني القديم لانقاذه من الاصابات البالغة اللي فيه وابني محجوز حتي الآن بمستشفي قصر العيني.
متي وأين حدث ذلك؟
الكلام ده حصل يوم 18/8/2003 حوالي الساعة 5 عصراً بمنزلي.
ما نوع الضرر الواقع عليك من ذلك؟
قيام الضابط ياسر الشناوي وبصحبته أفراد مباحث القسم بالقبض علي ابني واحتجازه بالقسم بدون وجه حق قانوني والتعدي عليه بالضرب وإحداث اصابته لمدة ثلاثة أيام.
هل تحرر بقسم شرطة المعادي محضر بذلك؟
أنا ذهبت إلي مباحث المعادي وهما مارضيوش يعرفوني أي حاجة وعاملوني معاملة سيئة.
أين نجلك الآن لسؤاله؟
هو محجوز بمستشفي قصر العيني من يوم 22/8/2003 ومرفق صورة من تذكرة الاستقبال بالطلب وهو محجوز بالدور السابع بقسم المخ والأعصاب.
ضد من تقدم شكواك؟
ضد الضابط ياسر الشناوي ضابط مباحث المعادي.
وفي 1/9/2003 أضاف والد المجني عليه في محضر التحقيقات :
ما الفترة التي قضاها نجلك بقسم الشرطة؟
أربعة أيام.
وما الذي بدر منك بعد مضي تلك المدة؟
أنا رحت القسم علشان أسال عليه.
ومع من تقابلت آنذاك؟
أنا قابلت الناس اللي في الاستيفاء بتوع القسم.
وما الذي أخبرك به سالفو الذكر؟
قالولي ابنك جوه قاعد في طرقة الاستيفاء ودخلوني علشان أشوفه.
وما الحالة التي كان عليها نجلك آنذاك؟
كان قاعد علي كرسي وفي حالة إغماء كامل ولون جسمه متغير وفي دم نازل من بقه.
وما سبب الحالة التي كان عليها نجلك آنذاك؟
لما سألتهم في القسم قالوا لي ما نعرفش وهو رايح دلوقتي المستشفي.
وما الاصابات التي كانت في نجلك تحديداً؟
إيديه فيها كدمات وكان فيه زرقان في صدره وظهره وبقه كان بينزل دم.
وما سبب حدوث تلك الاصابات بنجلك؟
لما فاق من حالة الاغماء سألته قال لي إنه انضرب في القسم.
ومن الذي قام بالتعدي عليه تحديداً؟
قال لي إن اللي ضربه ضابط اسمه ياسر الشناوي وأمناء شرطة كانوا معاه.
وما الأداة التي استخدمت في الاعتداء علي نجلك؟
قال لي إنهم ضربوه بالكرباج وبإيديهم وفضلوا يعذبوه.
وما هي أوجه ذلك التعذيب؟
قال لي إنهم علقوه علي فلكة في القسم وفضلوا يضربوا فيه.
وفي أي موضع قام سالفو الذكر بالتعدي علي نجلك؟
قال لي ضربوني في جميع أجزاء جسمي.
وهل أخبرك نجلك بدور كل منهم في التعدي عليه؟
لا ما قلش علشان كان تعبان وهو قال لي إنهم كلهم ضربوه مع بعض.
وهل أخبرك نجلك بما أحدث إصابته تحديداً؟
قال لي إنهم كلهم اشتركوا في إحداث إصابته.
ما قصد سالفو الذكر من التعدي علي نجلك؟
ما أعرفش هما ضربوه ليه.
وهل تم تحريك ثمة محاضر لنجلك بقسم شرطة المعادي في الفترة التي تم احتجازه داخل القسم؟
ما أعرفش.
وما هي حالة نجلك الصحية الآن؟
لسه حالته ما استقرتش.
ما علاقتك بالرائد ياسر الشناوي؟
مافيش علاقة بيني وبينه.
هل توجد بينك وبينه ثمة خلافات؟
لا
أما المجني عليه فقال :
ما تفصيلات ما حدث؟
اللي حصل أن يوم الاثنين 18/8/2003 روحت البيت فأهلي قالوا لي إن الضابط اللي اسمه ياسر الشناوي بعت لي وعايزني في القسم فأنا رحت أشوفه عايزني في ايه لقيته عمل لي محضر عدم حمل بطاقة وبعد كده وداني المديرية ورجعوني تاني القسم وبعد كده رجعوني تاني علي المديرية ورجعوني تاني علي القسم وبعدين حبوا يرجعوني تاني المديرية فأنا قلت لهم لا أنا مش عايز أروح المديرية فلقيت الضابط اللي اسمه ياسر الشناوي ربط إيدي من وراء ورجلي وعلقني علي الباب بتاع المكتب وقعد يضرب في هو وثلاثة أمناء شرطة واحد فيهم اسمه عبد النبي وواحد اسمه وليد وواحد تاني أسمر كانوا بيقولوا إن اسمه أحمد وكمان بيضربوني برجليهم وبإيديهم وكان ياسر الشناوي بيضربني بالكرباج وضربوني في كل أنحاء جسمي والراجل الأسمر اللي كان معاهم طفي السجائر في إيدي اليمين وبعد كده أنا أغمي علي ولما فقت فضلوا يضربوا في تاني لحد ما أغمي علي وبعد كده ما فقتش إلا في مستشفي مبرة المعادي ولما فقت لقيت أبويا وأمي واخواتي البنات إسلام وابتسام وحكيت لهم اللي حصل وبعد كده اتنقلت إلي مستشفي قصر العيني وبعد كده رجعوني علي البيت.
متي وأين حدث ذلك؟
أنا رحت القسم يوم 18/8/2003 الاثنين وضربوني في القسم.
وما سبب توجهك لقسم شرطة المعادي في المكان والزمان سالفي الذكر؟
أنا رحت لأن أهلي قالوا إن الضابط اللي اسمه ياسر الشناوي بعت لي أمناء شرطة قالوا إن ياسر الشناوي عايزني في القسم.
ومن الذي أبلغك بذلك تحديداً؟
أبويا وأمي واخواتي البنات اسلام وابتسام.
ومن هم الاشخاص الذين حضروا إلي منزلك آنذاك؟
أهلي بلغوني إنهم ثلاثة أمناء شرطة واحد فيهم اسمه عبدالنبي.
وما الذي بدر منك عقب ابلاغك بذلك؟
أنا رحت القسم علشان أشوف هما عايزني ليه.
ومع من اتقابلت؟
- مع الضابط اللي اسمه ياسر الشناوي.
وأين تقابلت مع سالف الذكر؟
في غرفة المباحث.
صف لنا سالف الذكر تحديداً؟
هو تخين وأسمر ومتوسط الطول.
وهل تم تحرير أية محاضر لك أثناء تلك الفترة؟
قالوا لي إنهم عملوا لي محضر عدم حمل بطاقة
وما رقم ذلك المحضر؟
أنا معرفش
وما الذي حدث أثناء فترة احتجازك بقسم شرطة المعادي؟
طول فترة احتجازي كانوا عمالين يضربوا في.
ومن الذي قام بالتعدي عليك أثناء تلك الفترة؟
الضابط اللي اسمه ياسر الشناوي وأمين شرطة اسمه عبدالنبي وأمين شرطة اسمه وليد وواحد أسمر أنا ما أعرفش باقي اسمه وكانوا بيقولوا اسمه أحمد.
وما هي أوجه تعدي سالفي الذكر عليك آنذاك؟
الضابط اللي اسمه ياسر الشناوي ربطني من إيدي ورجلي وعلقني علي باب المكتب وضربوني وبايديهم ورجليهم وبالكرباج.
وما دور كل من سالفي الذكر في التعدي عليك؟
ياسر الشناوي اللي ماسك الكرباج بيضربني بيه والباقي كانوا بيضربوني بإيديهم ورجليهم.
وفي أي موضع قام سالفو الذكر بالتعدي عليك أنذاك؟
ضربوني في جميع انحاء جسمي.
وهل حدث بك ثمة اصابات من جراء ذلك؟
أيوه
وما هي تلك الاصابات؟
كان جسمي كله ازرق وكان في كدمة في دماغي وكان في لسع في إيدي.
ومن الذي أحدث بك تلك الاصابات؟
الضابط اللي اسمه ياسر الشناوي وأمناء الشرطة.
وما هي الادوات التي استخدمت في إحداث تلك الاصابات؟
الكرباج وانضربت بحاجة ناشفة علي دماغي واتلسعت في يدي اليمين بسجائر.
حدد لنا دور كل من سالفي الذكر في إحداث اصابتك تحديداً؟
ياسر الشناوي اللي ضربني بالكرباج وعبد النبي ووليد اللي ضربوني بايديهم ورجليهم والراجل الأسمر هو اللي طفي السجائر في إيدي وهو اللي ضربني بحاجة ناشفة علي دماغي.
وما هو تاريخ حدوث تلك الاصابات تحديداً؟
في الفترة من 18/8/2003 إلي 22/8/2003 وكشفت شهادة الطبيب الشرعي " عماد الدين عبد الله " الدليل الدامغ علي تعرض المجني عليه للتعذيب وحدوث الوفاة نتيجة ذلك حيث قال : من اطلاعي علي التقرير الذي أعده الدكتور أشرف شبل تبين وجود كدمات وسحجات حول العينين وأسفل يسار العنق وبالأطراف وهي مظاهر إصابة تتفق والتصور الوارد بمذكرة النيابة وتتفق وتاريخ الواقعة وذلك حسبما جاء في تقرير الطب الشرعي. وأن هذه الإصابات تحدث من أجسام صلبة راضة بعضها ذات سطح خشن. والإصابات تتفق والتعدي علي المذكور بالأيدي والأرجل ولكن لا يوجد بالتقرير الطبي الشرعي ما يشير إلي إصابات اعتداء بالكرباج وتتفق وتاريخ حدوث تلك الإصابات ولكن هذا لا يعني الجزم بنفي ضربه بالكرباج حيث أن تاريخ الواقعة أسابيع مما تزول معه آثار ما قد يكون من ضرب بالكرباج.. وأضاف أن الوفاة أرجعت إلي إصابات رضية بالمخ أدت إلي ارتشاح واوديما بالمخ أدت إلي تطور الحالة إلي شلل رباعي وضمور بالمخيخ الأمر الذي أدي إلي رقاد المجني عليه فترات طويلة بسبب هذا الشلل وهذا من شأنه أن يؤدي إلي قرح الفراش والتي بدورها تؤدي إلي التهابات وتسمم بكتيري والذي يؤدي بدوره إلي الوفاة.. أما المتهم الأول في القضية الرائد ياسر الشناوي فقال في التحقيقات:
ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهم بضرب المجني عليه عمداً بأن تعديت عليه بالضرب بأنحاء متفرقة من جسده فأحدثت به الاصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية؟
الكلام ده محصلش.
وما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهم بالقبض علي المجني عليه وحجزه بدون أمر أحد الحكام المختصين بذلك وصاحب ذلك تعذيبه بالتعذيبات البدنية علي النحو المبين بالتحقيقات؟
محصلش
ما تقصيلات ما حدث إذن؟
اللي حصل إنه بتاريخ 18/8/2003 كان فيه حملة علي متابعة المسجلين خطر بدائرة القسم وكنا أرسلنا في طلب المسجل خطر فتحي فوزي حيث توجه له أثنان من أفراد الشرطة السريين المنوط بهم متابعة المسجلين خطر إلي منزله فلم يجدوه وطلبوا من أهليته عند حضوره إبلاغه بالتوجه لديوان القسم وبالفعل حضر المسجل خطر يوم 18/8/2003 وتم حجزه برفقة بعض المسجلين خطر لعمل اجراءات المتابعة وارساله إلي مديرية الأمن إدارة البحث الجنائي كمتبع حينه، تم حجزه بحجز القسم فور حضوره برفقة بعض المسجلين لعرضهم علي ادارة البحث الجنائي ثم تحرر له محضر جنح تدابير يوم 20/8/2003 عرض فيه علي النيابة يوم 21/8/2003 ثم عرض يوم 22/8/2003 علي ادارة البحث لتسجيل جنحة التدابير في ملفه بالمديرية وجميع تحركاته لمديرية الأمن والنيابة وعودته تمت بمعرفة نوبتجية القسم بسيارة الترحيلات كما هو متبع مع جميع المتهمين وعند عودته يوم 22/8/2203 للقسم اتصل بنا رئيس تحقيقات القسم في ذلك اليوم الملازم أول أحمد الشبراوي وأخبرنا بأن المتهم في حالة إعياء ودرجة حرارته مرتفعة وطلب منا اخلاء سبيله بعد أن قام بعرضه علي مستشفي مبرة المعادي وبالفعل قمنا باخلاء سبيله بناء علي ذلك الاتصال التليفوني وبعد ذلك علمت بقيام أهلية المتهم بتوجيه الاتهام لي بأني قد تعديت عليه بالضرب وأحدثت اصابته علي غير الحقيقة حيث انني علمت فيما بعد بأن من قام بالتعدي عليه هم أفراد الترحيلات في ذلك اليوم وهو يوم 22/8/2003 الذين قاموا باستلامه وعرضه علي ادارة البحث وكان ذلك بالاشتراك مع رئيس التحقيقات بالقسم في ذات اليوم الملازم أول أحمد الشبراوي وعلمت أيضاً أن سبب قيامهم بالتعدي عليه هو شعورهم بأنه لا يتبع تعليماتهم في ذلك الوقت كما علمت أن رئيس التحقيقات قد حرر محضرا بواقعة شعور المتهم بالاعياء علي غير حقيقة ما حدث وأن تلك المعلومات قد علمت بها فيما بعد من خلال بعض الشهود الذين كانوا معروضين في ذلك اليوم علي النيابة المسائية حيث حدثت تلك الواقعة أمامهم.. إلا أن الضابط أحمد الشبراوي نفي اتهامه بالتعدي علي المجني عليه فقال في التحقيقات:
ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهم وآخرون بضرب المجني عليه عمداً فأحدثت به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية؟
محصلش:
وأضاف: فوجئت بياسر الشناوي يستدعيني في مكتبه وقال لي أن فتحي اتهمه في النيابة هو وأهليته بأن ياسر الشناوي هو اللي ضرب فتحي وأحدث اصابته. وقال ياسر إن هو مضربهوش وأن فتحي طول ما هو في العناية المركزة بيقول الاسود الطويل ابعدوه عني. وقال لي أكيد هو قصده علي واحد من الحرس يكون ضربه في العربية. فقلت له أن المتهمين اللي في السيارة قالوا لي إن محدش ضربه في العربية وهو تعب لوحده. قال لي يبقي الحرس ضربه لما نزل من السيارة. فقلت له إن الحرس ما شافوهوش لما نزل من السيارة لأنه نزل قدامي وقدام أهليته وقدام الملازم شريف المصيلحي. فقال لي انت عاوز تشيلني حاجة يكون عسكري عملها. فقلت له : أنا اللي أعرفه قلته لك. فثار علي ثورة كبيرة فقال لي طيب ماشي. وبعد كده قال للسيد وكيل النيابة بالمعادي إن الحرس بسيارة الترحيلات هم اللي ضربوا فتحي، فقام السيد وكيل النيابة استدعي الحرس في حضور فتحي وأهليته بنيابة المعادي وتم عرضهم علي فتحي وسأله فيه حد من دول ضربك يا فتحي؟ فرد عليه فتحي وقال له الناس دي حبايبي وذلك في حضور أهلية المتهم. وخلال فترة الثلاث سنوات التالية للواقعة كل ما كان ياسر الشناوي يقابلني يقول لي مش هاتقول لي علي الحرس اللي ضرب فتحي وانا أقول له أنا قلت علي اللي أعرفه فيقول لي ماشي.
ما قولك فيما شهد به كل من عبد الرحمن محمد ومنصور سعد عوض وعيد علي إسماعيل بالتحقيقات من أنهم أبصروك وأفراد قوة الترحيلات تقومون بالتعدي علي فتحي بالضرب في أنحاء متفرقة من جسده.
محصلش.
ولماذا يدعي عليك سالفو الذكر بذلك؟
هم بيدعو عليه بذلك لأنه بالتأكيد تم توجيههم لتلك الأقوال بمعرفة ياسر الشناوي حيث أنه اعتاد علي تدبير شخصين ليشهدا زوراً في إحدي قضايا الحريق العمد بنيابة المعادي إلا انهم اعترفوا عليه وتم عرضهم علي الطب الشرعي في تلك الواقعة لبيان آثار تعذيبهم بمعرفة ياسر الشناوي لإجبارهم علي الشهادة الزور. والجدير بالذكر إنه تم ادانته عقب الواقعة الخاصة بفتحي شميس في واقعة مماثلة لوفاة أحد المتهمين بالحجز وتم شكايته فيها بمعرفة الأهلية. وفي يوم 24/7/2006 حضر الشبراوي إلي النيابة ليدلي بمعلومات جديدة مفادها أنه علم أن الشاهد محمد سالم محمد توجه إلي منزل الشاهد طه حسين قبل يوم واحد من سؤاله أمام النيابة ولكن لم يجده. إلا أنه تقابل معه في اليوم التالي قبل دخوله لوكيل النيابة هو والشهود الآخرين الذين استشهد بهم الرائد ياسر الشناوي في محاولة منهم للتأثير، وهو ما لم يحدث. واعتبر الشبراوي ذلك دليل تواطؤ بين محمد سالم والرائد الشناوي لإحضار شهود زور لإبعاد التهمة عن الشناوي. وقال الشبراوي للنيابة أن هناك علاقة وطيدة بين الشناوي وسالم منذ فترة طويلة وأن شقيق سالم من أكبر تجار المخدرات بالمعادي ومنذ هذا التاريخ لم يتم عمل أي قضية جديدة له مما يدل علي وجود مصلحة بين سالم والشناوي.. وقدم الشبراوي للنيابة صورة ضوئية من مذكرة طب شرعي في القضية رقم 5408/2005 اداري المعادي وهي تثبت أن ياسر الشناوي معتاد تدبير شهود الزور. كما قد مستند مستخرج من شبكة الانترنت من موقع المنظمة المصرية لحقوق الإنسان يفيد بأن الشناوي معتاد تعذيب المواطنين والاعتداء عليهم بديوان القسم. وقال الشبراوي لوكيل النيابة: "عاوز أضيف إن علي شبكة الانترنت يمكن الدخول علي أي موقع حقوق الإنسان سوف نجد أن ياسر الشناوي من المصنفين الأوائل في تعذيب المواطنين والاعتداء عليهم داخل أقسام الشرطة ".. ويبقي السؤال في النهاية عن السبب الذي جعل قضية مثل هذه واضحة وضوح الشمس تظل طوال 7 سنوات بعيدة عن الإحالة لمحكمة الجنايات؟ وكيف يتم ترك الجاني فيها حراً طليقاً ليس هذا فحسب بل وتتاح له الفرصة للتنكيل بمزيد من المواطنين والأبرياء والمدهش أنه تمت ترقيته ليصبح الآن رئيساً لمباحث قسم حلوان رغم اتهامه في هذه القضية وغيرها ورغم سجله الحقوقي الأسود كما شهد أحد زملائه؟ ويبقي أن نقول للواء حبيب العادلي إن الأمر يحتاج إلي قرارات وإجراءات حاسمة للقضاء علي حالات التعذيب والتنكيل بالمواطنين في أقسام الشرطة. فلماذا لا يتم تكثيف عمل لجان مختصة بمراقبة مثل هذه الانتهاكات ومنحها السلطات الكافية لمنعها؟ ولماذا لا يتم تركيب كاميرات مراقبة بأقسام الشرطة وخاصة وحدات المباحث وغرف الحجز يتم توصيلها بالوزارة نفسها حتي نتلافي حدوث تلك الانتهاكات والجرائم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.