أصبح كثير من أهالي منطقة الجمالية بالقاهرة مهددين بالطرد من منازلهم ويتوقع كثيرون منهم أن يصلهم بين لحظة وأخري خطاب من وزارة الثقافة بنزع ملكية منازلهم التي عاشوا فيها واباؤهم وأجدادهم منذ مئات السنين.. وذلك كله من أجل تطوير وترميم منطقة القاهرة الفاطمية وقبل التطرق إلي شكاوي المضارين نود التأكيد علي أن «صوت الأمة» مع تطوير وتحديث القاهرة الفاطمية لإستعادة بهائها ولاحياء تراثها ولكنها أيضا مع حق المواطنين في السكن والعيش بأمان وتري أن علي الحكومة أن توفر لهم السكن البديل والتعويض المناسب. التقينا ببعض المواطنين الذين أصدرت وزارة الثقافة قرارات بشأن منازلهم وهم عطية جمال الدين وعدد من سكان الجزء غير الأثري «الأمير بشتك» ومنزل رقم 9 بحارة قرمز حيث قال عطية إن الدولة أهملت المنطقة مئات السنين وحينما تذكرتها أصبحت تتعامل معنا وكأننا غرباء لدرجة أن دخولنا وخروجنا منها أصبح بتصريح والجميع مهدد بنزع ملكية منزله دون تعويض مناسب، وعن مشكلته قال إنه اشتري منزلا منذ 1989 وهو المنزل رقم 8 بحارة قرمز وفوجيء مؤخرا بمسئول كبير في وزارة الثقافة يرسل له سمساراً يعرض عليه بيع المنزل وعندما رفض جاءته سيدة فرنسية وعرضت عليه شراء المنزل بنحو 9 ملايين جنيه فرفض أيضا لأن المنزل يدخره لأطفاله ثم جاءته رسالة من المسئول هدده فيها ببيع المنزل وإلا سيضره، تلاها محام يعمل في وزارة الثقافة أكد له أن المنزل صدر قرار بالاستيلاء عليه لأنه يخص نجيب محفوظ وذلك بغرض ترميمه وتحويله إلي متحف، قال عطيه إنه ذهب لهذا المسئول الموجود بحي الجمالية وأوضح له أن المنزل لم يسكنه نجيب محفوظ نهائيا فجميع أهالي المنطقة يعلمون أن الأديب كان يقيم في المنزل رقم 8 بميدان بيت القاضي وذكر هو بنفسه ذلك في برنامج بالتليفزيون المصري قبل وفاته فقال لا يا سيدي كان بيعدي من أمامه. وفي سياق متصل انتزعت وزارة الثقافة ملكية الجزء غير الأثري بقصر بشتك الذي يسكن فيه أكثر من 17 أسرة، وفي ذلك قال أحمد أحمد كرارة أحد المقيمين بهذه المنطقة إن أجداده كانوا يسكنون في هذا المنزل منذ 1835 وفوجئ مؤخرا بقرار نزع الملكية، مشيرا إلي أن هذا القرار يتضمن تعويضا بمبلغ 84 ألف جنيه لكل أسرة ولكن عندما ذهبنا للمحافظة وجدنا المبلغ 30 ألف جنيه فقط فرفضنا استلامه نهائيا لأنه لا يكفي لشراء سكن بديل ثم أقمنا دعوي قضائية ضد كل من محافظة القاهرة ووزارة الثقافة.